قال وزير الخارجية السعودي الأمير "فيصل بن فرحان"، الجمعة: "إن الحوار مع سوريا كان ضرورياً، ونتفهم وجهة نظر حلفائنا الغربيين"، في حين شدد أمين عام الجامعة العربية "أحمد أبو الغيط" على أن سوريا تحتاج مساعدة العرب، معتبراً أن القمة العربية التي أقيمت في جدة حققت أهدافها.
وأضاف وزير الخارجية السعودي، خلال مؤتمر صحفي في ختام فعاليات القمة قائلاً: "سنتحاور مع شركائنا الغربيين بشأن العلاقات مع سوريا، وإن وجهة نظر المملكة أن الوضع القائم في سوريا غير قابل للاستدامة".
وأوضح وزير الخارجية السعودي بالقول: "نفهم وجهة نظر الولايات المتحدة وشركائنا في الغرب، لكن معالجة التحديات القائمة تحتاج إلى إيجاد مقاربة جديدة، وهذه المقاربة لن تأتي إلا بالحوار، وبالتأكيد سوف نتحاور مع شركائنا في أوروبا وأميركا لمعالجة مصادر القلق المشتركة بيننا وبينهم، حيث هناك في المقام الأول أزمة إنسانية، ولاجئون سوريون يريدون العودة لوطنهم، ويجب أن نساعدهم لإيجاد سبل العودة، ونأمل أن يعمل شركاؤنا في الغرب لتحقيق ذلك".
وأكد الأمير "فيصل بن فرحان"، وجهة نظر بلاده بأن إيجاد حلول واقعية للأزمة السورية لا يكون إلا بالتعاون مع الحكومة في دمشق"، وقال: "إن الدول العربية ستعمل مع الحكومة السورية، والمجتمع الدولي لتأمين عودة اللاجئين السوريين".
وتابع قائلاً: "يجب أن نهتم بمصالح الشعب السوري، حيث هناك وضع اقتصادي صعب والضرر الأكبر يقع على المواطن، ولذلك نحن مهتمون بحلول عملية واقعية، ولن يتم ذلك إلا بالتعاون والشراكة مع الحكومة في دمشق، بينما المواقف القاسية المتشددة لن تساعد في ذلك، ولن تصب في مصلحة الشعب السوري، وسيتم دعم مشروعات التعافي الاقتصادي في سوريا".
وأردف "بن فرحان" الذي رحب بعودة سوريا إلى الجامعة بالقول: "قناعتنا أن مكان سوريا داخل الجامعة، وذلك حتى يكون الحوار سليماً، لأننا نتحاور مع حكومة لها سيادتها".
بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية: "إن هناك رغبة وعزم أن تكون عودة سوريا بداية لانخراط عربي أكثر فاعلية لحل الأزمة السورية، واستعادة دمشق لدورها الطبيعي في المنظومة العربية، وتجاوز الظروف الصعبة التي مرت بها".
وأضاف "أبو الغيط" في حديثه خلال المؤتمر الصحافي قائلاً: "إن سوريا تحتاج لمساعدة أشقائها، وفي نفس الوقت ينبغي عليها أن تتفاعل مع هذه الخطوة التي قامت بها المجموعة العربية".
ورداً على سؤال بشأن اعتراض الولايات المتحدة على تطبيع الدول العربية لعلاقاتها مع دمشق، قال أبو الغيط: "أتصور أنه يجب أن نعمل بمعزل عن رؤية القوى الخارجية، لأن هذا أيضاً أمر خاص بالدول العربية، فسوريا دولة مؤسسة للجامعة العربية وقد استعادت مقعدها، وهذا شأن عربي، وعلينا أن نسعى لإقناع القوى الأخرى بصحة المنهج العربي، وبأن هذه إرادة عربية، ولا نسعى من خلالها للصدام مع القوى الخارجية".
وأشار إلى أن هناك اجتماعاً قادماً في القاهرة بين المجموعة العربية والمجموعة الغربية، متمنياً أن لا يُقرر الغرب مقاطعة الاجتماع بسبب عودة سوريا للجامعة.
وتابع أبو الغيط قائلاً: "إن موضوع سوريا سيحظى بأولوية، والقرار يتضمن بشكل واضح السعي نحو تسوية تدريجية للوضع السوري من خلال خطوة مقابل خطوة، وهذا من خلال النقاش مع الحكومة السورية". (İLKHA)