المأساة الإنسانية تتفاقم في السودان.. سكان الخرطوم يأكلون وجبة واحدة فقط

تتجلى المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب السودانية بعدة طرق.

Ekleme: 17.08.2023 16:22:12 / Güncelleme: 17.08.2023 16:22:12 / Arapça
Destek için 

تُفاقمُ المعاناة الإنسانية التي سببتها الحرب من أوضاع سكان العاصمة تحت الحصار المفروض منذ 4 أشهر، وتحت ضجيج القذائف والمدفعية والغارات الجوية، يكافح الكثيرون لتلبية احتياجاتهم اليومية.

كما أنّ هناك نقص خطير في السلع الاستهلاكية الأساسية، وانقطاع في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء.

وقد بدأ الطعام ينفد وتدهورت الظروف الصحية في معظم المستشفيات؛ بسبب نقص الخدمة.

"الظروف المعيشية تزداد سوءًا، والنقص في السلع الاستهلاكية آخذ في الازدياد"

وتشهد الخرطوم منذ فترة طويلة نقصًا كبيرًا في المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق والأرز والسكر والعدس.

حيث أدّت عوامل مثل توقف الإنتاج، وحرائق وتدمير المصانع والمطاحن، وأعمال النهب والسلب إلى زيادة نقص الغذاء، ووضع غذائي كارثي.

وقد قال مواطن مقيم في منطقة  الشجرة بالعاصمة عبد الحميد التوم: "نحن نواجه ظروفًا إنسانية صعبة للغاية، ولا نأكل سوى وجبة واحدة في اليوم، معظمها من الفاصوليا، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء والمياه، كما يصعب علينا الحصول على الطعام؛ بسبب إغلاق المحلات ونقص المواد الغذائية في الأسواق، والظروف المعيشية آخذة في التدهور، والسلع الاستهلاكية شحيحة".

لقد تعمّقت المأساة الإنسانية

ولا يختلف الوضع كثيرًا في أم درمان، ففي الواقع يزداد الوضع سوءًا مع إعادة إشعال الصراعات العنيفة.

وبعد العمليات العسكرية التي نفّذها الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، اضطر سكان هذه المدينة إلى الفرار إلى أطراف المدينة مثل الثورات والجرافة ومدينة النيل.

وكمثال للتضامن، قام العديد من الأشخاص الذين فتحوا منازلهم لمن يعيشون في مناطق النزاع بتوفير جميع المواد اللازمة للاستقرار، إلا أنّ أوضاع المواطنين المقيمين في مناطق مثل ود نوباوي، وإيبوروف، وبيت المال، ودوما، وكبجاب قد ساءت، وأثّرت النزاعات سلباً على ظروفهم المعيشية وحالتهم الصحية، لذلك، تعمقت المأساة الإنسانية أكثر.

"نحن نعيش في كابوس مرعب لا يمكن تصوره"

وقد قال أحد مواطني منطقة أبو كدوك فاروق النور: "خاصة مع تصاعد حدة النزاعات في مدينة أم درمان القديمة، فإنّنا نمر بكابوس رهيب لا يمكن تصوره، حيث لا يمكننا التحرك بحرية في المناطق السكنية، والمرضى يخافون من التعرض لإطلاق النار عند ذهابهم إلى المستشفيات، إلى جانب ذلك، هناك أزمة في الحياة، فنحن نكتفي بما هو متاح؛ لأنّه بدأ الطعام ينفد، ونحن نعيش على سلطة الطماطم والطعام المصنوع من دقيق الذرة".

وفي إشارة إلى نقص غاز المواقد، قال نور: "إن كثيرين لجأوا إلى الحطب والفحم لتقديم وجبات طعام للأطفال وكبار السن".

وتابع "نور" قائلًا: "لا تزال معظم المحلات مغلقة والمبيعات متوقفة، مما يؤدي إلى تفاقم النقص في عدد قليل من السلع التي تحتاجها العائلات، ولم نتلقَ أي شيء من المساعدات التي تصل بورتسودان حتى الآن، فمتى سيتم توزيع هذه المساعدات؟؛ لأنّ ملف المساعدات الإنسانية غامض، ولا يوجد مبرر عقلاني لعدم الإجابة على أسئلة المواطنين حول تراكم المساعدات والأدوية في ولاية البحر الأحمر وعدم توزيعها في أوقات الحاجة".

70 بالمائة من مستشفيات الخرطوم خارج الخدمة

وتتصاعد المخاوف من أنّ الحالة الصحية في السودان ستنهار تمامًا مع اقتراب الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من شهره الرابع.

حيث تضرر قطاع الصحة بشدة من آثار الحرب، وخرجت 70 في المائة من مستشفيات العاصمة الخرطوم عن الخدمة.

وبسبب هذه الأحداث، حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من أنّها قد تغادر البلاد الأسبوع المقبل، وأوقفت دعم المستشفيات؛ بسبب أزمة التأشيرات.

وقد عبّرت رئيسة عمليات الإغاثة في المنظمة "كلير نيكول" عن مخاوفها بشأن الأزمة الصحية، وقالت: "كاد العديد من مقدمي الرعاية الصحية في الخرطوم أن تنتهي مدة تأشيراتهم، مما يعني أنّهم مضطرون لمغادرة البلاد، ويوجد فريق جاهز لاستبدال هؤلاء الأشخاص، لكن بسبب عدم وجود تأشيرة دخول، لم يتمكن هذا الفريق من دخول البلاد.

"أزمة الأدوية تفاقمت بشكل غير مسبوق"

وقد قال أحد المواطنين المقيمين في الخرطوم "أبو بكر زكي" عن المشاكل التي يعانوا منها في نقص الأدوية ما يلي: "إنّ عرقلة وإيقاف أنشطة منظمات الإغاثة الإنسانية يهدد حياة الآلاف من الناس، كما أنّ تكاليف الأدوية مرتفعة، والكثير من الناس لا يستطيعون حتى العثور على الطعام، ويقتصرون على منازلهم دون عمل أو مصدر دخل".

وأشار "زكي" إلى أنّ العديد من العائلات وخاصة مرضى غسيل الكلى الذين يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى علاج مستمر، لا يمكنهم الحصول على الرعاية الصحية، وقال: "إنّ أزمة الأدوية تفاقمت بشكل غير مسبوق، ومعظم الصيدليات تفتقر إلى أدوية السكري وضغط الدم، وحتى الأنسولين المتاح لا يمكن تخزينه؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، ومن الصعب التنبؤ بمصير المرضى في ظل الضائقة الحالية".

"الأزمة الصحية تتفاقم بسبب الأوبئة"

فيما لفت اختصاصي الأمراض المعدية "خالد آدم" الانتباه إلى حقيقة أنّ منظمة أطباء بلا حدود قد غادرت السودان لأسباب بيروقراطية هي انتهاك لحقوق الإنسان، وفشل دبلوماسي، وقال: "أنا قلق من عواقب هذا الوضع، وإنّ الأزمة الصحية على وشك أن تتفاقم، خاصة في بعض المناطق؛ بسبب زيادة الأمطار والفيضانات وما يصاحبها من أوبئة مثل الملاريا والكوليرا وغيرها".

وحثّ الطبيب السوداني طرفي الصراع على إلقاء السلاح، والبحث عن حلول سلمية، وإنقاذ البلاد من خطر الانقسام والدمار. (İLKHA)