زكي عرعراوي: على الأمّة أن تتحد على قضية فلسطين

أكد زكي عرعراوي رئيس وقف فلسطين أنّ: "بيت المقدس هو الأرض المباركة، وأرض المحشر والمنشر، وقبلة المسلمين الأولى، وأنه يجب أن تتحد الأمة على قضية فلسطين، والمسجد الأقصى، وتتحد على من هم رأس الفساد اليهود، وأن يكون هناك توعية حقيقية لذلك".

Ekleme: 24.02.2022 12:31:25 / Güncelleme: 24.02.2022 12:31:25 / Arapça
Destek için 

في لقاء خاص أجرته وكالة إيلكا الإخبارية مع رئيس وقف فلسطين زكي عرعراوي أكد على: "أهمية بيت المقدس والمسجد الأقصى"، وقال:"قضية القدس تحتاج أن تتوحد الأمة على هدف واحد، وتكون جهودها جميعها تصب في مكان واحد وليست جهود مشتتة، حتى يكون هناك أثر حقيقي"، وعن دور تركيا تجاه المسجد الأقصى بين لنا: "أن تركيا هي الحائط المتين والذراع القوي لهذه الأمة ".

"أهمية بيت المقدس والمسجد الأقصى"

وقال: "يجبب علينا أولاً عندما نتكلم عن القدس أن نصحح الاسم؛ فنقول بيت المقدس كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أشمل من المسجد الأقصى لوحده، فبيت المقدس يشمل القدس كلها وهي الأرض المباركة، والأرض المقدسة، و هي مهمة جداً بالنسبة للمسلمين واليهود والمسيحيين، لارتباطات تاريخية بالنسبة للمسيحيين، وللأمور المزعومة التي يزعموها من الهيكل وحائط المبكى وغيره الذي هو حائط البراق بالنسبة لليهود، وبالنسبة للمسلمين هي قبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين الشريفين، وأرض المحشر والمنشر، كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي بوابة السماء، والبقعة الوحيدة التي اجتمع فيها جميع الأنبياء، وأمّ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لذلك كانت هذه الأهمية عبر التاريخ".

 وتابع قائلاً: لو نرجع إلى تاريخ القدس وفلسطين، سنجد أن الصراعات كلها تدور حول هذه البقعة المقدسة المباركة، وقد ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز بقوله: (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير))؛ فالبركة حوله يعني بركة هذا المكان امتدت حتى شملت بلاد الشام وجزء من مصر.

"الرد على انتهاكات قوات الاحتلال"

وأكد "أنّ قليلاً من الدول التي تحمل همّ القضية الفلسطينية، والمسجد الأقصى خصوصاً على المستوى الرسمي، وعلى مستوى المنظمات لا زال حتى الآن العمل أشبه بعمل جزئي، وأعمال فردية وليست موحدة، وقضية القدس تحتاج أن تتوحد الأمة على هدف واحد، وتكون جهودها جميعها تصب في مكان واحد وليست جهود مشتتة، حتى يكون هناك أثر حقيقي، لكن هل هي كافية ؟! قطعاً ليست كافية؛ نحن أمة المليار ونصف مليار مسلم أين الدورالحقيقي لهذه الأمة الموجودة؟! وأين الدعم الحقيقي ؟! سواءً في المجال الإعلامي أو في المجال الاقتصادي".

وتابع قائلاً: "اليهود شذاذ الآفاق كلهم عددهم على مستوى العالم لا يتجاوز عشر ملايين، ويسيطرون على الإعلام، ويسيطرون على الاقتصاد في العالم، مع أن الأمة الإسلامية لو اتحدت، أو لو اتحد فقط جزء من تجار المسلمين لفاقوا اليهود؛ لذلك نحن بحاجة إلى توحيد الجهود أكثر ودعم الدول التي تقوم بدعم القدس ومساندتها بأن يكون لها دورأكبر مثل تركيا وقطر والجزائر يعني هذه الدول الرئيسية المناصرة للقضية الفلسطينية ولها صوت في الإعلام".

كيف فتح صلاح الدين الأيوبي القدس؟

وتكلم لنا عن فتح صلاح الدين لبيت المقدس فقال: "يجب أن نرجع إلى الوراء ما قبل صلاح الدين قليلاً، ونرى ماذا فعل عماد الدين الزنكي، وابنه نور الدين الزنكي والخطوات التي مهدت لصلاح الدين الأيوبي هذا المجاهد البطل، أولاً: وحد الدول الإسلامية لأنه كان يوجد فتن في بعض الدول؛ فهو وحد الجبهة الداخلية، ونشر العلم، ودعم الاقتصاد، فجاء صلاح الدين فأكمل ما بدأه نور الدين وعماد الدين الزنكي، وهما اللذين كانا خلفاء في ذلك الوقت؛ فأعد البنية العسكرية وحرص على البعد الإسلامي لهذه الأمة، حتى أنه في ليلة المعركة وهو يتفقد الجيش وجد أحد الخيام نائمين، هو في الأصل هذا الشيء طبيعي كون غداً معركة أن يرتاح، فقال: من هنا تأتي الهزيمة، لأنه لا يوجد قيام ليل، لا يوجد دعاء للنصر، وحتى جاءت المعركة الحاسمة وهي معركة حطين وكان فيها النصر على الصليبين وبقيت سنوات تقريباً إلى العهد العثماني".

هل من الممكن أن يتم الفتح في الفترة القريبة وكيف سيكون هذا؟

وفي حديثه عن هذا السؤال أجاب:
"طبعا هذا وعد الله عز وجل مصداقاً لقوله تعالى: (( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا)) ستعود فلسطين إلى حاضنة الأمة الإسلامية لكن الله عز وجل يقول: (( إن تنصروا الله ينصركم))؛ فالأمر سهل وواضح نحتاج عودة إلى هذا الدين، نحتاج إلى أن تتحد الأمة على قضية واحدة؛ هي قضية فلسطين، وأن تتحد على من هم رأس الفساد وأًصل الفساد في الأمة الذين هم اليهود".

كيف يكون الوعي الحقيقي؟

 وبين "أن الوعي المطلوب لم نصل إليه إلى الآن، وأن هناك عاطفة كبيرة جداً من الأمة اتجاه فلسطين والمسجد الأقصى، عاطفة دينية عقائدية؛ كون المسجد الأقصى هو قبلتها الأولى، واليهود هو العدو الأول  للأمة".

وأكد أن الوعي الحقيقي، ودور الأمة في نصرة فلسطين وبيت المقدس،"يجب أن يكون هناك مدارس ودورات وندوات ودور إعلامي أكبر من هذا؛ لتوعية الشباب المسلم، وهذا يقع على المنظمات في تركيا المهتمة بهذا الجانب، في البعد التربوي، وهناك إخوة مختصون كثر جداً، طبعا هذا الأمر يحتاج أيضاً دعم من رجال الأعمال؛ لإقامة هذه المراكز
والإخوة مستعدون لتوعية الناس في هذا الموضوع، ولكن تحتاج إلى أماكن لتنطلق منها، وتركيا متاحة في هذا الأمر، يعني نقول: للأمة تعالوا خذوا دوركم التربوي والإعلامي لنهضة هذه الأمة". 

دور تركيا تجاه المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية

 وأخبرنا أن لا شك "نحن نعتبر تركيا هي الحائط المتين، والذراع القوي للأمة الآن، والرئيس أردوغان أحياناً ينفرد هو بتصريحات خاصة بفلسطين والمسجد الأقصى عندما يحصل هناك أي انتهاك من طرف اليهود، ولكن في المقابل هناك مقابلات مع اليهود أو محاولة التطبيع فكيف هذا؟ نحن نرى ما تتعرض له تركيا من حرب شرسة، سواء اقتصادية أو إعلامية أو إثارة فتن داخلية، ومحاولة عزل تركيا عن حاضرها الإسلامي وحصارها، واختلاق مشاكل مع الدول الأخرى فقد تكون هذه العلاقات هي فقط لكسر الحاجز".

 وأكد "أن تركيا بما تقدمه من دعم سواء إعلامي أو سياسي أو شعبي، هي تنفرد بالنسبة لكثير من دول العالم، وقليل من يفعل ما تفعله تركيا، ولقاء هذه التصريحات  تركيا تدفع ضريبة كبيرة جداً؛ لقاء مواقفها وصمودها مع أمتها كلها وليست فلسطين فقط، لكن فلسطين هي رأس الحربة لهذه الأمة، وقلب الأمة النابض، وفلسطين والمسجد الأقصى بالنسبة لتركيا هو جزء من حدودها يعتبر، وتاريخياً فلسطين لم تُعزل عن تركيا، وكانت تعتبر إحدى ولايات تركية العثمانية، وتتبع للخليفة مباشرة".