في لقاء خاص أجرته وكالة إيلكا للأنباء ذكر الباحث في الشؤون الإسرائيلية بمركز رؤية للتنمية السياسية الأسير المحرر "صلاح الدين العواودة" أن الاحتلال لديه الآن أطماع دينية ومشروع ديني عماده ورأسه وذروة سنامه هو هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل على أنقاضه؛ لتحقيق النبوءة الدينية، وهذا لم يكن عام 1948 ولا عام 1917 عندما قامت بريطانيا باحتلال فلسطين.
احتلال فلسطين الهدف منه السيطرة على فلسطين وليس إقامة دولة لليهود
وقال: "إنه كما هو معروف بأن من أقام الكيان الصهيوني عام 1948 هي أحزاب صهيوينة يسارية وعلمانية، وهذه الأحزاب عموماً كانت تريد إقامة مجرد كيان في فلسطين، وبدعم استعماري كامل ومن بريطانيا تحديداً، حيث أقامت ما يسمى بدولة إسرائيل عام 1948 على مساحة حوالي 80 في المئة من فلسطين، وهذه المساحة لم تشمل الضفة الغربية ولا القدس الشرقية التي هي تمثل تاريخ اليهود، فهذا دليل على أن المسألة كانت السيطرة على فلسطين وليست دولة لليهود؛ لأن المناطق التي أقيمت عليها الدولة لا تمثل أي شيء لليهود تاريخياً؛ فلا يوجد فيها سليمان ولا داوود ولا الحشمونائيم، ولكن هم في بيت لحم وفي رام الله وفي شرقي القدس، فإذن هو مشروع استعماري للسيطرة على المنطقة ولتقسيمها".
وتابع قائلاً: "إنه منذ عام 1967 حتى اليوم والصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة تحديداً تسعى إلى استقدام المسيح قسراً، حيث لديهم مشروع ديني وهو استقدام المسيح حتى يعيشوا الألفية الثالثة وهي الألفية المستنيرة أوألفية النور أو ألفية العدالة كما يحلمون، وحتى يأتي المسيح يجب أن يأتوا ببني إسرائيل إلى فلسطين، ويبنوا الهيكل مكان المسجد الأقصى، فهذا مشروع مسيحي غربي وليس مشروع يهودي، فهم يكرهون اليهود ولكن وفق عقيدتهم المحرفة يرون بأن على اليهود أن يأتوا كبني إسرائيل إلى فلسطين، وأن يقيموا الهيكل حتى يأتي المسيح، وبالتالي يستخدمون اليهودية كأداة في هذا الشأن، وبعد أن يأتي المسيح سيقومون بإجبارهم على اعتناق المسيحية أويقتلونهم، فهم الآن يقتلون الفلسطينين باليهود، وهم يكرهون الفلسطينيين ويكرهون اليهود".
"إن مشروع الاحتلال اليوم هو مشروع ديني صهيوني متطرف وليس مشروع الدولة العلمانية كما كان سابقاً"
وبيّن أن هذا التغيير الذي يجري في الكيان الصهيوني الآن، والاعتداء المتصاعد على المسجد الأقصى، هو نتيجة ارتفاع وتوسع وازدياد قوة الصهيونية الدينية اليهودية المدعومة من الصهيونية الدينية المسيحية في الولايات المتحدة، وقال: "إننا نحن اليوم أمام كيان ديني جديد يعتمد على الصهيونية الدينية، وهذا الكيان أصبحت الأحزاب فيه ذات طابع ديني، وليست يسارية ولا علمانية كما كانت عام 1948، فهذا الكلام ضروري الآن لفهم المخاطر على المسجد الأقصى؛ لأنه في عام 1967 عندما تم احتلال شرقي القدس كان بإمكان هذا الكيان أن يهدم المسجد الأقصى ويفعل في القدس ما يريد، حيث كان العرب مهزومين، ولم يكن يوجد أحد من المسلمين يمكنه أن يتدخل لحماية المسجد الأقصى أو لحماية الشعب الفلسطيني، ولكن لم يكن النظام السياسي الصهيوني في ذلك الوقت لديه مصلحة بالاعتداء على المسجد الأقصى أو بفعل شيء يضرُّ به، وبالتالي قرر تسليمه للأوقاف الأردنية بعد الاحتلال".
وأكد أن الصهيونية الدينية التي توسعت فيما بعد، وبدأت تبني المستوطنات في الضفة الغربية، وشكلت أحزاباً سياسية حتى وصلت ذروتها في قتل رئيس الحكومة الإسرائيلي المنتمي لليسار والعلمانية الذي أراد أن يوقع اتفاقية سلام مع الفلسطينيين ويعطيهم دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة، فقتلوا إسحاق رابين عام 1995، ومنذ ذلك الحين واليمين والمتدينون يسيطرون على الدولة، ويزيدون من تغلغلهم في هذه الدولة ومؤسساتها، فاليوم مشروعهم هو دولة دينية في الضفة الغربية وفي القدس، وليس المشروع الصهيوني الذي بناه الاستعمار قبل ذلك؛ لذلك فإن الخطورة في تغيّرُ هذا المشروع، إذ هو مختلف عما كان قبل 70 عام، فالآن هو مشروع ديني صهيوني متطرف استيطاني وليس مشروع الدولة العلمانية الديمقراطية التي أنشأها بن غوريون عام 1948، وهذا ما يجب أن يفهمه المسلمون والعرب المطبعون والفلسطينيون خصوصاً، فإن الاحتلال لديه الآن أطماع دينية ومشروع ديني عماده ورأسه وذروة سنامه هو هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل على أنقاضه؛ لتحقيق النبوءة الدينية وهذا لم يكن عام 1948 ولا عام 1917 عندما قامت بريطانيا باحتلال فلسطين. (İLKHA)