قالت مصادر روسية وسورية، الجمعة: "إن إمدادات القمح الروسية إلى سوريا تم تعليقها بسبب الضبابية بشأن الحكومة الجديدة هناك ومشكلات تتعلق بالدفع".
وأظهرت بيانات شحن أن سفينتين محملتين بالقمح الروسي كانتا متجهتين إلى سوريا لم تصلا إلى وجهتيهما.
واعتادت سوريا على استيراد الغذاء من روسيا في ظل إدارة الأسد، ولم يتضح بعد شكل العلاقات بين دمشق وموسكو في ظل حكم الإدارة السورية الجديدة.
ويتوقع أن تبلغ صادرات الحبوب الروسية للموسم الزراعي 2024-2025 ما بين 55 و60 مليون طن، مدعومة بإنتاج إجمالي يقدر بـ130 مليون طن، بما في ذلك 83 مليون طن من القمح.
وقال مصدر روسي مقرب من الحكومة لرويترز: "إن الإمدادات إلى سوريا تم تعليقها لقلق المصدرين حيال الغموض بشأن من سيدير واردات القمح على الجانب السوري بعد تغيير السلطة في دمشق".
وذكر المصدر: "أعتقد أنه لا أحد يجرؤ على توريد القمح إلى سوريا في ظل الظروف الحالية".
وتظهر بيانات الشحن أن السفينة "ميخائيل نيناشيف" راسية قبالة الساحل السوري، في حين تتجه السفينة ألفا هيرميس نحو ميناء الإسكندرية المصري بعد أن بقيت قبالة الساحل السوري لعدة أيام.
وكانت المؤسسة العامة لتجارة وتخزين الحبوب (السورية للحبوب) تجري مناقصات لشراء القمح، لكنها اعتمدت بشكل متزايد على شبكة من الوسطاء الدوليين للحصول على الإمدادات الروسية رغم العقوبات.
وقال مصدر سوري لرويترز: "إن الشحنات تأجلت بسبب عدم اليقين إزاء المدفوعات، وإن روسيا والحكومة المؤقتة على اتصال بشأن توريد القمح".
وذكر مصدر بالقطاع في روسيا أن المُصدرين الروس على اتصال بالجانب السوري.
وذكر مصدر آخر بالقطاع في روسيا أن 60 ألف طن من القمح مُحملة على السفينتين قد تُباع لمشتر آخر نظرًا لعدم سداد الجانب السوري مدفوعات مقابل قمح تم تسليمه.
وقال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زيرنين لرويترز، هذا الأسبوع" "إن مصدري الحبوب الروس لا يعتزمون وقف توريد القمح إلى سوريا من جانب واحد".
وقدّر زيرنين واردات سوريا من القمح بنحو مليوني طن سنويًا، وقال إنها ليست مستهلكًا رئيسيًا.
وتنتج سوريا ما يصل 4 ملايين طن من القمح في المواسم الجيدة، مما يكفي الاحتياجات المحلية ويسمح ببعض الصادرات.
ومع ذلك أدت الحرب والجفاف المتكرر إلى تراجع حجم محصولها، مما دفع سوريا إلى الاعتماد على الواردات من البحر الأسود للحفاظ على دعم الخبز الضروري لسكانها.
بدوره، أعلن وزير الزراعة الأوكراني "فيتالي كوفال"، الجمعة، أن أوكرانيا ترغب في إمداد سوريا بالغذاء ومستعدة لذلك، وذلك بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال كوفال لرويترز: "حيثما كانت الأمور صعبة، يتعين علينا أن نكون هناك بغذائنا، نحن منفتحون على توريد غذائنا، وإذا احتاجت سوريا إليه فسوف نلبي الطلب".
وتأثرت صادرات أوكرانيا بالحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير/شباط 2022، إذ حدّت بشدة من الشحنات المرسلة عبر البحر الأسود.
وكسرت أوكرانيا منذ ذلك الحين ما كان حصارًا بحريا بحكم الأمر الواقع، وأعادت إرسال الصادرات من موانئ أوديسا جنوبي البلاد.
وتصدر كييف القمح والذرة عادة إلى دول في الشرق الأوسط، لكنها لا تصدرهما إلى سوريا.
ويقول متعاملون: "إن نحو 6 آلاف طن فقط من الذرة الأوكرانية وصلت إلى السوق السورية في موسم 2023-2024 من حجم صادرات الذرة الإجمالي الذي سجل 29.4 مليون طن".
لكن محللين قالوا: إن كميات صغيرة من الحبوب الأوكرانية المنشأ ربما تكون وصلت إلى سوريا من دول مجاورة، ولم تشملها هذه الإحصاءات".
ومنذ سقوط الأسد، الحليف المقرب من روسيا، تعبّر كييف عن رغبتها في إعادة العلاقات مع سوريا.
وقال وزير الخارجية أندريه سيبيها: "إن كييف مستعدة لتمهيد الطريق لإعادة العلاقات في المستقبل وتأكيد دعمنا للشعب السوري". (İLKHA)