قال الله تعالى: )إلا تنصروه فقد نصره الله) [التوبة 40].
فقد تابع العلماء والدعاة الموقعون على هذا البيان ما صدر عن المتحدث باسم حزب "بهاراتيا جاناتا " الحاكم في الهند من إساءات لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، وتعريض بأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، كما تابعوا انتفاضة الأمة بمكوناتها للدفاع عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شخصه الشريف، ورفضها لهذه التصريحات الآثمة، والتي من شأنها أن تحدث اضطراباً عالمياً، ما لم يقف لها العقلاء ويتخذوا من الإجراءات المناسبة أمام هذا الحدث ما يوقف كل سفيه عند حده.
واذ يرفض العلماء هذه الإساءات للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وينكرونها بأشد عبارات الإنكار كما يرفضون الإساءة لأي نبي مرسل، ولأي كتاب منزل، فإنهم يؤكدون على الآتي:
أولاً: يُثمن العلماء عالياً ما قامت به بعض الدول المسلمة من مواقف مشرفة؛ إنكاراً لهذه الإساءات، ويطالبونهم بالمزيد من الإجراءات الدبلوماسية المؤثرة؛ رفضاً لهذه التصرفات غير المسؤولة، وتحذيراً من مآلاتها، ونضعهم أمام مسئولياتهم أمام الله تعالى، ثم أمام الأمة والتاريخ، ونذكرهم أن الإجراءات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية من قبل الدول لها تأثيرها وقوتها.
ثانياً: يحيي العلماء أمتهم المسلمة التي رفضت هذه الإساءات: علماء وروابط واتحادات وجمعيات ودور إفتاء وهيئات وحملات إعلامية على وسائل التواصل الاجتماعي: حيث قاموا ببعض ما يجب عليهم وبأضعف الإيمان تجاه رسولنا صلى الله عليه وسلم، وهو إنكار هذا المنكر باللسان، وهو إحدى الوسائل الشرعية لإنكار المنكر.
ثالثاً: يطالب العلماء الحكومة الهندية بالاعتذار الرسمي الواسع من هذه الإساءات، واتخاذ إجراء مناسب ضد من قام بهذا، وباحترام المسلمين في الهند، فهم يشكلون 15 % من سکان الہند ( 195 ) مليون نسمة، لا سيما أن الإسلام قد دخل الهند بالأخلاق السامية والسلوك الراشد، وظل حاكماً فيها مدة ثمانية قرون.
رابعاً: يطالب العلماء الموقعون على هذا البيان منظمة التعاون الإسلامي أن تدعو لعقد قمة عاجلة تناقش فيها هذه الإساءات، وتخلص إلى وضع قانون تعتمده الجهات الدولية المعنية بتجريم هذه التصرفات، ووضع عقوبة ناجزة لمن يقوم بها، ولكل من تسول له نفسه من أفراد وجهات بالإساءة لأي نبي مرسل أو أي كتاب سماوي.
خامساً: يدعو العلماء خطباء الأمة الإسلامية ودعائها في مشارق الأرض ومغاربها إلى أن تكون خطبة الجمعة القادمة عن هذا الموضوع، وأن ينكروا هذا المنكر، ويضغطوا على حكوماتهم لرفض هذه التصرفات، واتخاذ خطوات قوية ضد هذه الإساءات.
سادساً: يدعو العلماء جماهير أمتنا العربية والإسلامية في كل بلاد الدنيا أن ينظموا وقفات أمام سفارات الهند حول العالم لرفض هذه الإساءات، وحمل الحكومة الهندية على التراجع والاعتذار عما اقترفته بحق رسولنا صلى الله عليه وسلم، وبحق أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها، ويحق المسلمين في الهند.
سابعاً: يدعو العلماء الإعلاميين والسياسيين والكتاب والمفكرين والشباب على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاستمرار في تأجيج هذه الحملة الإعلامية، وعدم التوقف عنها إلا بعد اعتذار الحكومة الهندية عن هذه الإساءة والمطالبة بوضع قانون يجرم هذه الإساءات.
والعلماء إذ يؤكدون على ما سبق فإنهم يعلنون أنهم سيظلون مرابطين على ثغور حماية الجناب النبوي الشريف، والوقوف بقوة أمام أي إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولأي نبي من الأنبياء إلى أن يتم وضع حد أمام هذه المنكرات التي تصرف البشرية عما يجب أن تقوم به في ظل التحديات العالمية التي يمر بها العالم، ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) [ الشعراء ۲۲۷]
صدر عن العلماء الموقعين في مدينة اسطنبول 9 ذو القعدة 1443 هـ/ 8 يونيو 2022 م. (İLKHA)