دعا المتحدث باسم حزب "الهدى" والنائب عن مدينة باتمان، سيركان رمانلي خلال مؤتمر صحفي في البرلمان التركي، ، إلى دعم جميع المبادرات التي تسعى لتحقيق السلام المجتمعي ووقف إراقة الدماء في تركيا.
وأكد أن حزبه يقف إلى جانب كل خطوة تساهم في تعزيز التعايش السلمي في إطار الشرعية والقانون.
وأشار "رمانلي" إلى تصاعد العدوان الصهيوني في المنطقة، موضحًا أن الهجمات الصهيونية لم تعد تقتصر على غزة فقط، بل امتدت لتشمل لبنان أيضًا.
وأعرب عن قلقه من أن يكون هدف الاحتلال الصهيوني هو تنفيذ خطة احتلال شاملة قد تشمل تركيا ودول المنطقة.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة والدول الغربية، وخاصة ألمانيا، لا تزال تقدم الدعم العسكري واللوجستي للصهاينة رغم الجرائم التي يرتكبونها بحق المدنيين الأبرياء في غزة ولبنان.
وأضاف: "هذا الدعم المستمر يشجع الصهاينة على مواصلة جرائمهم الوحشية."
وأكد "رمانلي" أن الحل الوحيد لوقف العدوان الصهيوني هو دعم المقاومة فعليًا، مشيرًا إلى أن الاعتماد على المنظمات الدولية أو الدعوات لوقف العنف لم يعد مجديًا.
وقال: "الصهاينة لن يتوقفوا إلا باتخاذ خطوات عملية وردعهم بالقوة، ويجب على الدول الإسلامية أن تدعم المقاومة بكل الوسائل المتاحة، فالاعتماد على الدعوات والتصريحات لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد المعاناة".
فيما يخص القضية الفلسطينية، قال رمانلي: "لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي بينما تُرتكب المجازر بحق إخواننا في فلسطين ولبنان، ما يحدث هو إبادة جماعية بحق المدنيين، ولا بد من وقوف العالم الإسلامي بكل حزم ضد هذه الجرائم".
وفي حديثه عن قضية "عصابة حديثي الولادة"، التي هزت الرأي العام في تركيا مؤخرًا، والتي تورط فيها أطباء وممرضون ومسؤولون في القطاع الصحي، شدد "رمانلي" على أن هذه القضية تمثل جرس إنذار يلفت الانتباه إلى مدى التدهور الأخلاقي والقيمي.
وقال: "القتل من أجل المال جريمة بشعة لا تغتفر، يجب أن نعيد التفكير في القيم الأخلاقية والمبادئ التي يجب أن يقوم عليها المجتمع، وأهمية تعزيز التربية الدينية والأخلاقية إلى جانب التعليم الأكاديمي."
وأشار "رمانلي" إلى أن التعليم وحده لا يكفي لإعداد جيل أخلاقي ومجتمع سليم، بل يجب أن يكون مصحوبًا بتعزيز القيم الأخلاقية والدينية.
وأضاف: "إن تعليم الأطفال حل مسائل الرياضيات لا يجعلهم بالضرورة أشخاصًا أخلاقيين، بل لا بد من غرس الأخلاق والقيم فيهم منذ الصغر حتى نضمن لهم مستقبلًا أفضل".
وشدد "رمانلي" على ضرورة تعزيز الرقابة في القطاع الصحي، مضيفًا أن الثقة في النظام الصحي هي حق أساسي لكل مواطن.
وأكد أن معاقبة الجناة في قضية "عصابة حديثي الولادة" يجب أن تكون خطوة أولى، يليها وضع إجراءات رقابية صارمة لمنع تكرار مثل هذه الجرائم.
وفيما يتعلق بجهود السلام الداخلي في تركيا، قال رمانلي: "إذا كان هدفنا هو تعزيز الأخوة المجتمعية على أساس القانون والعدالة، فإن حزبنا مستعد لبذل كل الجهود اللازمة لتحقيق ذلك، ونحن ندعم كل خطوة تسعى إلى وقف النزاعات وإحلال السلام، شريطة أن تتم في إطار الشرعية".
كما تطرق "رمانلي" إلى القضية الكردية، مشيرًا إلى أن الحل لا يمكن أن يكون من خلال العنف أو السلاح.
وقال: "القضية الكردية ليست مسألة يمكن حلها بالدماء أو السلاح. يجب أن نركز على الحلول السلمية التي تكفل للشعب الكردي حقوقه الأساسية في إطار الدستور والقانون".
وأضاف: "في النهاية، ما يجب أن نبحث عنه هو منح الأكراد حقوقهم وحرياتهم الدستورية كاملة".
وختم رمانلي حديثه بتحذير من الأطراف التي تسعى إلى استغلال أي جهود للسلام من أجل تحقيق مصالح شخصية أو خارجية، مؤكدا على ضرورة العمل بحذر لتجنب أي محاولات لعرقلة السلام. (İLKHA)