العام السادس للمجازر في ميانمار: مسلمو الروهينغا يريدون العودة إلى ديارهم

يريد مسلمو الروهينغا العودة إلى ديارهم في الذكرى السادسة لاضطرار الآلاف من مسلمي الروهينغا إلى مغادرة ديارهم وبلدانهم؛ بسبب المجازر التي ارتكبها الجيش ضد المدنيين في ميانمار.

Ekleme: 23.08.2023 18:16:57 / Güncelleme: 23.08.2023 18:16:57 / Arapça
Destek için 

تمّ تدمير مئات القرى في 25 آب/ أغسطس 2017؛ بسبب أعمال العنف الجماعية التي قام بها جيش ميانمار والقوميون البوذيون في ميانمار.

وفي حين أنّ أعمال العنف هذه كانت تُسمّى "التطهير العرقي" من قِبل الأمم المتحدة ومختلف منظمات حقوق الإنسان الدولية، فقد اُضطر أكثر من 900 ألف من مسلمي الروهينغا للجوء إلى بنغلاديش.

وقد تحدّث مدير شبكة بورما لحقوق الإنسان (BHRN) "كياو وين" بمناسبة الذكرى السادسة للرحيل القسري لمسلمي الروهينغا من ميانمار.

وأجرى "وين" تقييمات للمشاكل التي يواجهها مسلمو الروهينغا في مخيمات اللاجئين والدعم الذي يتلقونه من العالم.

"مسلمو الروهينغا يُعاملون كأيتام في العالم"

وأشار "وين" إلى أنّ جهود الجيش الميانماري لترحيل وحرمان وعزل المسلمين تزايدت منذ أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغا، وأكد أنّ الروهينغا هم إحدى المجموعات العرقية المسلمة الست في ميانمار، وأنّهم جميعًا يتقاسمون نفس المصير.

وشدّد "وين" على أنّ مسلمي الروهينغا عالقون في مخيمات اللاجئين، وقال: "إنّ الحملة ضد مسلمي الروهينغا أصبحت الآن حملة ضد جميع المسلمين".

وفي إشارة إلى أنّ المسلمين في ميانمار قد تمّ سحب جنسيتهم، قال وين: "إنّ مسلمي الروهينغا ممنوعون من السفر بحرية، وهم ضحايا خطاب الكراهية عبر الإنترنت المصمم للتحريض على العنف ضدهم". 

وفي معرض إشارته إلى أنّ جميع التكتيكات التي استخدمها جيش ميانمار قبل "الإبادة الجماعية" لا تزال مستمرة، قال وين: "من المهم للغاية أن يقبل العالم ذلك ويضع خطة حول كيفية منع إبادة جماعية أخرى".

وذكر "وين" أنّ مسلمي الروهينغا يواصلون حياتهم كلاجئين في بنغلاديش، وقال: "يشعر الناس بأنهم غير مرغوب فيهم وفقراء، وهم يريدون العودة إلى ديارهم، لكنّهم يعلمون أنّهم إذا عادوا، فسوف يضطهدهم الجيش مرة أخرى، والعالم يعامل مسلمي الروهينغا كأيتام، بينما هم يريدون فقط العودة إلى ديارهم بأمان وبحقوق متساوية مع أي شخص آخر". 

"إمكانية الحصول على الغذاء والرعاية الطبية والنظافة والتعليم مقطوعة في المخيمات"

وشدّد "وين" على أنّ هناك حوادث عنف خطيرة بين الجماعات المسلحة والعصابات الإجرامية في المخيمات، وأنّ المدنيين الأبرياء يتضررون منها، وقال وين: "في كثيرٌ من الأحيان تتجاهل السلطات هذه المشاكل حتى تخرج عن نطاق السيطرة، وترد بالمضايقة والاستغلال والانتهاكات التعسفية واعتقال المدنيين الأبرياء". 

وأوضح "وين" أنّ المساعدات العامة للاجئين تدهورت مع مرور الوقت مع انخفاض أموال المساعدات، وقال: "لقد انقطع الوصول إلى الغذاء والرعاية الطبية والنظافة والتعليم في المخيمات، ولأنّ النظافة في المخيمات غير كافية، فقد انتشرت أوبئة مثل حمى الضنك، ووباء الأنفلونزا في المخيمات الشهر الماضي".

وأشار "وين" إلى أنّ الأشخاص ذوي الاحتياجات الطبية الأكثر أهمية يواجهون أيضًا صعوبة في الحصول على الدواء والعلاج.

وشدّد وين على أنّ الأطفال الذين يعيشون في المخيمات يفقدون وقتاً ثميناً للنمو والتعلم، وقال: "عندما يكبر هؤلاء الأطفال، يصبحون عرضة للاستيلاء على العناصر الإجرامية المحلية". 

وأشار "وين" إلى أنّ العديد من المخيمات تغمرها المياه في كل موسم مطر، ويتم تدمير العديد من الملاجئ وتتسرب المياه الملوثة إلى بيئاتها.

وأكّد "وين" على ضرورة اتخاذ تدابير لجعل المناطق التي يعيش فيها اللاجئون أكثر مقاومة للفيضانات والانهيارات الأرضية، وأشار إلى أنّه عند حدوث الكوارث، يجب على المنظمات الميدانية التحرك إلى المنطقة بسرعة لتجديد المخيمات، وتلبية الاحتياجات الصحية للمتضررين.

"لدينا مخاوف مشروعة من أنّ بقية السكان المسلمين سيواجهون قريبًا نفس المصير"

وذكر "وين" أنّ منظمة التعاون الإسلامي والدول الأعضاء ساعدت الروهينغا في المخيمات، ولكن تمّ التغاضي عن الجماعات الإسلامية الأخرى التي تعرضت للاضطهاد في جميع أنحاء ميانمار؛ لأنّ معظم الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي اعتقدتْ أنّ المسلمين الوحيدين في ميانمار هم الروهينغا، فنحن نتفهّم أنّ مسلمي الروهينغا يعانون كثيرًا، لكن لدينا مخاوف مشروعة من أنّ بقية السكان المسلمين سيواجهون نفس المصير قريبًا. 

وشدّد "وين" على أنّ الأمم المتحدة تقدّم المساعدة المباشرة للاجئين من خلال منظماتها المختلفة مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وهي أكبر مقدم للاحتياجات الأساسية، وقال: "نأمل أن تحقق المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة العدل الدولية بعض العدالة، وبالطبع نتمنى أن تبدأ هذه العملية الطويلة في وقت أقرب بكثير".

ووصف "وين" وضع اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش بأنّه "فظيع" قائلًا: "إنّهم يُعاملون بعدائية وإذلال من قبل العديد من السكان المحليين والمسؤولين، وقد تمّ تخفيض حصصهم الغذائية بشكل كبير مرتين هذا العام، ولا يُسمح لهم بالعمل أو السفر لكسب لقمة العيش".

"مع وجود المجلس العسكري في السلطة، ليس من الآمن على الإطلاق عودة مسلمي الروهينغا"

وفي إشارة إلى أنّ الحكومة الشرعية في ميانمار تعيش في المنفى أو في السجن، قال وين: "إنّ المجلس العسكري يسيطر على البلاد بشكل غير قانوني، وليس لديه أي نية للسماح لمسلمي الروهينغا بالعودة".

وأشار "وين" إلى أنّه قد عُرض على عدد صغير من مسلمي الروهينغا العودة إلى القرى النموذجية الجديدة، لكن لم يتم بذل أي جهد لضمان حقوقهم أو مواطنتهم أو أمنهم.

وشدّد "وين" على أنّ كل هذه الأحداث وقعت خلال صراع خطير بين الجيش والجماعات المسلحة المؤيدة للديمقراطية في جميع أنحاء البلاد، وقال: "مع وجود المجلس العسكري في السلطة، فمن المؤكد أنّ عودة مسلمي الروهينغا ليست آمنة". (İLKHA)