كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقالاً جاء فيه:
يتكرر في عالمنا الإسلامي للأسف مشهد الصراعات والقهر، فبينما تستمر اعتداءات إسرائيل على فلسطين/غزة ولبنان، تعيش سوريا حالة من الفوضى العارمة.
تواصل المعارضة السورية هجماتها ضد النظام السوري، ومع ذلك فإن نوايا القوى الدولية الأخرى التي تتواجد في المنطقة لم تتضح بعد، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمسار الأحداث في المستقبل.
فالمسألة ليست مجرد السيطرة على المدن، بل التحدي الحقيقي يكمن في الحفاظ على تلك السيطرة.
لذلك، النقاش الآن ليس فقط حول من يسيطر على ماذا، بل حول كيفية الحفاظ على المكتسبات.
وفي أي مكان في العالم، كل خطوة تُتخذ ضد الظلم لها قيمتها وأهميتها، وكذلك الأمر في سوريا، لكن يبقى السؤال: ما الأثر الذي يمكن أن تتركه الفوضى في سوريا على القضية الفلسطينية وغزة، وعلى الجهود الرامية لوقف الإبادة الجماعية في العالم الإسلامي وحماية المسجد الأقصى؟ يجب أن نولي هذا الجانب اهتمامًا خاصًا.
بلا شك، من المهم أن ينتصر من يقف في جانب الحق في سوريا، ولكن مع وجود هذا العدد الكبير من الأطراف المختلفة المتصارعة في مساحة جغرافية صغيرة، تبدو الآمال ضعيفة، ومع استمرار سوريا كساحة لصراع القوى، فإن المدنيين هم الضحايا الرئيسيون، وسيكون المسجد الأقصى أحد المتضررين من هذا الوضع.
وفي الوقت الحالي، يبدو أن فرض حل سياسي في سوريا هو الخيار الوحيد المتاح، فجميع الأطراف لديها آلاف المقاتلين، ولا يبدو أن القتال ليل نهار سيؤدي إلى أي نتيجة، وفي النهاية، ستتدخل الولايات المتحدة وروسيا وفقًا لمصالحهما الخاصة، مما يجعل المدنيين والضعفاء هم الخاسر الأكبر.
إن الضرورة الملحة تتمثل في أن تتوصل كل الأطراف السياسية والعسكرية في سوريا، سواء كانت سنية أو شيعية، إلى اتفاق عسكري أو سياسي مؤقت على الأقل، وتوجيه السلاح نحو إسرائيل الصهيونية التي ترتكب المجازر.
حجم الوحشية في غزة لا يمكن وصفه، فآلة القتل الصهيونية لا تفرق بين صغير وكبير، والجميع تحت تهديد القتل والدمار، صرخات الأطفال الأبرياء تهز عرش الرحمن، إنها مذبحة لا تسمح لأي شخص أن يدير ظهره عنها.
حتى الرئيس الأمريكي الجديد، الذي انتخب بوعده بإنهاء الحروب، هدد بتحويل المنطقة إلى جحيم من أجل تحرير الأسرى الصهاينة الذين تحتجزهم المقاومة في غزة، جدول أعماله يدور حول حماية الصهاينة فقط، حتى لو أدى ذلك إلى إشعال المنطقة.
في ظل هذا الوضع، على الدول الإقليمية التي تتبادل الاتهامات بسبب الصراع السوري أن تصل إلى اتفاق لوقف القتال هناك، وتوجيه كل الجهود والطاقات إلى الدفاع عن غزة والمسجد الأقصى.
لا يبدو أن هناك حلًا آخر. (İLKHA)