التقى عددٌ من علماء الإسلام من عدة دول في اجتماع عُقد بمدينة ماردين، لمناقشة الوضع في فلسطين، غزة ولبنان، وأكدوا على أهمية نصرة القضية الفلسطينية وواجبات العلماء في توعية الأمة الإسلامية.
الاجتماع نظمه اتحاد العلماء والمدارس الشرعية (إتحاد العلماء)، بحضور شخصيات دينية بارزة مثل الدكتور رئيس هيئة علماء فلسطين "نواف تكروري"، ورئيس هيئة علماء السودان الدكتور "عبد الحي يوسف" ، والشيخ علي يوسف، رئيس منصة القدس في هيئة علماء فلسطين.
دور العلماء ومسؤولياتهم
في كلمته، شدد الدكتور "عبد الحي يوسف" على أن العلماء هم ورثة الأنبياء، ومسؤوليتهم كبيرة في إرشاد الأمة نحو الحق والدفاع عن المظلومين.
وأكد أن على العلماء توجيه الناس لنصرة الفلسطينيين في غزة ولبنان، مشيرًا إلى أن "مسؤوليتنا تجاه إخواننا المضطهدين في غزة واجب ديني علينا جميعاً، إذ قال الله تعالى: 'لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود".
وأكد أن واجب العلماء هو التوضيح للناس أهمية هذه القضية وعدم ترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة الاحتلال الصهيوني.
وأضاف يوسف أن مثلما كان صلاح الدين الأيوبي يرى أن كل الأراضي الإسلامية هي وطنه ويقاتل لتحريرها، يجب علينا اليوم أن نعتبر فلسطين وكل الأرض المحتلة مسؤوليتنا جميعاً.
الدعوة لمقاطعة المنتجات الصهيونية
وخلال الاجتماع، دعا العلماء إلى مقاطعة المنتجات المرتبطة بالاحتلال الصهيوني والشركات التي تدعمه، معتبرين أن شراء هذه المنتجات يعد شراكة في الجريمة ضد الفلسطينيين.
وأوضح الدكتور "نواف تكروري" أن مقاطعة هذه المنتجات "واجب شرعي" وأن الأمة يجب أن تكون واعية لدورها في دعم المقاومة الفلسطينية من خلال المقاطعة الاقتصادية.
وأشار إلى أن دعم الاحتلال الصهيوني هو مشاركة في الجريمة وأن الأمة الإسلامية مطالبة بعدم التسامح في هذا الشأن، موضحًا أن "المنتجات المرتبطة بالاحتلال يجب ألا يتم شراؤها، ويجب أن نكون حذرين في دعم أي شيء مرتبط بالاحتلال".
أهمية دعم المقاومة والوعي بالقضية
وأكد "تكروري" أن المقاومة في غزة ليست فقط دفاعًا عن فلسطين، بل هي دفاع عن كل الأمة الإسلامية.
وأضاف أن على العلماء أن يبذلوا كل ما في وسعهم لنشر الوعي حول أهمية الجهاد والدفاع عن المسجد الأقصى والقدس، مشيرًا إلى أن "المجاهدين في غزة لا يقاتلون فقط من أجل غزة، بل من أجل مصر ومكة والمدينة وتركيا وكل البلاد الإسلامية." وأوضح أن دعم المقاومة ليس واجبًا عليهم فقط، بل علينا جميعًا.
دعوة للتبرع والدعم المالي
وفيما يتعلق بالدعم المالي، شدد "التكروري" على أهمية التبرع لفلسطين وغزة، حيث أن المجاهدين يقدمون أرواحهم وأموالهم وأسرهم في سبيل الدفاع عن الأمة. وأوضح أن حتى الفقراء يجب أن يقدموا ما يمكنهم من مال لدعم المقاومة، وأن العلماء يجب أن يشكلوا لجانًا لجمع التبرعات وتوزيعها على المحتاجين في فلسطين.
الدعوة للوعي واليقظة
كما دعا العلماء إلى توعية الأمة الإسلامية حول أهمية القضية الفلسطينية وضرورة الحفاظ على الوحدة في مواجهة الاحتلال.
وأكدوا أن التبرعات والدعم المادي والمعنوي يجب أن يستمر لمواجهة الاعتداءات الصهيونية.
وأوضح التكروري أن "فهم المقاومة ودورها يجب أن يكون واضحًا لدى الجميع، لأنها ليست معركة تخص غزة وحدها، بل تخص الأمة كلها."
وانتهى اللقاء بتأكيد العلماء على ضرورة تحمل الأمة الإسلامية مسؤولياتها تجاه فلسطين، وأهمية دعم المقاومة بكل الوسائل الممكنة، سواء من خلال التبرعات المالية أو المقاطعة الاقتصادية أو نشر الوعي. İLKHA)