رئيس حزب الدعوة الحرة يابجي أوغلو: وحدة العلماء هي مفتاح وحدة الأمة

لفت رئيس حزب الدعوة الحرة "زكريا يابجي أوغلو"، في كلمته بملتقى العلماء السابع الانتباه إلى أن "تحالف العلماء مع أهل السياسة هو مفتاح وحدة الأمة".

Ekleme: 16.10.2022 19:21:25 / Güncelleme: 16.10.2022 19:21:25 / Arapça
Destek için 

حضر رئيس حزب الدعوة الحرة "زكريا يابجي أوغلو" جلسة اليوم الثاني من "ملتقى العلماء السابع" الذي نظمته مؤسسة اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية.

حيث ألقى "يابجي أوغلو" خطاباً استهله بالحديث عن حادثة انفجار المنجم في ولاية بارتن وقال: "إنه في اليوم السابق، وقبل ساعاتٍ من بدء (ملتقى العلماء السابع) تلقينا نبأ حادثِ انفجار منجمٍ تسبَّب في وفاة 41 من عمال المنجم، فإني أرجو من الله الرحمة لإخواننا الذين ماتوا في فاجعة المعدن بولاية بارْتِن، وأتمنى الصبر والحياة الطيبة لأسرهم المفجوعة، كما أن هناك جرحى في المستشفى، أتمنى لهم الشفاء العاجل أيضًا".

كما عزى "يابجي أوغلو" الأمة الإسلامية بوفاة الشيخ يوسف القرضاوي، وقال: "إن الشيخ القرضاوي أكمل حياته المثمرة قبل 20 يوماً، وسلَّم الأمانة إلى صاحبها، عامله الله برحمته، ورفع مكانته ومرتبته في الجنة، كما أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجعل لنا النصيب لأداء الأمانة حتى أنفاسنا الأخيرة".

وذكر "يابجي أوغلو" بأنه استقبل جميع الإخوة والأساتذة بالمحبة والمودة من مختلف بقاع جغرافية الأمة الإسلامية، وقال: "أود أن أشكر اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية، وأوجه التحية بشكل خاص إلى رئيسها الموقر الأستاذ الملا أنور قلج أرسلان، وجزى الله خيراً الإخوة الذين نظموا وساهموا وشاركوا، وإني أرجو الله أن يجعل هذا اللقاء ميمونًا وخيراً ومثمرًا".

"خسائرنا كبيرة أيضا بسبب جهلنا وعدم وحدتنا ضد العدو"

وقد أكد "يابجي أوغلو" في كلمته على أن مثل هذه الاجتماعات هي مناسبة مهمة للغاية لتحديد مشاكل الأمة، وتشخيص أمراضها واتخاذ قرار بشأن طرق وأساليب العلاج، وقال: "إن جراحَنا عميقة، وأعداءَنا كثيرون ومتنوعون، كما إن خسائرنا كبيرة بسبب تقصيرنا في مواجهة العدو وانعدام الوحدة، والفقر الشديد والجهل والصراعات هي التي أدت إلى انحناء ظهورنا، لكن أملنا بالله قوي، ونعلم أننا لسنا يائسين منها ولا عاجزين عنها".

"قوى الشر العالمية تتعامل مع كل من المسلمين والإسلام بعداوة"

وأشار "يابجي أوغلو" إلى أن الفراعنة المعاصرون يريدون إقامة نظام عالمي جديد يتمثل بإنشاء دين إنساني حادث، وقال: "هم وضعوا الدين هدفاً لهم، لأنهم يرون الدين عقبة أمامهم لاستعباد الناس الذين خلقهم الله لعبادته فقط، ولقد ظل الإسلام هو العقبة الوحيدة أمام دعاة العولمة، والاعتراض الجاد الوحيد يأتي من المسلمين الواعين، ولهذا السبب فإن قوى الشر العالمية تُعادي كلاً من الإسلام والمسلمين وتعترض طريقهم، وإنهم لا يستطيعون تغيير كتاب الله، ولكنهم يحاولون جعل الإسلام بروتستانتياً بمساعدة دجالين متنكرين بزي العلماء، فهم يحاولون بكل طريقة إنشاء نظام متناغم ومعتدل لا يعترض على النظام الذي أرادوا إنشاءه، ومع الأسف فإنهم نجحوا بهذه الجهود في إرباك عقول المسلمين بإبعادهم عن معتقداتهم، وخاصة عن أخلاقهم.

وتابع "يابجي أوغلو" قائلاً: "إنهم ينفذون مشاريعهم الخاصة بالإفساد وخاصة لنسائنا وشبابنا، وبالتالي فهم يحاولون فصل الأجيال الجديدة أبناء المجتمعات المسلمة عن العقيدة الإسلامية، كما أنهم ينتجون ويضعون لافتات وإشارات مضللة من أجل تشتيت انتباه شبابنا وإبعادهم عن الصراط المستقيم، ويريدون منعنا من التفكير كمسلمين والعيشِ في الإسلام، ومنعنا من نقلِ إيماننا إلى أجيالنا القادمة".

وبين "يابجي أوغلو" أنهم باستخدام الخلافات والاختلافات التي بيننا، يحاولون الفصل بيننا ومن ثم الصراع، ولأن مشاكلهم الحالية لا يمكن حلها على أساس العدالة فإن الإمبرياليين يستعملوننا ضد بعضنا البعض، ولكن لمصالحهم الخاصة من خلال تأجيج الصراعات بيننا، وإن حقيقة ترك نزاعاتنا دون حل أو نقلها إلى الإمبرياليين يمهد الطريق لهم للاستقرار في أراضينا وسفك دماء المسلمين ونهب ثرواتنا، وإننا لا يمكننا مداواة هذا الجرح ما لم نبتعد عن الإمبرياليين الشرقيين أو الغربيين، ونجعل قانون الأخوة يسود بيننا كمسلمين، ولن تنتهي مشاكلنا ما دمنا ننتظر حل مشاكلنا ومتاعبنا للمستعمرين الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم، فستستمر القوى الإمبريالية في سفك دماء المسلمين، وسوف يتم تدمير شرفهم وستستمر المعاناة.

وأكد "يابجي أوغلو" أنه لتغيير هذا النظام، ووقف إراقة الدماء، ومنع النهب، يجب إعادة قانون الأخوة بين المسلمين، ومن ناحية أخرى فإن قانون الأخوة يتطلب حل المشكلات القائمة على أساس العدالة الإسلامية واحترام الحقوق المشروعة، ولهذا يجب أن نتخذ أوامر ونواهي الله ورسوله والإسلام تدبيرًا لأنفسنا، ويجب أن نتخلى عن السياسات العنصرية التي أتى بها الغرب بيننا، وأن نحقق السلام والعدالة بيننا ونعود إلى رشدنا.

وتحدث "يابجي أوغلو" عن ملتقى العلماء السابع قائلاً:

"أيها الحاضرون المحترمون! والعلماء الموقرون!

إن هذا الاجتماع يعقد لمناقشة الحلول والأساليب من خلال النظر في قضايانا من وجهة نظر علمية، ولقد ظهرت رسائل جيدة للغاية في العروض التي قُدمت خلال اليومين، فإن الذين يريدون الاستفادة منها سيحصلون على نصيبهم، وإن مشاكلنا متنوعة، فيجب على العلماء بذل جهد للحفاظ على المجتمع في خط مقبول سواء من حيث الإيمان والعمل دون الوقوع في المبالغة أو التقليل من الأهمية، ويجب إجراء المناقشات حول القضايا العلمية في مجالس علمية دون تأجيج التعصب من خلال مناقشة القضايا التي لا يمكن فهمها من قبل عامة الناس على شاشات التلفزيون أو منصات وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأن العلماء لا يهتمون بالقضايا الدينية للمجتمع الذي يعيشون فيه فحسب، بل يهتمون أيضًا بالقضايا الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وعلى العلماء أن يتخذوا موقفاً مبدئياً دون الخوف من إدانة المذنبين، خاصة في القضايا السياسية والاجتماعية، كما يجب عليهم أن يوجهوا المجتمع حتى يتمكن المسلمون من حل مشاكلهم بالتحدث فيما بينهم، دون إحالتها إلى الإمبرياليين.

وإنه كما قال الشيخ زاهد الحزنوي أمس: "يبدو أن المستعمرين انسحبوا، لكنهم بيننا بأفكارهم وقوانينهم وعاداتهم، ويستمرون في دحضنا من الداخل".

 وكما قال المتحدث باسم إمارة أفغانستان الإسلامية مولوي ذبيح الله مجاهد : "إن الفساد يتدفق في كل مكان مثل المطر".

فإن الفاشية التي تعمل على تدمير المجتمع تحاول تنفيذ مشاريعها خاصة على النساء والشباب، فمن خلال رؤية هذه الحقيقة يجب اتخاذ الاحتياطات ومنع الفساد بحملة تثقيفية جادة، وعلى وجه الخصوص يجب منع الفساد من خلال تربية شبابنا على المعرفة السليمة والأخلاق الحميدة.

كما يجب على المدارس والعلماء تحمل المزيد من المسؤولية في هذا الصدد.

- ويجب علينا إنشاء المدارس النظامية اليوم وتوجيه أذكى أطفالنا إلى العلوم الإسلامية والعلوم الاجتماعية دون إهمال الهيكل التقليدي لمدارسنا، ولكن مع مراعاة احتياجات شعب اليوم، فهي مناسبة لتنشئة جيل يقود المجتمع.

- ويجب إنشاء نظام تعليمي يتم فيه تدريس العلوم الدينية والاجتماعية معًا.

- ويجب أن نتعلم ونحيي سنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم.

- ويجب ألا نتجاهل أحكام الله وسنة الله جنبًا إلى جنب مع مدارسنا.

- ويجب أن تتحول مؤسساتنا وأحزابنا ومؤسساتنا الأخرى أيضًا إلى مدرسة وتربية الخبراء والرواد المخلصين في مجالاتهم الخاصة، وهؤلاء الرواد يمسكون بيد الأمة ويرفعونها إن شاء الله.

- ويجب علينا أن نبدأ مع أنفسنا بالتغيير، وأن نبدأ أولاً بتطهير النفس، وإن تحالف العلماء وأهل السياسة هو مفتاح وحدة الأمة؛ لأن المسلمين ينتظرون العلماء الذين سيرفعونهم ويقودونهم إلى الهدف الصحيح، وإن المظلومين ينتظرون يداً صديقة لتصل إليهم، أي المسلمين الذين توحدوا.

كما هنئ "يابجي أوغلو" إمارة أفغانستان الإسلامية على انتصارهم على الاحتلال الأمريكي قائلاً:

 "إن أفغانستان قد استحقت لقب مقبرة الإمبراطوريات، حيث تم دحر الاحتلال الأمريكي الأخير من أفغانستان السنة الماضية، فإني أهنئهم مرة أخرى على الانتصار الذي جاء بفضل الله بعد الصبر والثبات، وإن الدول الإسلامية مترددة وخجولة في الاعتراف رسمياً بالإدارة الجديدة، فنحن بحاجة إلى التأمل فيما قاله "مولوي ذبيح الله مجاهد" فيما نقله عن الشيخ هبة الله "بأن مشكلة الإمبرياليين ليست معنا، بل مع الإسلام، ولهذا السبب لا يعترفون بإمارة أفغانستان الإسلامية"، فإني أناشد من هنا مرة أخرى مسؤولي الدول الإسلامية وأقول لهم: "امسكوا أيدي إخوانكم في أفغانستان، وطوروا علاقاتكم السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية معهم".

وختم "يابجي أوغلو"  كلمته قائلاً: "أود أن أشكر اتحاد العلماء الذي نظم هذا الاجتماع ورئيسه الكريم الأستاذ "أنور كيليج أرسلان" وجميع المشاركين من أفغانستان وليبيا وسوريا وإيران وكردستان العراق الذين حضروا الاجتماع، وأدعو الله أن يكون ملتقى العلماء السابع مفيدًا في الخير والوحدة، زاد الله من علم سياسيينا وإداريينا، وأعطى البصيرة السياسية لعلمائنا، وإخلاصنا وجهدنا جميعًا". (İLKHA)