الأستاذ محمد أيدين: لا تستهينوا بدور الحضانة

يحذر الأستاذ محمد أيدين من دور الحضانة التي تُستغل لغرس أيديولوجيات تُهدد الهوية والقيم الإسلامية، حيث تربي جيلًا بلا دين أو أخلاق، ويدعو إلى تحمل الأسر مسؤولية تربية أطفالهم وغرس القيم الإسلامية فيهم، مطالبًا الحكومات باستثمار جاد في التعليم الأخلاقي والديني لحماية الأجيال القادمة.

Ekleme: 29.11.2024 11:31:08 / Güncelleme: 29.11.2024 11:31:08 / Arapça
Destek için 

كتب الأستاذ محمد أيدين مقالاً جاء فيه:

تصريحات وزير التربية الوطنية حول مراكز الحضانة تستحق التوقف عندها، تحدث الوزير فقط عن الجوانب الرسمية للموضوع ولم يخض فيه كثيرًا، ومع ذلك، بدأ الصراخ من قبل المعارضين، فاتهموا الأمر بأنه "عداء للتعليم، وحرمان الأطفال ذوي الدخل المحدود من حق التعليم، ومخالفة للعلمانية والمساواة"، وغيرها من العناوين الغريبة التي استخدموها للهجوم.

لكن، ما يهدف إليه هؤلاء ليس مساعدة الأسر، ولا حب الأطفال، ولا حتى الاهتمام بتعليمهم.

بل ما يحاولون فعله هو غرس أيديولوجياتهم الفاسدة في عقول الأطفال البريئة، كما دمروا المدن، يسعون لتدمير الأجيال أيضًا، ويهدفون إلى تنشئة الأطفال بالطريقة التي يريدونها.

علينا أن ندرك أن شخصية الإنسان تتشكل بنسبة كبيرة جدًا خلال السنوات الأولى من عمره، بين 1 و6 سنوات، وبالتالي، كل ما تريد أن تغرسه في الطفل يجب أن يتم خلال هذه الفترة التي تُعرف بمرحلة الطفولة المبكرة، أي حتى عمر 6-7 سنوات.

من هذا المنطلق، فإن أنشطة الحضانات هذه ليست بريئة على الإطلاق، وإذا تم فحص المناهج اليومية أو الأنشطة التي تُجرى فيها، فستظهر صورة مخيفة للغاية.

هدفهم الأساسي هو تكوين جيل بلا هوية، وبلا جنس، وعديم القيم، ومعادٍ للدين وللمجتمع، يستخدمون شعارات مثل "الحضارة الحديثة" و"الحرية" لتبرير تحويل أطفالنا الأبرياء إلى ضحايا لأيديولوجياتهم.

كراهيتهم للعائلة واضحة في كل مناسبة، هدفهم الأساسي هو مجتمع بلا عائلة، وجيل بلا هوية جنسية واضحة.

حاليًا، أنشأوا أكثر من ألف حضانة بمواردهم المتاحة، وإذا أُتيحت لهم الفرصة، فقد يصل هذا الرقم غدًا إلى مئة ألف، قد يمتلكون القوة للسيطرة على ملايين الأطفال.

لكن للأسف، بالرغم من أن الحكومات "المحافظة" تملك إمكانيات كبيرة، إلا أنه لم يتم إنتاج منهج تعليمي يرتكز على الأخلاق الإسلامية ويثمر جيلًا متربيًا على هذه القيم، لا زال النظام التعليمي يعتمد على مناهج مرقعة، ولم يتم إدخال تغييرات جادة أو جذرية فيها، ولذلك لم ينشأ الجيل الذي كنا نطمح إليه.

بالطبع، لم يفت الأوان بعد لحل هذه المشكلات، لا يزال هناك وقت وفرص، لذلك يجب أن تُستثمر الموارد في تربية أطفالنا على الأخلاق الإسلامية والإنسانية، تمامًا كما تُستثمر في قطاع الدفاع.

علينا أيضًا ألا نترك تعليم أطفالنا وأخلاقهم لنظام تعليمي لا يراعي القيم، لأن هذا النظام يسعى لتربية أفراد مطيعين له، وليس أفرادًا يتحلون بالأخلاق والقيم.

يجب أن نكون نحن المسؤولين عن تنشئة أطفالنا، ليعيشوا على حب الله ورسوله منذ الصغر، أطفالنا أمانة لدينا، ولا يمكننا أن نتركهم للآخرين، إن أردنا أن نحميهم من التحول من زهور تستحق الجنة إلى وقود للنار، فعلينا أن نربيهم بأنفسنا ونغرس فيهم الأخلاق الإسلامية الجميلة، فهم أغلى من أن يُتركوا لأي أحد آخر. (İLKHA)