شدد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" خلال مشاركته في افتتاح الاجتماع الأربعين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومسيك) في مركز لütfi Kırdar للمؤتمرات بإسطنبول على ضرورة التوحد الإسلامي في وجه التحديات.
وتطرق "أردوغان" إلى معاناة المسلمين في غزة، لبنان، اليمن، والسودان، مؤكداً أن تخطي الخلافات الداخلية هو الطريق الوحيد لمواجهة التهديدات المشتركة.
وقال أردوغان: "عانت الأمة الإسلامية على مدار العام من اختبارات قاسية، حيث أصبحت أرض الإسلام رمزاً للألم والدماء والدموع بسبب ظلم الاحتلال"، مشيراً إلى أن المذابح الصهيونية في غزة والتي بدأت منذ ثلاثة أشهر أسفرت عن استشهاد 50 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 100 ألف، معظمهم من النساء والأطفال.
وأضاف: "حُبس مليونا فلسطيني في مساحة ضيقة دون ماء أو غذاء، بينما يستمر العالم في مشاهدة هذه الكارثة بصمت".
معاناة غزة وصمود أهلها:
وأكد "أردوغان" أن الشعب الفلسطيني قدّم تضحيات كبيرة على مدى 13 شهراً من المقاومة أمام آلة الحرب الصهيونية، التي لم تتوانَ عن قتل الأطفال والنساء، متحدثاً عن بطولات الفلسطينيين في مواجهة الدعم العسكري والسياسي الغربي غير المحدود للكيان الصهيوني. وتابع: "إن منبع شجاعة الفلسطينيين وتضحياتهم يكمن في حبهم للوطن وإيمانهم القوي".
دور تركيا في دعم غزة وتضامنها مع الشعب الفلسطيني:
وأشار "أردوغان" إلى موقف تركيا الثابت، قائلاً: "تركيا كانت من أوائل الدول التي أدانت بشدة الجرائم المرتكبة في غزة، وقد أرسلنا أكثر من 85 ألف طن من المساعدات الإنسانية عبر الحدود المصرية، مما يجعل تركيا في صدارة الدول التي دعمت غزة".
كما أعلن وقف جميع المعاملات التجارية مع الكيان الصهيوني، متنازلاً بذلك عن حجم تبادل تجاري يقدر بـ 9.5 مليار دولار.
محاسبة مرتكبي الجرائم أمام العدالة الدولية:
وكشف "أردوغان" أن تركيا تقدمت بدعوى في محكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني لجرائمه في غزة، وأكد على مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة، وقال: "دعمنا للوكالات الدولية، وعلى رأسها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تضاعف في ظل ازدياد معاناة الشعب الفلسطيني".
الدعوة للاعتراف بدولة فلسطين:
ووجّه "أردوغان" نداءً لجميع الدول للاعتراف بدولة فلسطين، قائلاً: "إن الاعتراف بدولة فلسطين هو أحد أقوى الردود الممكنة على العدوان الصهيوني، وبهذه المناسبة، أكرر دعوتي لجميع دول العالم للاعتراف بفلسطين".
الوحدة الإسلامية طريق الخلاص:
واختتم "أردوغان" كلمته بتوجيه رسالة قوية إلى قادة الدول الإسلامية، مؤكداً أن استمرار الصراعات بين المسلمين هو ما يزيد من آلام الأمة، وقال: "بينما تستمر المعاناة في غزة ولبنان واليمن، الأشد قسوة هو تفرق المسلمين، إذ أن وحدتنا هي السبيل الوحيد لننجو من هذه التحديات، ,إن لم نوحد صفوفنا ونقوي أخوتنا، فلن يأتِ أحد ليحل مشكلاتنا، الوحدة ليست خياراً، بل هي طريق الخلاص الوحيد أمام المسلمين". (İLKHA)