أيدت المحكمة الإدارية الإقليمية في برلين - براندنبورغ حظراً فرضته الشرطة في برلين على تظاهرة فلسطينية كان من المقرر تنظيمها في العاصمة الألمانية، اليوم السبت، إحياء لذكرى النكبة، وأعلنت المحكمة أن قرار الحظر لم يعد قابلاً للطعن، ما يعني عدم قدرة القائمين عليها اللجوء إلى القضاء مجدداً.
وبررت الشرطة مخاوفها بالإشارة إلى خبرات السنوات الماضية وفعاليات مماثلة حدثت في الماضي القريب، بالإضافة إلى المزيد من المعلومات والتوقعات بإطلاق دعوات معادية للسامية، واتفقت المحكمة مع هذا الرأي.
وسجل نحو ألف شخص مشاركتهم في تظاهرة من أجل الحق الأساسي في حرية التجمع وحرية التعبير في الذكرى الـ 75 للنكبة في ميدان هيرمانبلاتس بحي نويكولن في برلين.
وقد قالت الشرطة الألمانية: "إنه بناء على الخبرات، ومنها خبرات الماضي القريب أيضاً؛ فإن هناك خطراً مباشراً لإطلاق دعوات معادية للسامية وتمجيد للعنف ووقوع أعمال عنف خلال هذه التظاهرة".
وشهدت المحاكم الألمانية طعوناً عديدة لإقامة تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين، خاصة بعد منع السلطات الألمانية مسيرة كان من المفترض أن تقام في 15 نيسان/ أبريل العام المقبل بمناسبة يوم القدس العالمي للعام الثالث على التوالي، وهذه المسيرة يجري تنظيمها في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان في عدة مدن حول العالم.
فيما أعلنت شرطة العاصمة الألمانية برلين شهر نيسان/ أبريل الماضي أنها منعت تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بمناسبة "يوم القدس" كانت مقررة الجمعة، لوجود خطر لإطلاق دعوات معادية للسامية وتمجيد للعنف.
فيما أيّدت المحكمة الإدارية في برلين، وهي محكمة أدنى درجة، في وقت سابق الحظر، وقررت الشرطة حظر التظاهرة بحجة وجود خطر ترديد هتافات معادية للسامية وتحريضية، وتمجيد للعنف، والتعبير عن الاستعداد لاستخدام العنف، وما ينجم عن ذلك من تخويف وأعمال عنف.
وكانت تظاهرة للفلسطينيين في برلين قد أثارت الجدل الشهر الماضي، نظمها فلسطينيون من أجل نصرة المسجد الأقصى، حيث صرحت وزيرة داخلية ولاية برلين "إيريس شبرانغر" لصحيفة بيلد الألمانية قائلة: "لقد شهدنا خلال العطلة الأسبوعية الماضية في التظاهرات جرائم وترديد دعوات وشعارات معادية للسامية من أسوأ نوع، وهذا غير مقبول تماماً".
وأضافت قائلة: "إذا تأكدت السلطة المختصة بالتجمعات بعد نظرة شاملة من توفر شروط الحظر"، والتي لاقت انتقادات من منظمات يهودية، ووصفت صحيفة بيلد الشعبية واسعة الانتشار المتظاهرين بكارهي إسرائيل ويتمنون لها الموت.
وقال رئيس الجمعية الألمانية- الإسرائيلية "فولكر بيك"، وهو أحد الذين شاركوا في تقديم بلاغات جنائية: "هذه التظاهرة التي تكره إسرائيل ما كان يجب أن تحدث على هذا النحو"، مطالباً وزيرة داخلية ولاية برلين "إيريز شبرينغر" بتقديم توضيحات.
وكان سفير الكيان الصهيوني في ألمانيا "رون بروسور"، قد هاجم التظاهرات الفلسطينية وقال: "هؤلاء ينتهكون الحريات الألمانية، ويدعون بلا تحفظ إلى إبادة إسرائيل واليهود".
وتحدثت منظمة DEmoc عن رصد شعارات معادية للسامية، وبحسب صحيفة بيلد؛ فقد رافق أفراد من المنظمة المظاهرة، واستخدموا أجهزة ترجمة فورية من أجل رصد أية هتافات مخالفة. (İLKHA)