كتب الأستاذ محمد أوزجان مقالاً جاء فيه:
الأحزاب السياسية هي تنظيمات نشأت من لنقل الأيديولوجيات إلى واقع عملي.
في تركيا، يوجد 166 حزبًا، ومن الطبيعي أن تمارس الأحزاب نشاطاتها بهدف إدارة الشعوب ضمن إطار العدالة والإنصاف، لكن ما لا يُفهم هو إصرار بعض الأحزاب التي تُعرف بـ"أحزاب اللافتة" على الوجود.
هذه الأحزاب، وفق أدائها، لا تهتم بخدمة الشعب، بل تقتصر أجندتها على المصالح الشخصية أو جر المجتمع إلى الفوضى.
على سبيل المثال: حزب النصر، سياسته حتى الآن قائمة فقط على العنصرية وكراهية الأجانب، لكن ليست كل الأجانب، فالعنصرية موجهة بشكل انتقائي؛ إذ لا تستهدف الأوكرانيين أو الروس أو البريطانيين الذين يستقرون في تركيا، بل تتركز على السوريين والمصريين والعراقيين والأفغان، والسبب؟ لأنهم مسلمون.
رئيس الحزب، أوميت أوزداغ، الذي يبدو أنه يتجاهل أصوله هو نفسه، يواصل تأجيج الكراهية ضد اللاجئين، وقد أدى هذا التحريض إلى إشاعة الخوف بين عائلات المهاجرين، وأحيانًا إلى حوادث مأساوية وصلت إلى القتل.
بالعودة إلى الموضوع الأساسي، علّق أوزداغ مؤخرًا على تغريدة اقتبسها قائلاً:
"يقال إن مؤسسة موالية لحزب الهدى ستُدرّس الإسلام في المدارس عبر بروتوكول مع وزارة التربية، حتى لو جاء البابا من الفاتيكان لتدريس الإسلام، لما تسبب بهذا القدر من الضرر، أنتم لستم محليين ولا وطنيين، ألا تخجل يا يوسف تكين؟ الشهداء ينتظرونك لتحاسب، ولكن أولاً ستُحاسب أمام المحاكم التركية."
في كل فرصة، ينطلق أوزداغ كأنه في مطاردة للسوريين لإثارة الفوضى، وحين افتقد حزبه إلى أي سياسة بناءة، ملأ الفراغ بالهجوم على الإسلام والمؤسسات الإسلامية.
مصدر خبر أوزداغ هو صحيفة "بيرغون"، المعروفة بمهاجمتها للإسلام وقيمه. الصحيفة زعمت أن وزارة التربية وقّعت بروتوكولًا مع "جمعية عشاق النبي" لتنظيم مسابقة عن السيرة النبوية، وهذا ليس جديدًا؛ فالجمعية تنظّم هذه المسابقة سنويًا بمشاركة مئات الآلاف.
ملخص البروتوكول وفق الخبر:
"في إطار نموذج التعليم التركي، ستُنظّم مسابقات تهدف إلى تربية أفراد فضلاء وأخلاقيين يراعون التوازن بين المادة والمعنى، والدنيا والآخرة، ويتبنون القيم الأخلاقية والإنسانية والثقافية، ويحمونها ويطورونها، ويعملون بمسؤولية تجاه المجتمع والإنسانية."
أين الخطأ في هذا الكلام؟ من الطبيعي جدًا أن يتلقى أطفال هذا الشعب المسلم تعليمًا عن الإسلام، لماذا لا تعترضون على الجهات التي تُفسد الشباب بالمخدرات والانحلال الأخلاقي، بينما تثورون ضد من يسعى لبناء جيل أخلاقي وفضيل؟
الحقيقة أن مشكلتكم ليست في التعليم أو القيم، بل أنتم في صراع مع حركة الخير، في مقابل دعمكم لحركة الشر، نعرف أنكم وأمثالكم تشتاقون لأيام تسلّطكم على الدولة في فترات التسعينيات و28 فبراير، اليوم، حين لا تجدون أي خطأ في المؤسسات والأفراد الذين تنتقدونهم، تلجأون إلى الكذب والافتراء ومحاولات التشويه، لكن أسلوب "ارمِ الطين، وإن لم يلتصق فسيترك أثرًا" لم يعد يجدي.
هذه الأرض هي أرض الإسلام التي فتحها السلطان ألب أرسلان بمساعدة الأكراد، والتي توحّد فيها الأتراك والعرب والأكراد وغيرهم في معارك مثل جناق قلعة، حيث قاتلوا واستشهدوا معًا.
لا يمكنكم تفريق هذه الأمة بالعنصرية، ولا يمكنكم منع شعبها المسلم من العيش بهويته الإسلامية، لقد ولّى زمن التعصب الأيديولوجي والتآمر الخفي. (İLKHA)