كتب الأستاذ عبد الله أصلان مقال جاء فيه:
الهجمات الصهيونية على غزة ولبنان مستمرة، وما زال من غير الواضح إلى أي مدى ستؤثر نتائج الانتخابات الأمريكية على الحرب وطبيعة هذا التأثير.
الرئيس الأمريكي المنتخب الجديد، دونالد ترامب، ذو عقلية تجارية، ومن المؤكد أنه سينظر إلى مدى تأثير الحرب على اقتصادهم، فإذا استطاع أن يغطي الأموال التي سينفقها على إسرائيل الصهيونية من دول المنطقة، فليس من المهم له أن يوقف الحرب، وقد لا يوقفها.
بشكل عام لا يمثل إراقة دماء المسلمين مشكلة بالنسبة لهم، إلا عندما تصل الحرب والفوضى إلى مستوى قد يهدد حياتهم أو ممتلكاتهم.
ترامب كان قد صرح بنيته وقف الحروب، لكنه في الوقت ذاته أعرب عن دعمه للقاتل نتنياهو، ومع ذلك قد يستطيع إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
من المعروف للجميع أن صهر ترامب يهودي، وكان له دور كبير في دعم الكيان الإسرائيلي المحتل خلال فترة إدارة ترامب السابقة، وفي عهدهم أعلنوا القدس عاصمة ما يسمى بالدولة الإسرائيلية، ويُعرف أن دعمهم لإسرائيل يعود أيضًا إلى نفوذ اللوبي الصهيوني القوي في الولايات المتحدة.
دعم المسلمين في الولايات المتحدة في هذه الانتخابات كان عموماً لصالح ترامب، الدعم الواضح والصريح الذي قدمه جو بايدن للصهاينة أثار استياء أصحاب الضمير وأجبر المسلمين هناك على هذا الخيار.
لن يحصل المسلمون إلا على الإذلال والعذاب إذا لم يكونوا متّحدين، ولم يعدّوا قوة دولية لمواجهة هؤلاء الظالمين، بل سيكونون كمن يهرب من المطر ليصطدم بالبَرَد.
إن تركيز الملايين لأيام على الانتخابات الأمريكية وتأثيرها المحتمل على قضية غزة، وعجزهم عن إخراج قوة من صفوفهم، أمر محزن حقًا.
عدم وجود برامج فعّالة لدى تركيا وإيران ومصر والسعودية وبقية الدول الإسلامية لمواجهة الهمجية الإسرائيلية يعكس حالة الذل التي وصلنا إليها.
طلب الاستغاثة من الغرب هو أمر يدعو للخجل، فهم لا يملكون لا الرغبة ولا الهدف لإنقاذ أحد، كلما توددنا إليهم، يردون علينا بعروض جديدة للعبودية، وسيستمرون في ذلك.
يجب على الأمة أن تتوحد، وعلى المسلمين أن يجتمعوا، وينبغي على تركيا وإيران ومصر أن تبحث عن سبل للتعاون، لا يجوز القول إنهم لا يتحدون، لا بديل آخر فالأمم الأخرى التي خاضت حروبًا وأبادت الملايين من بعضها البعض قد توحدت في النهاية.
بلا شك، فإن تجمع الدول الصغيرة حول قوة ناشئة أمر أكثر احتمالًا، المهم أن يتم تذكّر المسؤولية وأن نبدأ بخطوات لتكوين هذه القوة.
اللهم يسر لنا ذلك. (İLKHA)