تسببت الحرب الأهلية التي اندلعت بين الجيش والميلشيا شبه العسكرية في السودان في 15 نيسان بتشريد ما يقرب من مليوني مدني سوداني مع تدمير مادي ومعنوي كبير، بينما لجأ أكثر من نصف مليون شخص إلى أماكن أكثر أمانًا خارج البلاد.
وأصبحت الساحة السودانية غير مستقرة سياسيًا واقتصاديًا بشكل متزايد مع الانقلابات العسكرية في عامي 2019 و2021، وقد أطلقت قوات الدعم السريع مؤخرًا حملة للإطاحة بالرئيس المؤقت "عبد الفتاح البرهان" بعد الاحتجاجات العامة في عام 2018 بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، والصراعات التي تحولت إلى حروب أهلية وعرقية مستمرة منذ تسعة أسابيع.
نصف السكان بحاجة إلى المساعدة
وقد أفادت الأمم المتحدة في تقرير لها بأنه أصبح يحتاج ما يقارب 25 مليون مدنياً للمساعدات إنسانية، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان في السودان، وقد تمت مساعدة حوالي 2 مليون شخص.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) فقد نزح ما يقرب من مليوني شخص داخليًا منذ بدء الصراع في 15 نيسان، وفرّ أكثر من نصف مليون شخص إلى الخارج إلى أماكن أكثر أمانًا.
وبحسب منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، فقد عبر 528147 سودانيًا إلى الدول المجاورة، منهم 149383 إلى تشاد، و110980 إلى جنوب السودان، و45605 إلى إثيوبيا، و15219 إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، و1395 إلى ليبيا.
مصر تستقبل 60٪ من الفارين من الحرب
كما أفاد وزير الخارجية المصري "سميح شكري" أن بلاده استقبلت أكثر من 250 ألف سوداني، أي ما يعادل 60 في المائة من الفارين من العنف في السودان.
ويُلاحظ أن حركة الهجرة الخارجية في البلاد تتكثف من دارفور في الغرب إلى تشاد، ومن الأجزاء الوسطى والشمالية من البلاد إلى مصر وإلى بورتسودان على ساحل البحر الأحمر في شرق البلاد.
ويواصل السودانيون الذين فروا من منازلهم وأراضيهم وحيواناتهم وكل شيء وراءهم، البحث عن ملاذ في أماكن مختلفة داخل وخارج البلاد بعد رحلات طويلة وشاقة برية.
وقد غادر عشرات الآلاف من الأجانب من أكثر من 50 دولة، وخاصة مصر، البلاد في عمليات إجلاء جويًا وبريًا وبحريًا.
نزوح أكثر من مليون طفل
وقد أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في بيان لها بأن أكثر من مليون طفل قد نزحوا في السودان منذ بداية الصراع. (İLKHA)