النيجر غضب من فرنسا بسبب استغلالها لمناجم الذهب واليورانيوم في النيجر منذ عام 1970

تحول التوتر المتزايد مع باريس بعد الانقلاب في دولة النيجر الإفريقية الأنظار إلى العلاقات بين البلدين فلماذا هناك غضب من فرنسا التي لها تاريخ طويل من الاستعمار؟ ما هو مستوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟.

Ekleme: 17.08.2023 13:11:13 / Güncelleme: 17.08.2023 13:11:13 / Arapça
Destek için 

جاء بحسب البنك الدولي أنّ النيجر التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة وواحدة من أفقر دول العالم، تتلقى حوالي ملياري دولار سنويًا كمساعدات، ومن هذه المساعدة، تأتي 122 مليون يورو من فرنسا وضعفين هذا الرقم من الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، أعلنت فرنسا أنّها أوقفت هذه المساعدات عن النيجر بعد الانقلاب.

ويعود قرب البلاد من فرنسا إلى الحقبة الاستعمارية، حيث ظلت البلاد مستعمرة فرنسية لسنوات عديدة، واستمرت في تعميق العلاقات بعد الفترة الاستعمارية، لدرجة أنّ باريس كانت أول من تتم استشارتها في التهديد المتزايد للإرهاب في المنطقة، ومع ذلك، كانت هذه بداية النهاية لفرنسا في النيجر، كما في بوركينا فاسو ومالي.

وقد تصاعدت المشاعر المعادية لفرنسا في البلدان التي تقدم فيها فرنسا الدعم العسكري ولديها قواعد، وفي البلدان الثلاثة، اتهم الشعب فرنسا بأنّها لم تُقدّم المساعدة الكافية لوقف المسلحين، حتى أنّ مسؤولًا كبيرًا من مالي أخذ الأمر إلى الأمم المتحدة، واتهم باريس علنًا بدعم الإرهاب.

ماذا عن العلاقات الاقتصادية؟

وتعتبر النيجر إحدى أفقر دول العالم، غنية باليورانيوم ومناجم الذهب، لدرجة أنّه وفقًا لبيانات عام 2021، فقد حققت النيجر تصديرًا من الذهب بقيمة 2.7 مليار دولار.

كما أنّها سابع أكبر مُصدّر لليورانيوم في العالم، ومن المعروف أيضًا أنّ النيجر لديها كمية لا يمكن إنكارها من احتياطيات النفط الخام.

وتمتلك النيجر ما يقرب من 5 في المائة من الإمداد العالمي من عنصر اليورانيوم المعدني المشع، والذي يُستخدم في الطاقة النووية.

وكانت النيجر ثاني أكبر مورد لليورانيوم الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وذلك وفقًا لوكالة الطاقة النووية التابعة للاتحاد الأوروبي "يوراتوم".

وتتشكل علاقة النيجر مع فرنسا أيضًا من خلال هذه الموارد السرية.

بالإضافة إلى ذلك، تلبي النيجر حوالي 15 بالمائة من احتياجات فرنسا من اليورانيوم، وتذكر وكالة الطاقة النووية التابعة للاتحاد الأوروبي "يوراتوم" أنّه لا يوجد خطر مباشر على توليد الطاقة النووية في أوروبا إذا قطعت النيجر إمداداتها من اليورانيوم؛ لأنّ محطات توليد الطاقة لديها مخزونات ستستمر لمدة ثلاث سنوات.

تقوم فرنسا باستيراد اليورانيوم من النيجر منذ عام 1970

وفرنسا التي تحتاج في المتوسط ​​7800 طن متري من اليورانيوم الطبيعي سنويًا لتشغيل 56 مفاعلًا في 18 محطة للطاقة النووية، تشتري اليورانيوم من مستعمرتها السابقة، النيجر، منذ ما يقرب من 50 عامًا.

كما أنّ شركة الطاقة النووية الفرنسية المملوكة للدولة "أورانو"، المعروفة سابقًا باسم "أريفا"، تدير موقعًا للتعدين في حفرة مكشوفة بالقرب من مدينة أرليت الواقعة في صحراء النيجر.

النيجر ثالث أكبر مورد لفرنسا

ووفقًا لوكالة يوراتوم للإمداد (ESA)، فإنّ النيجر هي ثالث أكبر مورد لليورانيوم في فرنسا في الفترة 2005-2020، حيث تُلبي 19 بالمائة من الإمداد بعد كازاخستان وأستراليا.

وتشير التقديرات إلى أنّ فرنسا التي لا تعتمد فقط على النيجر لإمدادها من اليورانيوم، لديها بالفعل مخزون من اليورانيوم المخصب لتلبية احتياجات 3 سنوات.

وقد نفت شركة "أورانو" في تصريح للصحافة الفرنسية الأنباء التي تحدثت عن توقف توريد اليورانيوم من النيجر إلى فرنسا بعد انقلاب 26 تموز/ يوليو، وأعلنت أنّ العمل في الميدان لا يزال مستمرًا.

احتياطي جديد 200 ألف طن متري

وكانت قد اتفقت شركة "أورانو" مع دولة النيجر على تشغيل منجم "إيمورارين" الواقع في شمال البلاد وهو من أكبر رواسب اليورانيوم في العالم.

حيث ستبدأ عملية استخراج اليورانيوم في عام 2028 في المنجم، والذي يُقدّر باحتياطياته بحوالي 200 ألف طن متري.

بقي 20 مليون طن من النفايات المشعة من المنجم المغلق

وقد ظهرت شركة "أورانو" في المقدمة مع النفايات المشعة التي خلفتها وراءها في موقع منجم أكوكان تحت الأرض بالقرب من مدينة أرليت.

وأفيد أنّه تمّ ترك 20 مليون طن من النفايات المشعة في موقع المنجم، حيث تمّ استخراج ما مجموعه 75000 طن متري من اليورانيوم وإغلاق المنجم في عام 2021 بعد نفاد الاحتياطي.

وقالت المنظمة غير الحكومية الفرنسية، وهي اللجنة المستقلة للبحوث والمعلومات حول النشاط الإشعاعي (CRIIAD): "إنّه يجب تغطية النفايات المشعة في موقع المنجم بالطين، لكن الشركة الفرنسية لم تفعل ذلك".

ووفقًا للمنظمة (CRIIAD)، فإنّ 20 مليون طن من النفايات المشعة تهدد بشكل مباشر صحة مائة ألف شخص في المنطقة. (İLKHA)