تجدد المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع بالفاشر وقصف مدفعي على أم درمان يسفر عن سقوط قتلى

تتواصل المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من المواقع، في حين سقط 5 قتلى إثر قصف مدفعي نفذته الدعم السريع على أم درمان.

Ekleme: 18.11.2024 14:36:11 / Güncelleme: 18.11.2024 14:36:11 / Arapça
Destek için 

قتل، ليل الأحد، خمسة أشخاص على الأقل وأصيب آخرين إثر استهداف قوات الدعم السريع بالمدفعية الثقيلة أحد المساجد في منطقة الريف الشمالي لأم درمان.

في وقت تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع القصف المدفعي في الساعات الصباح الأولى من صباح اليوم في عدة مناطق بالخرطوم وبحري وأم درمان، وفي مدينة الفاشر بشمال دارفور، وفقًا لموقع سودان تربيون السوداني.

ودأبت الدعم السريع منذ أشهر على استهداف أحياء محلية كرري المكتظة بالمدنيين بعدد كبير من القذائف المدفعية، مما أدى إلى مقتل العشرات وتدمير مرافق خدمية.

وقال بيان أصدره إعلام ولاية الخرطوم: "إن خمسة مدنيين قتلوا وأصيب آخرين في قصف المليشيا المتمردة للمصلين بمسجد قرية الرشاد شرق الحريزاب بالريف الشمالي لمحلية كرري أثناء صلاة المغرب"، موضحًا بأن من بين الجرحى أطفال تعرضوا لإصابات بالغة.

في سياق متصل، قال شهود عيان: "إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تبادلا القصف المدفعي في ساعات الصباح الأولى حيث استهدف الجيش من قواعده شمالي أم درمان مواقع لقوات الدعم السريع في مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، فيما قصفت قوات الدعم السريع عدد من المناطق شمالي أم درمان مناطق سيطرة القوات المسلحة".

وفي السياق نفسه، قال شهود عيان من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور: "إن المدينة تشهد قصفًا متبادلاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ فجر اليوم، مما أوقع ضحايا في صفوف المدنيين في الأحياء الشمالية والغربية من المنطقة".

وأشار الشهود إلى استمرار المواجهات المباشرة بين أطراف النزاع في المحور الشرقي والجنوبي الشرقي استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة وقصفت مقاتلات تابعة للجيش السوداني، مواقع انتشار قوات الدعم السريع في الجزء الشرقي والجنوبي.

ومنذ أسبوعين، تصاعدت العمليات العسكرية بشكل كبير في الفاشر إثر معاودة قوات الدعم السريع هجماتها على المدينة في محاولة للسيطرة على آخر معاقل السلطة المركزية في الإقليم.

من جهة أخرى، جدّدت منظمات سياسية ومدنية سودانية مطالبتها بحماية المدنيين، وفرض حظر طيران في كل أنحاء البلاد، بعد أن اتهمت قوات الدعم السريع، في بيان، أمس الأحد، الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، بقصف شرق النيل بمدينة الخرطوم بحري، وسوق ليبيا الشهيرة في غرب مدينة أم درمان، ما أدى إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، فيما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لجثامين نساء وأطفال محترقة بالكامل.

وقالت قوات الدعم السريع: "إن الطيران الحربي شن غارات مسعورة على سوق ليبيا غرب مدينة أم صبيحة، يوم الأحد، وكان استهدف مساء السبت، سوق 13، بمنطقة الحاج بشرق النيل بمدينة الخرطوم بحري، ما أدى لسقوط 650 شخصاً بين قتيل وجريح".

وعدّ البيان غارات الجيش على مناطق سيطرة الدعم السريع، امتداداً لما سماه الاستهداف الممنهج لتجمعات المواطنين والأسواق في نيالا، والكومة، وسرف عمرة، والضعين، والجنينة، والجزيرة، وسنار، والخرطوم، وهو ما أدى لقتل وإصابة الآلاف، وأحدث دماراً واسعاً في المنشآت الحيوية في البلاد.

وقالت "غرفة طوارئ شرق النيل"، التي تضم تنظيمات مجتمعية ظلت تعمل على إغاثة ومساعدة المواطنين أثناء الحرب: "إن الغارة الجوية على المنطقة رسمت مشهداً مأساوياً يدمي القلوب، وإن الغارة التي استهدف (سوق 13) أسفرت عن وقوع مئات الضحايا بين قتيل وجريح، غالبيتهم من النساء العاملات وأطفالهن، وإن ألسنة النيران المشتعلة حالت دون الحصول على إحصاءات دقيقة عن عدد الضحايا، وإن كثيراً من الجثث لا يزال تحت الرماد".

وأدانت ما سمته العمل الإجرامي، وعدته انتهاكاً لكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، واستهتاراً مطلقاً بحياة الأبرياء، وتحدياً لكل قيم العدالة والإنسانية، وناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للضغط على الأطراف المسؤولة، لوقف الجرائم، وطالبت بفتح ممرات آمنة لإجلاء الجرحى، وتقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين.

بدورها، وصفت "مبادرة دارفور للعدالة والسلام"، قصف منطقة شرق النيل من قبل طيران الجيش السوداني، وسقوط المئات من النساء العاملات وأطفالهن الذين قتلوا وأحرقتهم نيران المسيرات بالجريمة النكراء في حق الإنسانية.

وأعلنت المبادرة التضامن الكامل مع ضحايا القصف، وقالت: "نضم صوتنا لغرفة طوارئ شرق النيل في إدانة هذا العمل الإجرامي، الذي يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية"، واستنكرت ما سمته صمت العالم تجاه هذه الفظائع، ورأت فيه تشجيعاً على استمرارها واتساع رقعتها، وأضافت: "التاريخ لن يرحم من وقف متفرجاً على معاناة شعبنا الأعزل، وندعو جميع الأطراف لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية لحماية المدنيين في شرق النيل ومناطق السودان كافة".

وفي محاولة جديدة للضغط على طرفي الصراع، بعد أكثر من عام ونصف على الحرب، يصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الاثنين، على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية.

فقد أعدّت المملكة المتحدة وسيراليون مشروع قرار يدعو الأطراف إلى وقف الأعمال العدائية فورًا والانخراط بحسن نية في حوار لتمكين الخطوات نحو وقف التصعيد، بهدف الاتفاق على وقف إطلاق النار على وجه السرعة في كل أنحاء البلاد.

كما يطالب كلا الطرفين باحترام الالتزامات التي تم التعهد بها في عام 2023 لحماية المدنيين، وعدم استخدام العنف الجنسي كتكتيك للحرب، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان وبلا عوائق. (İLKHA)