مرّت عشر سنوات على مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية التابعة للعاصمة السورية دمشق، وما زالت تتواصل الانتهاكات بحق المدنيين، ولا يزال القاتل السّفاح حرًا طليقًا.
"مجزرة الغوطة الشرقية"
وقد حصلت المجزرة التي ستبقى في الذاكرة لسنوات في الساعة 02.30 ليلاً في 21 آب/ أغسطس 2013.
حيث استيقظ المدنيون في الغوطة الشرقية على المجزرة الكيماوية التي نفذتها قوات النظام البعثي المجرم بعدد كبير من الصواريخ الكيماوية المحملة بغاز السارين، فيما وصل الخبر إلى العالم الخارجي في أولى ساعات الصباح.
وقد شمل الهجوم المناطق المتضررة من المعضمية، وداريا، وعين ترما، وجوبر، ومليحة، وكفر بطنا، وجسرين، وعربين، وحمورية، وزملكا، ودوما.
كما قد تمّ تنفيذ هجوم كيماوي آخر في الساعة 05:00 فجرًا في اليوم نفسه.
"أبعاد المجزرة"
وعندما أشرقت الشمس، كان العالم قد بدأ للتو في معرفة أبعاد المذبحة المروعة.
حيث كانت قد أعلنت مصادر محلية عن مقتل ما لا يقل عن 1300 مدني في المجزرة.
وكان غالبية القتلى من الأطفال، وكانوا من صغار السن الذين كانوا أكثر عرضة للهجمات الكيماوية.
ولم تكن هناك آثار على جثث المتوفين، حيث اُستخدِم في الهجوم غاز السارين وهو أحد أكثر الغازات الكيماوية فتكًا.
وكشفت التحقيقات والأدلة ومقاطع الفيديو والصور التي تمّ التقاطها ميدانياً بعد الهجوم بأنّ نظام البعث المجرم هو من نفّذ مجزرة الكيماوي.
لكنه وسط صمت العالم، فقد استمرّ نظام البعث المجرم في استخدام الغازات الكيماوية والأسلحة المحظورة لسنوات في سوريا ولا يزال يستخدمها.
"لا تضع الثلج عليهم، سيصابون بالبرد"
وكانت الصور المنقولة من المنطقة بعد الهجوم تقشعر لها الأبدان.
حيث كان يوجد جثث الآلاف من المدنيين الذين فقدوا حياتهم، وقد اصطفوا جنبًا إلى جنب، وجثث الأطفال الموضوعة عليها جليد، والأمهات والآباء الذين يبكون على أطفالهم ويقولون: "لا تضع الثلج عليهم، سيصابون بالبرد"، والأطفال الذين تُرِكوا بدون آباء، فكلُّ هذه الصور خلقت واحدة من أكبر المآسي في التاريخ الحديث. (İLKHA)