أوصى رئيس جهاز أمن الاحتلال العام "رونين بار"، ورئيس أركان الجيش الصهيوني "هرتسي هليفي"، بالسعي لوقف إطلاق النار في غزة بزعم أن الاحتلال استنفد معظم أهداف الاغتيالات والتصفية، بحسب ما أفادت تقارير صهيونية، صباح اليوم الجمعة، فيما تواصلت محادثات التهدئة عبر الوسيط المصري طوال ساعات الليل، وسط حديث عن عقبة تحول دون التوصل إلى اتفاق.
وجاءت توصيات "بار" و"هليفي" خلال المداولات الأمنية التي عقدت أمس، في مكتب رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية ومستشار الأمن القومي ووزير الأمن ووزير الشؤون الإستراتيجية، في أعقاب مقتل مستوطنة في صاروخ للمقاومة أصاب مبنى في "رحوفوت"، جنوب تل أبيب.
وبحسب القناة 13 العبرية، فإن قادة الأجهزة الأمنية يعتقدون أنه من الصواب السعي لإنهاء العملية، وأضافت القناة، نقلاً عن مصدر مطلع: "إن رئيس الشاباك اتخذ موقفاً أكثر حسماً في هذه المسألة".
وكان نتنياهو قد أعلن في أعقاب المداولات أنه قرر مواصلة الحملة العسكرية التي بدأت فجر الثلاثاء.
وأكد مصدر مطلع على المداولات الأمنية، في حديث لموقع "واللا" العبري، ما أوردت القناة 13، وقال: "إن رئيس الشاباك أوصى بالسعي لإنهاء العملية العسكرية، التي أطلق عليها الاحتلال تسمية "الدرع والسهم"، على ضوء حقيقة أنه تم استنفاد معظم أهداف الاغتيالات".
وأضاف المصدر: "إن رئيس الشاباك ورئيس الأركان أوصيا بأنه إذا لم يتم إطلاق النار من قطاع غزة، فعلى إسرائيل الامتناع عن الهجمات من جانبها إلا لغرض إحباط إطلاق النار على مواقع إسرائيلية".
وتواصلت محادثات وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني والجانب المصري، طوال ساعات الليل، بحسب ما أفاد موقع "واينت" الإلكتروني، في حين قالت مصادر مصرية، لشبكة بي بي سي: "إن اتفاق وقف إطلاق النار اصطدم بعقبة"، في حين تشير التقارير إلى تراجع وتيرة قصف الحتلال منذ ساعات.
ووفقاً للمعلومات، فإن سلطات الاحتلال ترفض المطالب التي تطرحها حركة الجهاد الإسلامي عبر الوسيط المصري، الذي كان قد جمّد اتصالاته خلال الأمس مع الأطراف المعنية ضمن جهود الوساطة التي يبذلها لوقف إطلاق النار، قبل أن تُستأنف لاحقاً.
وذكرت تقارير صهيونية أن مطالب حركة الجهاد تشمل الإفراج عن جثمان الشهيد "خضر عدنان"، والتزام إسرائيلي بوقف الاغتيالات التي تستهدف قادة المقاومة في غزة، وإلغاء مسيرة الأعلام التي ينظمها المستوطنون الأسبوع المقبل في القدس المحتلة.
في المقابل، قال مصدر صهيوني مطلع، متحدثاً لموقع واينت: "إن العقبة التي يتحدث عنها الجانب المصري تتمثل برفض إسرائيل تقديم التزام بوقف عمليات الاغتيال والتصفية التي تستهدف قادة فصائل المقاومة في غزة، وإنه يجري العمل على إيجاد صيغة يتفق عليها الطرفان".
ولخص المصدر المساعي الأخيرة لوقف إطلاق النار بالقول: "إنهم، في حركة الجهاد الإسلامي، يريدون الوصول إلى وضع لا توجد فيه اغتيالات بين الجولات القتالية، في واقع الأمر، منذ أكثر من عقد من الزمن لم تكن هناك اغتيالات دون إطلاق قذائف من قبل الجهاد، وإن ذلك قد ينتهي بتفاهمات شفهية كما كان الوضع في الماضي".
وأضاف المصدر: "إن رسالة إسرائيل إلى حركة الجهاد الإسلامي هي أنه مع كل لحظة تمر قد يخسرون المزيد من الموارد، لذلك عليهم الموافقة على وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وإن النقاش في الواقع، رمزي جداً، الجهاد تطلب التزامًا بشيء يحدث بالفعل عندما لا يطلقون النار، أي أنه لا توجد اغتيالات دون إطلاق قذائف".
وبحسب المصادر المصرية، فإن هذا الاتفاق سيُرفع للمناقشة بين الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"، ورئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، والملك الأردني "عبد الله الثاني"، ووزير الخارجية الأميركي "أنتوني بلينكن". (İLKHA)