المغرب.. جدل بشأن تجنيس أبناء يهود مغاربة ومخاوف من توطين "قتلة"

أعرب الكثير من المغاربة عن مخاوفهم من مقترح تشريعي أعلنت الحكومة المغربية تلقيها إياه، يقضي بمنح الجنسية لأبناء وأحفاد المواطنين اليهود.

Ekleme: 13.10.2024 19:05:05 / Güncelleme: 13.10.2024 19:05:05 / Arapça
Destek için 

عبرت أوساط مغربية عن مخاوفها بشأن مقترح تشريعي أعلنت الحكومة المغربية تلقيها إياه، يقضي بمنح الجنسية لأبناء وأحفاد المواطنين اليهود.

وقالت تلك الأوساط إن إجازة المقترح قد يؤدي إلى تجنيس متورطين في جرائم إبادة للشعب الفلسطيني.

وأعلنت الوزارة المغربية المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، أمس السبت، أنها تلقت ملتمسا تشريعيا يطالب أصحابه بـ"منح الجنسية المغربية لجميع أبناء وأحفاد اليهود المغاربة".

وأوضحت الوزارة في بيان عبر موقع "البوابة الوطنية للمشاركة المواطنة" أن الملتمس موجه إلى رئيس مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) رشيد الطالبي العلمي.

ويقول أصحاب الملتمس، الذي لم تكشف الوزارة عن أي تفاصيل عنهم، إنه يهدف إلى "تمتيع أبناء وأحفاد اليهود المغاربة بحقوقهم الدستورية والسياسية والدينية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها"، إلى جانب "إدماجهم في المجتمع".

ولفتت الوزارة إلى أنه من المنتظر أن يتم تبليغ أصحاب الملتمس بقرار قبوله أو رفضه من قبل لجنة فحص تابعة لها، وذلك في أجل أقصاه 15 يوما، وفق الإجراءات القانونية المعمول بها.

و"الملتمس التشريعي" هو مقترح أو توصية يتقدم بها مواطنون مقيمون، سواء بالداخل أو الخارج، عبر موقع "البوابة الوطنية للمشاركة المواطنة"، بهدف المساهمة في صياغة التشريعات بالبلاد، بموجب حق منحهم إياه الفصل 14 من دستور عام 2011.

ويحدد القانون المغربي 20 ألف توقيع من مواطنين ومواطنات لدعم الملتمس شرطا لإحالته إلى مجلس النواب، ليعبر بدوره في غضون 15 يوما عن موقفه بقبوله أو رفضه.

وقد عبرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع (غير حكومية) عن رفضها الشديد لهذا الملتمس، لخطره على "استقرار وسيادة المغرب"، فضلا عن إتاحته لتجنيس مستوطنين وجنود متورطين في جرائم إبادة للشعب الفلسطيني، ولأنه "فعل خياني في حق الشعب المغربي".

وقالت إن تمرير هذا الملتمس يمكن أن يفتح الباب أمام "منح الجنسية لمستوطنين ومجرمين ومجندين في جيش عُرف بإرهابه وإجرامه وإبادته الجماعية لشعب فلسطين".

وأكدت الجبهة أنها ستتصدى لهذا الملتمس باستخدام مختلف الوسائل الاحتجاجية الشعبية والقانونية والمؤسسية.

ويحذر بعض الحقوقيين في المغرب من خطورة إدماج الأفراد القادمين من دولة الاحتلال، دون معارضتهم لليهود القادمين من دول أخرى.

ويأتي تقديم هذا الملتمس التشريعي في وقت تشهد فيه مدن مغربية عديدة، بينها العاصمة الرباط، وقفات تضامنية مع قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ مما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 140 ألفا من الفلسطينيين.

ويطالب المشاركون في هذه الوقفات بوقف التطبيع مع الاحتلال الصهيوني وإنهاء حرب الإبادة على غزة.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، أقام المغرب ودولة الاحتلال علاقتهما الدبلوماسية بوساطة أميركية، في خطوة أعربت قطاعات شعبية وقوى سياسية في المملكة عن رفضها، وأعقب ذلك زيارة مسؤولين صهيونيين رفيعي المستوى إلى الرباط، توقفت مع بدء الحرب على غزة.

وبينما لا تتوفر معطيات رسمية عن أعداد المواطنين اليهود بالمغرب الذي يبلغ عدد سكانه 37.4 مليونا، فإن تقرير الحرية الدينية الدولية الصادر عن الخارجية الأميركية لعام 2023، يقول إن عددهم يبلغ "نحو 1500 شخص"، رغم أن مصادر أخرى تتحدث عن أرقام أكبر.

وبحسب الدستور المغربي، فإن المملكة المغربية "دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية".

وفشلت محادثات توسطت فيها الولايات المتحدة في جنيف في سبتمبر/أيلول الماضي في تحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار، لكنها تمخضت عن وعود من الطرفين المتحاربين بتحسين وصول المساعدات.  (İLKHA)