أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، أن البرنامج يحتاج بشكل عاجل إلى 450 مليون دولار أميركي كحد أدنى، لمواصلة المساعدات لأكثر من 5.5 ملايين شخص في جميع أنحاء سورية حتى نهاية العام.
ويشمل ذلك 150 مليون دولار أميركي لتوفير المساعدات الغذائية لمدة ستة أشهر لـ 800 ألف شخص تضرروا من الزلزال، ومن دون موارد كافية.
وسيتعيّن على البرنامج التقليل بشكل حاد من عدد المستفيدين الذين يخدمهم من تموز/ يوليو وما بعده؛ بسبب أزمة التمويل التي يواجهها، الأمر الذي يترك ملايين الأشخاص في حاجة ماسة من دون مساعدات غذائية.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن متوسط الأجر الشهري في سورية يغطي حالياً حوالى ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة فقط، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية في الوقت الذي ترزح فيه البلاد تحت آثار 12 عاماً من الصراع.
وجاء الزلزال المزدوج الذي ضرب جنوبيّ تركيا وشماليّ سورية في 6 شباط/ فبراير الماضي ليزيد من المأساة.
ويعاني حوالي 12.1 مليون شخص، أي أكثر من 50 في المائة من السكان، من انعدام الأمن الغذائي حالياً، وهناك 2.9 مليون آخرين معرضين لخطر الانزلاق إلى الجوع.
في الوقت نفسه، تظهر أحدث البيانات أن سوء التغذية آخذ في الارتفاع، مع وصول معدلات التقزم بين الأطفال وسوء التغذية لدى الأمهات إلى مستويات غير مسبوقة.
وقد قال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سورية، كين كروسلي: "إن السوريين يتمتعون بالمرونة بشكل ملحوظ، لكن هناك مدى لما يمكن للأشخاص تحمّله، وهو قصف وتهجير وعزلة وجفاف وانهيار اقتصادي، والآن زلازل ذات أبعاد مذهلة في أي مرحلة سيقول العالم كفى؟".
ويقدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية لـ 5.5 ملايين شخص في جميع أنحاء سورية، وتشمل حزمة مساعدات البرنامج الحصص الغذائية، والوجبات المدرسية، والقسائم النقدية، ودعم سبل العيش، وبناء قدرات المجتمعات على الصمود، وشبكات الأمان الاجتماعي.
كذلك عمد البرنامج حتى الآن إلى إيصال المساعدات إلى 1.7 ملايين شخص من المتضررين من الزلزال الذي ضرب شماليّ سورية، بمن فيهم الأشخاص الذين يستفيدون بالفعل من المساعدات الغذائية الشهرية.
بالإضافة إلى تقديم المساعدات الغذائية الفورية، يعمل برنامج الأغذية العالمي على إيجاد حلول طويلة الأمد لمساعدة المجتمعات في سورية، على أن تصبح أقل اعتماداً على المساعدات الغذائية المباشرة.
ويدعم البرنامج في جميع أنحاء سورية إعادة تأهيل أنظمة الري والمطاحن والمخابز والأسواق، ويحقق الاستثمار في هذه التدخلات عائداً أكبر مقارنة بتوزيع الأغذية بالوسائل التقليدية.
وعلى سبيل المثال، يمكن لكل دولار أميركي يستثمر في إعادة تأهيل المخابز أو قنوات الري أن يقلل التكلفة السنوية للمساعدة الغذائية العامة بما يزيد على 3 دولارات أميركية. (İLKHA)