كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
في غزة، يواصل الكيان الصهيوني الإرهابي ارتكاب المجازر مستهدفًا المدنيين بشكل خاص.
لا يمر يوم دون أن تصلنا الأخبار عن "قصف مدرسة جديدة" أو "استهداف مدنيين احتموا بالمستشفى".
أبناء غزة الأبطال يقدمون مقاومة بطولية ضد أكثر الأنظمة وحشية وظلمًا وفقدان للإنسانية عرفها التاريخ.
هذا الكيان الهمجي الذي لا يحترم الاتفاقيات ولا يقدر القيم، يواصل انتهاك اتفاقيات وقف إطلاق النار، مما يثير دهشة البعض رغم تاريخه الدموي.
وفي الوقت نفسه، يظهر داعمو الإبادة الجماعية في الولايات المتحدة في سباق انتخابي، حيث يهدد أحدهم، بـ"تحويل الشرق الأوسط إلى جحيم".
هؤلاء الشركاء في الإبادة لا يكتفون بتزويد الكيان بالقنابل والطائرات والصواريخ، بل يشاركون مباشرة في القصف، ماذا يمكن أن يفعلوا أكثر من ذلك؟ كما يقول المثل، "بعد الموت، لا عقاب".
الطغاة الذين يسعون لإشعال الجحيم بأقوالهم وأفعالهم يهددون أولئك الذين اختاروا الموت بكرامة بدلاً من الحياة بذل.
ومن غرائب هذا الزمان أن الذين يرفعون صوتهم ضد الظلم يصبحون هم المستهدفين.
أما الكارثة الأخيرة، فهي اعتقال تسعة شباب على خلفية احتجاجهم ضد شركة SOCAR الأذربيجانية، التي تنقل النفط إلى الكيان الصهيوني عبر تركيا، خلال منتدى TRT WORLD.
نعم، لم تقرأوا خطأ!
رغم أن رئيس البلاد كان يصرخ قائلاً: "لن يمنعنا أحد من دعم المظلومين"، تم اعتقال هؤلاء الشباب الذين لم يتجاوزوا حدود الاحتجاج السلمي.
ووفقًا لوثيقة الاعتقال، كان الشباب يحملون لافتات كُتب عليها "أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية" ويرددون شعارات مثل "السفن إلى غزة وليس إلى حيفا"، "لماذا لا يُسمح لسفينة الضمير؟" و"حرية لفلسطين".
الجريمة التي اتُّهموا بها هي "المشاركة في تجمعات ومسيرات غير قانونية دون أسلحة، وعدم التفرق رغم التحذيرات."
وجاء القرار بحبسهم لأنهم قد يفرون أو يختبئون، ووُصف القرار بأنه "متوازن".
والغريب أن الإعلام الحكومي الذي يسلط الضوء على التدخل العنيف للشرطة الألمانية والفرنسية ضد المتظاهرين، تجاهل هذا الحادث بالكامل.
بدلاً من انتقاد القرار، فضل البعض الدفاع عن أنفسهم بالقول: "لا يمكن لأحد أن يتهمنا بدعم الإبادة".
أما الجهود القانونية لمحاسبة مزدوجي الجنسية المتورطين في جرائم الإبادة الجماعية، فهي غائبة تمامًا.
احتجاج الشباب ضد إرسال النفط للكيان الصهيوني كان رد فعل إنسانيًا، لا يستحق الاعتقال بل يستحق التكريم.
هذا الصوت كان صوت الضمير، لكنه أُسكت بسبب الحسابات الدولية والمصالح الوطنية.
يمكن الخروج من الأزمات الاقتصادية والسياسية، لكن الأزمات الإنسانية تترك جروحًا لا تُشفى في النسيج الاجتماعي. (İLKHA)