قال وزير الخارجية العراقي "فؤاد حسين"، في مؤتمر صحفي مع نظيره اليمني "أحمد عوض بن مبارك"، في العاصمة العراقية بغداد: "إنّ العراق يدعم أي جهد سياسي يدفع لاستقرار الأوضاع في اليمن"، حسب وكالة الأنباء العراقية (واع).
وأضاف قائلاً: "العراق مستعد للتحرك ليكون جزءاً من الحل للمشاكل في المنطقة وحل الأوضاع في اليمن، وإنّ الحوار في اليمن سيؤدي إلى تحسن الوضع الاقتصادي فيها".
كما أعرب الوزير "حسين" عن رغبة بلاده بإعادة فتح سفارتها في صنعاء بعد تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن.
وقال: "نتمنى أن تستقر الأوضاع في اليمن، لكي تعود السفارة العراقية في صنعاء لخدمة العلاقة الثنائية بين البلدين".
وأضاف قائلًا: "إنّ العراق يأمل عودة الاستقرار والأمن في اليمن، ويدعم التهدئة والحوار بين جميع الأطراف فيها، وإنّ هناك وقف إطلاق نار وهدنة غير معلنة في اليمن، ونتمنى أن تتحول إلى حالة سياسية وحوارية بين جميع الأطراف اليمنية".
كما أشار إلى أنّ العراق مستعدة للمساهمة في هذا المجال، وقال: "لدينا علاقات جيدة نستطيع تسخيرها في خدمة الاستقرار والأمن في اليمن، ونستطيع أن نتحرك إقليمياً ضمن هذا الإطار، وإذا ما كانت هناك حاجة فنحن مستعدون لكي نكون جزءاً من الحل".
وأكد ضرورة تحسين الوضع الإنساني في اليمن، وتسهيل دخول المواد الإغاثية، معبراً عن دعمه للجهود كافة في هذا المجال، وندعم إنهاء المعاناة الإنسانية نتيجة القتال وعدم الاستقرار.
ونوّه إلى أنّ المساعدات الإنسانية مهمة للمجتمع اليمني، ولكن بالنتيجة توصل الأطراف المتصارعة إلى حل من الناحية الاقتصادية يستطيع أن يكون بخدمة المجتمع اليمني بشكل خاص، وحالياً الوضع الاقتصادي بخدمة الاقتتال والحرب، ونتمنى أن نصل لحالة الاستقرار باليمن عبر الحوار، وطبقاً له، فإن اليمن يمكنه تصدير النفط والغاز والعودة الى السوق العالمية مرة أخرى
وأكد أنّ الحكومة العراقية تؤيد اتفاقية الرياض المبرمة في العام 2019، وترحب بجهود السعودية في جمع الأطراف اليمنية على طاولة الحوار، وتتطلع إلى أن يكون هناك اتفاق لإنهاء الحرب في اليمن.
كما شدد على أنّه من الضروري إيجاد حل لحرب اليمن، وقال: "نتطلع إلى التنسيق مع الحكومة اليمنية في إرسال وفد عراقي وفقاً لمقترح من إحدى الأجهزة الأمنية العراقية، لغرض متابعة أوضاع الجالية العراقية هناك".
من جهته، قال وزير الخارجية اليمني: "إنّ العراق أدى دوراً إيجابياً كبيراً في القضية اليمنية وتحقيق الهدنة، وفي تمهيد الاتفاق السعودي الإيراني"، معرباً عن أسفه بأنه لم نشهد تأثيراً مباشراً على الوضع باليمن لهذا الاتفاق.
وأضاف قائلًا: "إنّ هناك هدنة، ونحن ملتزمون بها، وآن الآوان لإنهاء الحرب في اليمن ونحن مستعدون لتنفيذ اتفاق السلام في البلاد، وإنّ اليمن تعاني من حرب اقتصادية بسبب تدمير موانئ تصدير النفط، وهناك صعوبة في إيصال المساعدات الإغاثية إلى البلاد".
واعتبر وزير الخارجية اليمني أنّ زيارته إلى بغداد هي مقدمة للارتقاء في العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أنّ هناك علاقات تاريخية تربط اليمن مع العراق.
وعبّر عن ترحيبه بأي وفد قنصلي عراقي يزور بلاده، متعهداً بأن يحظى بكل التسهيلات من قبل الحكومة اليمنية، وقال: "نرحب بوزير الخارجية العراقي في صنعاء وبكل الوزراء العرب".
كما استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي "محمد شياع السوداني"، أمس الأحد، وزير الخارجية اليمني "ابن مبارك" والوفد المرافق له.
وقال بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء: "إنّ اللقاء تضمن البحث في مجمل ملفات العلاقة بين العراق واليمن، وسبل تعزيز التعاون المشترك، بما يعزز التنمية الشاملة وأمن المنطقة وازدهارها".
وأكد رئيس مجلس الوزراء أهمية العلاقة التاريخية والأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين العراقي واليمني، مجدِّداً موقف العراق الثابت في دعم جهود الحوار الوطني في اليمن، وكل ما من شأنه إحلال السلام ورأب الصدع بين أبناء الوطن الواحد.
وسلّم الوزير اليمني، رسالة من رئيس الوزراء اليمني تضمنت تحياته للسوداني، وثناءه على الدور الريادي للعراق إزاء القضايا الإقليمية والدولية، والعمل على تقريب وجهات النظر وتدعيم الاستقرار فيها، فضلاً عن الخطوات الواعدة التي تخطوها الحكومة في مسار التنمية والإصلاح، وفقاً للبيان.
ويشهد اليمن، للعام التاسع على التوالي، صراعاً مستمراً بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة أنصار الله "الحوثيين"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم. (İLKHA)