نواف التكروري: المنحرف نحو التطبيع قد أبعده الله عن شرف الدفاع عن الأقصى

أكد "رئيس هيئة علماء فلسطين" د. نواف التكروري: "أن أسبوع القدس في هذا العام بفضل الله كانت الاستجابة فيه أكثر من العام الماضي" وبيّن أنّ: "الفائدة المرجوة من هذا الأسبوع؛ أنه محطةُ توعية، وتحريك وتحريض لأبناء الأمة في كل مكان لأخذ دورهم".

Ekleme: 04.03.2022 17:06:26 / Güncelleme: 04.03.2022 17:06:26 / Arapça
Destek için 

في لقاء خاص أجرته وكالة إيلكا للأنباء ذكر "رئيس هيئة علماء فلسطين" د. نواف التكروري أنّ: "أسبوع القدس في هذا العام يأتي في ظروف قاسية جداً؛ من حيث ممارسات العدو الصهيوني، وجرائمه في المسجد الأقصى المبارك، وفي مدينة القدس تهويداً وإغلاقاً، وبالتالي يأتي الأسبوع في هذا العام؛ ليوصل رسالة إلى أن الأمة كلها مع القدس، ومع الأقصى، ولن ترضى مهما كان هنالك من جهات مطبّعة هنا وهناك، وأن هذه الأمة لن تستلم ولن تسلم القدس".

"أسبوع القدس العالمي في عامه الثاني"

وقال: "بفضل الله تعالى كما تعلمون هذا هو العام الثاني لأسبوع القدس، وبالتالي في العام الماضي كانت بداية، وكان هناك حراكاً طيباً بفضل الله تعالى، وتجاوب ولكن في هذا العام شُكلت لجنة؛ وهي مشكلة من عدد من الهيئات، والروابط، والمؤسسات العُلمائية، وفي مقدمتها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقد تابعوا الأعمال، وأنا أقول حقيقة بفضل الله تعالى أن الاستجابة كبيرة جداً، وأكثر من 120 مؤسسة عُلمائية شرعية، فضلاً عن مئات المؤسسات من البلاد؛ التي تبنت هذا الموضوع ودعت له، وهناك وزارات أوقاف، ومؤسسات رسمية وشعبية وأحزاب وحركات، دعت للتفاعل مع هذا الأسبوع في هذا العام".

وتابع قائلاً: "هذا بالنسبة لتوصيف الواقع والحال، والحراك بفضل الله تعالى؛ أوسع مما كان عليه في العام الماضي، على ما كان عليه من خير، ولكنه في هذا العام تم البدء به مبكراً، والتواصل مع الجهات ومع المؤسسات والأحزاب، والجهات الرسمية والشعبية، ومؤسسات المجتمع المدني مبكراً؛ لذلك الحراك بإذن الله تعالى أكبر".

"الفائدة المرجوة من أسبوع القدس العالمي"

وذكر: "أن الفائدة المرجوة من هذا الأسبوع، أنه في الحقيقة محطةُ توعية، وتحريك وتحريض لأبناء الأمة، في كل مكان لأخذ دورهم، ولا شك أن أسبوع القدس في هذا العام، يأتي في ظروف قاسية جداً؛ من حيث ممارسات العدو الصهيوني، وجرائمه في المسجد الأقصى المبارك، وفي مدينة القدس تهويداً وإغلاقاً، واقتحامات للمسجد الأقصى المبارك من قبل قطعان المستوطنين؛ وبالتالي يأتي الأسبوع في هذا العام؛ ليوصل رسالة إلى أن الأمة كلها مع القدس، ومع الأقصى، ولن ترضى مهما كان هنالك من جهات مطبّعة هنا وهناك، وأن هذه الأمة لن تستلم، ولن تسلم القدس، وأعتقد رغم هذه الشدة نحن على أبواب تحرير المسجد الأقصى المبارك، وفي هذا فليتنافس المتنافسون، فالأمر يقتضي أن تتنافس المؤسسات والأشخاص والدول في القيام بواجبها تجاه هذه القضية المباركة، وهذا ما نلمسه بفضل الله تعالى".

"الصمت الدولي والإسلامي عن اقتحامات المسجد الأقصى من قِبل اليهود المحتلين"

وفي جوابه لسؤالنا عن الصمت الدولي عن اقتحامات المسجد الأقصى قال لنا: "أعتقد أن الحق وضوحاً وبينةً وبرهاناً واضح، ولكن العالم مع القوي مع الأسف، وليس مع الضعيف لينتصر له، وسيدنا أبو بكر قال: (القوي فيكم عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه والضعيف فيكم عندي قوي حتى آخذ الحق له)، لكن العالم اليوم مع القوي ظالماً، ولن يكون مظلوماً، ولذلك علينا أن نكون أقوياء،    وأعتقد أن مثل هذا الحراك هو من دواعي قوتنا ووحدتنا، وإشعار العدو بأننا يداً واحدة جميعاً في العالم الإسلامي؛ شعوباً وعلماء ومؤسسات وحكاماً من لم ينحرف باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني".

"المنحرف نحو التطبيع قد أبعده الله عن شرف الدفاع عن الأقصى"

 وتابع في جوابه: "أن من انحرف فقد أبعده الله عن شرف الدفاع عن الأقصى، وعن المقدسات؛ فهو الخاسر، وهذا العدو الذي يتمسك به ويظن أنه حبل نجاته، وحفظ كرسيه، هو وبال عليه، ولا يريد به خير، ولن يحمي له شيئاً، ولذلك رغم ما هنالك من ظلام ومن شدة ومن قسوة؛ بإذن الله تعالى الأمور إلى خير، ليميز الله الخبيث من الطيب، ويبعد من لا يستحق أن يكون في صف الدفاع عن الأقصى؛ ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يكون فسطاطان: فسطاط  إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط كفر لا إيمان فيه)) فالآن هنا فرز بإذن الله تعالى، فالله هو الذي يبعدهم، أنا أقول للمسلمين في كل مكان: لا تخافوا، ولا تخشوا من هؤلاء، ولا تظنوا أن الأمة قد انهارت، أو قد انقسمت بذهاب هؤلاء، ولكن هؤلاء شعوبهم أصيلة، وأقول أيضاً: البلاد والحكام الذين طبعوا، لا يمثلوا شعوبهم فضلاً عن أن يمثلوا الأمة، هم لا يمثلوا الأمة قطعاً، ولكن أيضا لايمثلوا شعوبهم، كل من سار في فلك الكيان الصهيوني، وطبع معه بل ذاب فيه بل آخاه، هو له أُخوته التي سيهزم معاً في الدنيا، ويحشر معاً في الآخرة، والعياذ بالله إن لم يتوبوا ويعودوا إلى رشدهم".

"تطبيع الحكام لا يعني تطبيع الشعوب"

وأكد: "أن هذه الشعوب هي شعوب أصيلة؛ سواء طبع حكامها، أم لم يطبعوا، وقال: لقد رأينا وسنرى باستمرار، التطبيع في مصر صار له 45 سنة والشعب المصري لم يطبع، وفي الأردن صار له 30 سنة تقريباً والشعب الأردني لم يطبع، وهكذا في كل البلاد الأخرى، لن يكون تطبيع بتطبيع الحكام، كل المحاولات ستفشل، والذي نراه الحمد لله في حراك أسبوع القدس، ومقدماته وممهداته، أن الأمة حاضرة ومتفاعلة، ومؤسسات العلماء رغم ما تلاقيه من ضغط إلا أنها متفانية في خدمة هذه القضية، والزود عنها".

 وختم اللقاء بحديثه عن تركيا فقال: "نسأل الله أن يحفظ تركيا، وأن يحميها من هؤلاء، ونحن لا نؤيد ولا يعجبنا، ولا نراه مشروعاً أي لون من ألوان التقارب مع الكيان الصهيوني، لكننا لا ندخل في شؤون البلاد والدول، ونقول: كلمتنا واضحة أي تقارب مع الكيان الصهيوني، ليس فقط ضد فلسطين والفلسطينيين؛ بل وضد البلاد التي تتقارب مع هذا الكيان، هذا الكيان سوسة، لا يريد خير في بلد من بلاد المسلمين، بل ولا يريد خير ببلد من بلاد العالم، هم ينظروا إلى أنفسهم أنهم شعب الله المختار، وأن غيرهم خدم لهم، هذه سياستهم، وهذا وجودهم ولهذا يعملون، فكل من يتقارب منهم يتضرر ولا ينتفع، نسأل الله أن يحمي تركيا وأهلها من كل سوء، وأن ينتقم من هذا الكيان الغاصب، وأن يطهر مقدساتنا من أنيابه، ولا يكون ذلك إلا بأيدينا وجهدنا وجهادنا بإذن الله تعالى". (İLKHA)