أفادت التقارير المحلية في أفغانستان عن وفاة العشرات من المواطنين الأفغان خلال الأسبوعين الماضيين بسبب البرد القارس وقلة المساعدات الإنسانية.
وذكر التقارير أن أفغانستان تشهد أقسى شتاء في السنوات الأخيرة، حيث انخفضت درجة الحرارة إلى 10 تحت الصفر ليلاً في العاصمة كابول، وإلى 30 درجة تحت الصفر في بعض المناطق.
وتم الإعلان في الأجزاء الداخلية والشمالية من البلاد عن تجمد 157 شخصًا حتى الموت، خاصة في مقاطعات جور وباداهشان وباكتيكا وبكتيا، ونفقت أكثر من 75000 رأس من الماشية بسبب درجات الحرارة المنخفضة.
وأوردت التقارير أنه بسبب عدم القدرة على تلبية الطلب المتزايد في الطقس البارد، يتم قطع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، حتى وسط العاصمة كابول يمكن تزويده بالكهرباء لمدة أقصاها 8-10 ساعات في اليوم، لذا من المتوقع أن تكون الخسائر أعلى من ذلك
كما أنه بسبب الظروف الجوية السيئة، هناك صعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق، وخاصة في المناطق الريفية.
وأشارت التقارير إلى أن صعوبات النقل، خاصة في فصل الشتاء، تجعل من الصعب على المنظمات الإنسانية تقديم المساعدات للأسر المحتاجة.
ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، يحتاج 28 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلثي سكان البلاد، إلى مساعدة عاجلة.
معرضون لخطر التجمد كل ليلة
تعيش أكثر من 1200 عائلة في منطقة كامبر التابعة لكابول، معظمهم من عائلات المهاجرين الذين قدموا من المقاطعات الجنوبية مثل قندهار وهلمند في السنوات القليلة الماضية.
وبدأت العائلات التي أقامت في الخيام في الفترات المبكرة في العيش هنا من خلال بناء منازل مؤقتة مصنوعة من الطين والطوب مع مرور الوقت.
وتكافح العائلات المكونة من 6 إلى 8 أشخاص في المتوسط ، والذين يقيمون في منازل من غرفة واحدة تبلغ مساحتها القصوى 10 أمتار مربعة، لحماية أنفسهم من البرد، خاصة في الليل، ومعظم المنازل لا تحتوي حتى على موقد، ناهيك عن العناصر الأساسية، حتى أولئك الذين يوجد لديهم موقد يواجهون أيضًا صعوبة كبيرة في العثور على الوقود.
أكبر صراع للناس هنا في البرد المتزايد هو الخروج بأمان في الصباح
قال رجب غول، الذي جاء من قندهار مع زوجته وأطفاله الستة قبل عامين واستقر هناك، إنه عندما استيقظت ذات صباح قبل شهرين، وجد وزجته جثة هامدة.
وأوضح غول أنهم ذهبوا إلى منزل جارهم، الذي كان به موقد، واستمدوا بعض الدفء في المساء، وعندما حل الليل، عادوا إلى المنزل مع أطفالهم وعانقوا بعضهم البعض وحاولوا حماية أنفسهم من البرد.
زيادة كبيرة في أسعار الفحم والخشب
تسببت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في أفغانستان بزيادة أسعار المحروقات, فأصبح المواطنون لا يستطيعون حتى شراء الحطب.
وصرح تاجر الأخشاب في كابول "إكميل حنيفي" أن هناك جموداً خطيرًا في السوق، وأن الأسعار ارتفعت وأصبح الناس الآن يشترون كميات أقل من الأخشاب.
وقال حنيفي: "العام الماضي كان طن الخشب 140 دولارا، أما هذا العام أصبح 1 طن 180 دولار، يعني زاد 40 دولارا، يشترونه لكنهم قلة، فقط من يملك المال يستطيع شرائه".
وقال تاجر الفحم عبد الغفار رحيمي: "إن بعض الناس يريدون فقط شراء 1-2 كيلوغرام من الفحم، والبعض الآخر يسأل عن الأسعار ويعود من حيث أتى".
وقال رحيمي: "العام الماضي بلغ سعر طن الفحم 120 دولارا، أما هذا العام بلغ 200 دولار، ومن اشترى نصف طن العام الماضي لا يمكنه الآن الحصول على ثلثه". (İLKHA)