الدكتور تيسير سليمان: الأمة لم تتركنا وحدنا والمقاومة ماضية حتى النصر

أكد الدكتور" تيسير سليمان" خلال مشاركته في الملتقى التاسع للعلماء، أن الأمة لم تتخل عن المقاومة الفلسطينية بل قدمت دعمًا كبيرًا ماديًا ومعنويًا، كما شدد على أن أجيالًا من حفظة القرآن هم من يقودون جهاد المقاومة، وأن التحرير قادم بإذن الله.

Ekleme: 05.10.2024 22:41:09 / Güncelleme: 05.10.2024 22:41:09 / Arapça
Destek için 

ألقى الدكتور "تيسير سليمان" وهو أحد كوادر المقاومة الفلسطينية، كلمة مؤثرة خلال الملتقى التاسع للعلماء الذي نظمه اتحاد العلماء والمدارس الشرعية (İTTİHADUL ULEMA) في ديار بكر، تركيا، بحضور نخبة من العلماء من مختلف الدول الإسلامية.

وأشار الدكتور "تيسير" إلى أهمية الدعم الذي تلقته المقاومة الفلسطينية من الأمة الإسلامية، مؤكدًا على أن الأمة لم تتخل عنهم في أصعب الظروف.

دور الأمة في دعم المقاومة

وفي بداية حديثه، تناول الدكتور "سليمان" دعم الأمة للمقاومة قائلاً: "أنا لست من أولئك الذين يقولون إن الأمة قد تركتنا وحدنا، على العكس، الأمة قدمت دعمًا كبيرًا سواء بالمال أو بالدعم المادي والمعنوي، هذه المساعدات كانت ولا تزال مصدر قوة لنا في مقاومتنا، وكل من دعمنا له نصيب في هذا الجهاد".

وأضاف الدكتور "سليمان" أن المقاومة الفلسطينية هي جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية، وهي جهاد مقدس من أجل تحرير فلسطين والمسجد الأقصى، الذي هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

كما شكر الأمة على دعمها المستمر للمقاومة قائلاً: "لقد وقف معنا إخواننا في كل مكان، ودعمونا بما يستطيعون، وإن شاء الله سيكون لهم أجر هذا الجهاد يوم القيامة".

تأسيس حركة حماس ودور الشيخ أحمد ياسين

وانتقل الدكتور "سليمان" إلى الحديث عن تأسيس حركة حماس والدور التاريخي الذي لعبه الشيخ "أحمد ياسين" في بناء جيل من الشباب الفلسطيني المؤمن بمبادئ الإسلام وبأهمية المقاومة.

واستذكر "سليمان" موقفًا شخصيًا مع الشيخ أحمد ياسين عندما كانا معًا في سجون الاحتلال الصهيوني، وقال: "التقيت بالشيخ أحمد ياسين في السجن، لم أكن أستطيع أن أصل إليه مباشرة، لكن رسالة وصلتني منه عبر أحد الأخوة، كان الشيخ رغم سجنه ومعاناته يؤمن بأن تحرير فلسطين والقدس هو واجبنا الأكبر، وأن الشباب الفلسطيني هم الأمل".

وأشاد "سليمان" بدور الشيخ "ياسين" في ترسيخ قيم القرآن الكريم والإسلام في نفوس الشباب الفلسطيني، وقال: "كان الشيخ أحمد ياسين يحرص دائمًا على أن ينشأ الجيل الفلسطيني على تعاليم القرآن، وكان يقول لنا إن هؤلاء الشباب هم امتداد لسيف صلاح الدين الأيوبي، وهم الذين سيحررون القدس إن شاء الله".

الزمن الذي عاشته غزة بوجود الشيخ أحمد ياسين

وأضاف الدكتور سليمان: "فترة وجود الشيخ أحمد ياسين كانت فترة ذهبية لجيل كامل من الشباب الفلسطيني، كان المسجد والقرآن في قلب كل شيء، لقد كانت مرحلة من بناء الجيل المؤمن الذي يحمل كتاب الله في قلبه والسلاح في يده، كان الشيخ يركز على التربية الدينية الصحيحة ويقول: 'أنتم أيها الشباب رجال المستقبل، أنتم من سيحقق النصر على الاحتلال".

واستذكر الدكتور "سليمان" كيف أن العديد من أبناء المقاومة الفلسطينية حافظوا على دينهم وتعلموا تعاليم الإسلام في ظل أصعب الظروف، مؤكداً أن القرآن كان السلاح الأساسي الذي منحهم القوة لمواجهة التحديات الكبرى.

وأكد أن المقاومة لم تكن يومًا عملًا عسكريًا فحسب، بل كانت جزءًا من منهج حياة قائم على الإيمان بالله والتوكل عليه.

معاناة الأسرى الفلسطينيين ودورهم في المقاومة

وفي حديثه عن الأسرى الفلسطينيين، أشار الدكتور "تيسير سليمان" إلى أن المقاومة الفلسطينية في السجون الصهيونية كانت جزءًا مهمًا من نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

وقال: "أكثر من عشرين عامًا قضيناها في السجون، ليس لأننا ارتكبنا جريمة، بل لأننا رفضنا القبول بالاحتلال، كنا نحمل في قلوبنا إيمانًا بالله وسلاحنا هو عقيدتنا، تعلمنا في السجون أن الله معنا وأن النصر قريب".

وأضاف "سليمان" أن الأسرى الفلسطينيين كانوا ولا يزالون يمثلون روح المقاومة، وقد أكد أن كل سجين فلسطيني هو مجاهد في سبيل الله، وأنهم سيواصلون النضال حتى يتم تحريرهم وتحرير أرضهم من الاحتلال.

بداية التسليح في غزة واستمرار المقاومة

وأشار الدكتور "سليمان" إلى أن مرحلة التسليح في غزة جاءت في مرحلة لاحقة، عندما بدأ أبناء المقاومة في إدخال الأسلحة إلى القطاع.

وقال: "بدأنا في البداية نحمل الأسلحة دفاعًا عن أنفسنا وعن أرضنا وعن مقدساتنا، كنا نعلم أن العدو لا يفهم إلا لغة القوة، ولذلك كان لا بد لنا من أن نكون مستعدين، بدأنا بالأسلحة البسيطة، لكن إيماننا بالله كان أكبر من كل الأسلحة.

وأكد الدكتور "سليمان" أن المقاومة الفلسطينية، رغم الصعوبات والحصار، مستمرة في تطوير إمكانياتها، وأشار إلى أن القساميين الذين تربوا على القرآن أصبحوا اليوم يصنعون الصواريخ التي تدافع عن غزة وعن المسجد الأقصى.

وقال: "هؤلاء الحافظون للقرآن هم من يصنعون اليوم الصواريخ والأسلحة التي تقاوم الاحتلال، وهذه الأسلحة ستحرر أرضنا بإذن الله."

رفض التطبيع والإصرار على المقاومة

في جزء من كلمته، أكد الدكتور "تيسير سليمان" أن الشعب الفلسطيني يرفض بشكل قاطع كل محاولات التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.

 وأوضح أن المقاومة الفلسطينية لن تقبل بأي حلول جزئية أو مفاوضات مع الاحتلال، وأن الهدف الوحيد هو تحرير كامل الأراضي الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وقال: "نحن نرفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال. نحن لن نقبل بأنصاف الحلول، قضيتنا هي قضية عادلة، ومطلبنا واضح: تحرير فلسطين والقدس، وكل من يقف معنا في هذا الجهاد هو شريك لنا في الأجر والنصر بإذن الله".

وفي ختام كلمته، دعا الدكتور "تيسير سليمان" الأمة الإسلامية إلى مواصلة دعمها للمقاومة الفلسطينية بكل الوسائل الممكنة.

وقال: "الأمة لم تتركنا وحدنا، ولكننا نطلب المزيد من الدعم والمساندة وإن الجهاد لم ينتهِ بعد، والمعركة طويلة، لكننا مؤمنون بنصر الله وبأن فلسطين ستتحرر يومًا ما".

وأضاف: "هذا الجهاد ليس جهاد فلسطين وحدها، بل هو جهاد الأمة الإسلامية كلها، والمسجد الأقصى ليس ملكًا لفلسطين وحدها، بل هو ملك لكل المسلمين. علينا جميعًا أن نتحد ونتكاتف من أجل تحريره".  (İLKHA)