الأستاذ محمد أشين: لنأخذ العبرة من أهل القبور

يدعو الأستاذ محمد أشين الأمة للاستفادة من دروس القرآن والتاريخ، مستلهماً تجربة صلاح الدين الأيوبي في توحيد المسلمين حول قضية القدس كطريق لتحرير الأمة وتحقيق النصر.

Ekleme: 03.12.2024 10:21:23 / Güncelleme: 03.12.2024 10:21:23 / Arapça
Destek için 

كتب الأستاذ محمد أشين مقالاً جاء فيه:

سمعت من أحد المشايخ حديثًا يقول:"إذا ضاق بكم الأمر فاستعينوا بالقبور..."

عندما سألت الشيخ عن مصدره، أخبرني أنه لا يتذكر المصدر، ولكن التفسير الذي قدمه هو أن المقصود بالقبور هنا ليس طلب العون من الأموات، بل الاستفادة من تجارب البشرية السابقة ومن التاريخ والأحداث التي وقعت فيه.

فالقرآن الكريم مليء بقصص تاريخية عن الأمم السابقة، عن الابتلاءات والمصائب التي واجهتها، وعن المواقف الإيجابية والسلبية التي اتخذتها تلك الأمم تجاه هذه المحن.

مثلاً، سورة يوسف تعد من أطول السور التي تناولت قصة تاريخية واحدة، كما أن القرآن ركز كثيراً على قصص بني إسرائيل لأخذ العبرة والدروس منها.

هذه القصص ليست مجرد تسلية أو سرد لأحداث تاريخية، بل هي دروس لتُفهم وتُطبق.

اليوم الأمة الإسلامية تمر بظروف حرجة للغاية.
الوضع في القدس وغزة يؤثر على الأمة بأسرها، بل وعلى الإنسانية جمعاء، في ظل هذه الظروف، نجد الأمة مشتتة، تضيع طاقاتها في النزاعات الداخلية بدل أن تواجه أعداءها الإمبرياليين بموقف موحد وثابت.

في هذه الأوقات الصعبة، يجب علينا الرجوع إلى القرآن الكريم، والقصص التي ذكرها، وتاريخنا الذي يعج بالدروس والعبر.
فمشاكل الأمة اليوم ليست جديدة، بل واجهتها الأمة سابقاً وتجاوزتها لتعود قوية من جديد.

وعلى سبيل المثال: القدس لم تُحتل لأول مرة اليوم، والنزاعات الداخلية ليست جديدة على الأمة.

تاريخنا مليء بالابتلاءات مثل: الحروب الصليبية التي شهدت احتلال القدس ومجزرة كبيرة راح ضحيتها 70 ألف مسلم.

وغزوات المغول وما خلفته من دمار.

ومع ذلك استطاعت الأمة تجاوز هذه المحن، فبعد 88 عاماً من احتلال الصليبيين للقدس، جاء صلاح الدين الأيوبي الذي وحّد الأمة وأعاد القدس حرة.

إن استذكارنا لتاريخنا يشبه طلب العون من "القبور".
صلاح الدين، رغم تشابه ظروفه مع ظروفنا اليوم، نجح في توحيد الأمة وقيادتها نحو النصر.

حيث واجه صلاح الدين انقسامات الأمة وصراعاتها، واستخدم الحكمة والدبلوماسية إلى جانب القوة العسكرية، وجعل القدس محور قضيته ومشروعه الأكبر، ولم يضع نصب عينيه محاربة المسلمين، بل ركز على مواجهة أعداء الأمة.

صلاح الدين كان قائداً متواضعاً وزاهداً، محاطاً بعلماء ومجاهدين مخلصين، عمل وفق خطة محكمة ومتوازنة بين الدين والدنيا.

اليوم، الطريق للخروج من الأزمات التي تعصف بالأمة هو استلهام تجربة صلاح الدين وهي :

توحيد الأمة حول قضية القدس.

استخدام الوسائل المتاحة بحكمة وتوازن.

تجاوز الخلافات الداخلية وتوجيه الجهود نحو القضية الكبرى.

تحرير القدس يعني تحرير الأمة بأسرها. (İLKHA)