نظّم وقف محبي النبي ﷺ مسيرة "الاحترام للقرآن" في ساحة المحطة بولاية ديار بكر؛ للتنديد بالاعتداءات على المقدسات الإسلامية، خاصة في دول أوروبية مثل السويد والدنمارك وهولندا.
وقد أرسل عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "أ.د. وصفي عاشور أبو زيد" رسالة عبر مقطع فيديو تمّ عرضها في المسيرة.
حيث بدأ "أبو زيد" رسالته بالبسملة والثناء والترحيب بالمشاركين، وقال: "إنّ الاساءة إلى القرآن الكريم إساءة لكل الأنبياء، وإساءة لكل الكتب السابقة، فالقرآن الكريم ذكر الأنبياء، والإسلام يعتبر الإيمان بجميع الأنبياء جزءًا من الإيمان، ومن حقيقة الإيمان، ومن كفر بنبي واحد في عقيدتنا الإسلامية فهو خارج عن الملة، فقد قال الله تعالى: ((آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ))، فالقرآن الكريم خصص سورة لمريم، وخصص سورة لآل عمران الأسرة الكبرى لعيسى عليه السلام، وهكذا سور في القرآن الكريم كاملة وأحاديث متطاولة حول الأنبياء وحول الكتب السابقة وحول الأقوام السابقين، فالإساءة للقرآن الكريم بالذات إساءة لكل الكتب المقدسة، وإساءة لكل الأنبياء، وإساءة لكل الأقوام، ونحن لا نقبل من أحد أن يسيء إلى الإنجيل الذي أنزله الله، ولا إلى التوراة التي أنزلها الله، ولا إلى موسى ولا إلى عيسى، فنحن الأمة الوارثة، والأمة المسيطرة المهيمنة التي آل إليها حصاد الوحي الشريف من خلال هذا الكتاب المقدس".
"يجب أن يكون لكل مسلم موقف من الإساءة للقرآن الكريم"
وتابع "أبو زيد" قائلًا: "إنّ كل مسلم مطالب بأمرين: الأمر الأول أن يكون له موقف من الإساءة للقرآن الكريم، والامر الثاني أن يكون له موقف عملي يترجم اهتمامه بالقرآن وحبه للقرآن، مثل قراءة للقرآن، واتقان لهذه القراءة، وتعليم للقرآن، وتدبر للقرآن، ومدارسة للقرآن، وتدبر، واستشفاء، واستهداء، وتحكيم، وتعليم، وتربية، ونشر هدايات القرآن، فهذا هو الرد الحقيقي والعملي على الإساءة للقرآن الكريم، وعلى الإساءة لرسولنا صلى الله عليه وسلم بنشر سيرته، وبتدارس سنته، وبتعليم أقواله وهداياته عليه الصلاة والسلام، أما المسيئون لهذا القرآن فنحن والله نشفق عليهم، فهؤلاء لا يسيئون إلا لأنفسهم، والله تبارك وتعالى قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: ((إنّا كفيناك المستهزئين))، وقال عن القرآن الكريم: ((إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون))".
"لا يمكننا قبول خلق بيئة غير آمنة بين المجتمع الأوروبي"
وأكّد "أبو زيد" أنّ هذه الإساءات الغربية في دول أوروبا على وجه التحديد للقرآن الكريم هي تهديد لأمن هذه المجتمعات، وقال: "نحن لا نرضى أن يكون المجتمع الأوروبي على طريقة غير آمنة؛ لأنّ فيه مسلمين، وفيه أناسًا كثيرين، وفيه شتّى الملل والنحل، فإشاعة السلم والهدوء والأمن الاجتماعي في هذه المجتمعات هو مطلب إنساني لكل الملل ولكل النّحل، فهذا الذي يحدث الآن ليس من صالح أحد وليس في صالح أحد، وأنتم أيها الأوروبيون لو أسيء إلى مقدساتكم لما أرضاكم هذا، بل لو أسيء إلى رئيس من رؤساء أوروبا فإنّه يُحرّك القانون وتشتغل الأدوات القانونية لمعاقبة من يسيء للرئيس، فكيف بمقدّس عند المسلمين تضمن هدايات الوحي الشريف على مر التاريخ".
وخاطب "أبو زيد" الدول الغربية قائلًا: "الرشد الرشد، والعقل العقل، والحكمة الحكمة في التعامل مع المقدسات وبخاصة مقدسات المسلمين، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي هذه البشرية الى الرشد، وأن يكتب لها الخير، وأن يهدي هؤلاء الذين لا يعرفون قيمة القرآن الكريم، وندعوهم من خلال هذه الوسيلة وهذه الأداة إلى أن يقرأوا القرآن ويتعرفوا إلى القرآن وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم". (İLKHA)