ماكرون وشولتس يطالبان أوروبا بالتوحد لمواجهة تحديات فوز ترامب

حذر الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" والمستشار الألماني "أولاف شولتس" من التحديات التي تفرضها سياسة "ترامب" التجارية الحمائية المتمثلة في شعار "أميركا أولا" وخطابه الانعزالي.

Ekleme: 07.11.2024 00:20:04 / Güncelleme: 07.11.2024 00:20:04 / Arapça
Destek için 

طالب الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" والمستشار الألماني "أولاف شولتس" الدول الأوروبية بالتوحد وتنسيق المواقف في مواجهة فوز المرشح الجمهوري "دونالد ترامب" بـالانتخابات وعودته إلى البيت الأبيض، فيما يعقد وزيرا دفاع البلدين اجتماعا تم الترتيب له سريعا لهذا الشأن اليوم الأربعاء في باريس.

وهنأ "ماكرون" و"شولتس" "ترامب" على فوزه في الانتخابات التي أجريت أمس الثلاثاء، لكنهما سارعا أيضا إلى التأكيد على التحديات التي تفرضها سياسته التجارية الحمائية المتمثلة في شعار "أميركا أولا" وخطابه الانعزالي.

وقال شولتس للصحفيين: "يتعين على الاتحاد الأوروبي رص صفوفه بإحكام والتصرف بطريقة موحدة".

وأضاف أنه و"ماكرون" ينسقان من كثب مع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الآخرين.

وقال "ماكرون" في مقابلة تلفزيونية: "إن برلين وباريس ستعملان من أجل أوروبا موحدة وأقوى ضمن "السياق الجديد".

لكن تحقيق الوحدة الأوروبية سيكون صعبا، خاصة لأن الخلافات تزايدت بين باريس وبرلين في السنوات الماضية في قضايا امتدت من كيفية تمويل زيادة الإنفاق الدفاعي إلى التجارة، وخاصة الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية.

ويواجه الزعيمان الفرنسي والألماني أيضا مواقف سياسية حساسة في الداخل.

فقد خسر "ماكرون" قسطا كبيرا من نفوذه بعد هزائم في الانتخابات في وقت سابق من هذا العام، ويجد "شولتس" صعوبة في الحفاظ على اتحاد ائتلافه.

وقال محللون في موقع "يورو إنتليجنس": "على عكس الادعاءات، أوروبا ليست مستعدة للتأثير الاقتصادي الناجم عن الرسوم الجمركية المرتفعة، ومن المحتمل أن تغير موقفها تماما من أوكرانيا، ومن تهديدات الإنفاق الدفاعي، ونتوقع أن ينقسم الاتحاد الأوروبي على خطوط مماثلة لتلك التي انقسمت عليها الولايات المتحدة نفسها".

وقال الكثير من المسؤولين الأوروبيين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية إنهم قلقون من فوز ترامب، نظرا للعلاقات المتوترة عبر الأطلسي في ولايته الأولى، وانتقاداته القوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ورؤيته المتأرجحة لحرب أوكرانيا وموقفه من تغير المناخ.

وتشكل التجارة أحد المخاوف الرئيسية لأوروبا، وقال "ترامب" الشهر الماضي: "إنه سيتعين على الاتحاد الأوروبي "دفع ثمن باهظ" لعدم شراء قسط كاف من الصادرات الأميركية إذا فاز في الانتخابات".

وهنأت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" "ترامب" على فوزه، لكنها قالت أيضا إن تجنب الحروب التجارية سيكون في مصلحة الولايات المتحدة وكذلك أوروبا.

وأضافت "تعتمد الملايين من فرص العمل والمليارات من حركة التجارة والاستثمار على جانبي المحيط الأطلسي على ديناميكية واستقرار علاقتنا الاقتصادية".

وقال "ترامب" الذي سيتولى منصبه في يناير/كانون الثاني القادم إنه سيفرض رسوما جمركية 10 بالمئة على الواردات من جميع الدول و60 بالمئة على الواردات من الصين.

ويحذر خبراء الاقتصاد من أن هذا قد يؤثر على سلاسل التوريد في أنحاء العالم، مما قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف، وسعي الصين إلى تحويل صادراتها نحو أوروبا.

وتخشى أوروبا أيضا ما سيطرأ من تحول في السياسة الخارجية الأميركية، وخاصة تجاه الحرب في أوكرانيا.

فقد انتقد "ترامب" مستوى الدعم الأميركي لجهود هذه الحرب، وقبل الانتخابات وعد بإنهاء الصراع حتى قبل توليه منصبه، دون أن يوضح كيفية ذلك.

وقال رئيس الوزراء المجري القومي "فيكتور أوربان": "إنه سيتعين على أوروبا الآن إعادة النظر في دعمها لأوكرانيا. وأعلن أوربان -على عكس زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين- تأييده ترشح "ترامب" للرئاسة".

ونشر رسائل حماسية على منصة إكس بعد فوزه.

ولطالما أغضب الزعيم المجري بروكسل بعلاقاته الوثيقة مع روسيا ومعارضته للمساعدات المقدمة لأوكرانيا.

وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "مارك روته" من بين الكثيرين في أوروبا الذين هنؤوا "ترامب" وعبروا عن أملهم في تعزيز التعاون معه، في حين قال عدد من الوزراء والقادة إن عودته إلى البيت الأبيض ستتطلب من أوروبا تحمل مسؤولية أكبر عن أمنها.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية "أنالينا بيربوك" للصحفيين في برلين "يتعين علينا الآن التفكير في الصورة الأوسع وضخ استثمارات كبيرة في أمننا الأوروبي".

ومن المقرر أن يعقد وزيرا دفاع فرنسا وألمانيا اجتماعا تم الترتيب له سريعا في وقت لاحق من اليوم الأربعاء في باريس، قبل اجتماعات مخططة منذ فترة طويلة لعشرات الزعماء الأوروبيين في بودابست غدا الخميس لحضور قمة المجموعة السياسية الأوروبية واجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي، أيضا في بودابست، بعد ذلك.

وقال دبلوماسي أوروبي إن قمة الاتحاد الأوروبي ستسمح بتبادل أولي لوجهات النظر لكنها لن تسفر على الأرجح عن رد كامل على فوز "ترامب". (İLKHA)