نظم اتحاد العلماء والمدارس الشرعية في تركيا الملتقى التاسع للعلماء في ديار بكر، بمشاركة نخبة من العلماء من مختلف الدول الإسلامية، بما في ذلك تركيا، العراق، فلسطين، مصر، السودان، أفغانستان، قطر، والعديد من الدول الأخرى.
وفي الجلسة الأولى للملتقى، قدم البروفيسور "نور الله كورت" محاضرة تحت عنوان "أثر طوفان الأقصى على مستقبل القضية الفلسطينية"، أشار فيها إلى أن "طوفان الأقصى" يُعتبر نقطة تحول مهمة في الصراع بين الحق والباطل، كما أنه عمل على جمع صفوف المقاومة الإسلامية حول هدف واحد.
أهمية "طوفان الأقصى" في توحيد المقاومة الإسلامية
أوضح البروفيسور "كورت" أن بعض الدول الإسلامية كانت قد دخلت في اتفاقيات تطبيعية مع الاحتلال الصهيوني، وأن هذه الخطوات أحدثت انقسامات بين بعض الحركات الإسلامية المقاومة، إلا أن "طوفان الأقصى" نجحت في إعادة توحيد هذه الصفوف، بما في ذلك حركات مثل حماس وحزب الله وأنصار الله وإيران.
وأكد أن هذه العملية كشفت للجميع أن القضية الفلسطينية لا يمكن تجاهلها، وأصبحت مرة أخرى محور اهتمام المسلمين في كل مكان.
سياق "طوفان الأقصى" في المشهد الإقليمي والدولي
وبيّن "كورت" أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت في ظل ظروف دولية وإقليمية معقدة، حيث أن الاحتلال الصهيوني وداعموه لم يتوقعوا أبدًا أن تكون هناك عملية بهذا الحجم، خاصةً بعد أن ظنوا أن جهود التطبيع مع الدول العربية والإسلامية ستحميهم من المقاومة، لكن "طوفان الأقصى" خلطت كل الأوراق وكشفت أن هذه الاتفاقيات لم تتمكن من نزع الروح القتالية عن الفلسطينيين.
أثر الطوفان على حركات المقاومة وتوحيدها
وأشار البروفيسور "كورت" إلى أن المقاومة الفلسطينية، بما في ذلك حماس وبعض الحركات الأخرى، قد واجهت بعض الخلافات الداخلية، خاصة في أعقاب الأزمة السورية، حيث تم إغلاق مكاتب حماس في سوريا ونقلها إلى قطر.
لكن عملية "طوفان الأقصى" تمكنت من إزالة هذه الخلافات وتوحيد الصفوف، وبيّن أن هذه العملية لم تكن لتحدث دون التكاتف الذي أوجدته المقاومة الفلسطينية والإسلامية في مواجهة الاحتلال.
وأضاف: "رأينا بفضل عملية طوفان الأقصى أن إيران وحركات المقاومة الإسلامية مثل حزب الله، أنصار الله، وغيرها قد توحدت في هدف واحد وهو مقاومة الاحتلال الصهيوني".
وأكد أن هذا التوحد أعاد الزخم للقضية الفلسطينية وجعلها من جديد القضية الأولى للأمة الإسلامية.
أثر الطوفان على الأسرى الفلسطينيين
وأوضح "كورت" أن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت المقاومة إلى تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" كانت قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وقال: "إن هذه القضية كانت قد تراجعت إلى حد ما عن الاهتمام الدولي، ولكن بعد أن تمكنت المقاومة من أسر العديد من الجنود الصهيونيين خلال العملية، أصبحت قضية الأسرى من جديد موضوعًا رئيسيًا للنقاش في الأوساط الدولية".
وأضاف: "لولا هذه العملية، لما كان أحد سيتحدث اليوم عن قضية الأسرى، ولما تمكنا من إعادة هذه القضية إلى الواجهة".
تغيير قواعد اللعبة السياسية والعسكرية
وأكد "كورت" أن عملية "طوفان الأقصى" قد غيرت قواعد اللعبة في الصراع بين الحق والباطل. وأوضح أن هذه العملية ليست فقط عسكرية، بل هي أيضًا استراتيجية وسياسية، وأنها أظهرت ضعف السلطة الفلسطينية التي لم تعد تملك القوة أو القدرة على مواجهة الاحتلال.
وقال: "اليوم، أصبح واضحًا للجميع أن حركة حماس هي القوة الحقيقية في الميدان، وأنه لا يمكن الحديث عن أي حل في فلسطين دون حماس".
وأضاف: "الاحتلال الصهيوني حاول لسنوات طويلة إقصاء حركة حماس من المعادلة، لكنه اليوم أدرك أن ذلك مستحيل. المقاومة هي من يتحكم في مصير القضية الفلسطينية".
أثر الطوفان على صورة الاحتلال الصهيوني
وأشار "كورت" إلى أن الاحتلال الصهيوني كان يُعتبر لسنوات طويلة قوة لا تُهزم، ولكن عملية "طوفان الأقصى" حطمت هذه الصورة تمامًا.
وأوضح أن الإعلام الصهيوني اعترف بأن الاحتلال الصهيوني يواجه أصعب مرحلة في تاريخه، وأن هناك حالة من الخوف والذعر بين المستوطنين نتيجة هذه العملية.
وأكد: "اليوم، الاحتلال الصهيوني يعرف أنه يواجه قوة لا يُمكن هزيمتها بسهولة، وأن المقاومة الفلسطينية أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا للمشروع الصهيوني بأكمله".
أثر الطوفان على الأنظمة التي دعمت الاحتلال
وأوضح البروفيسور "كورت" أن عملية "طوفان الأقصى" قد أظهرت فشل جميع الأنظمة التي دعمت التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
وقال: "إن هذه الأنظمة ظنت أن بإمكانها تجاوز القضية الفلسطينية من خلال توقيع اتفاقيات مع الاحتلال، لكن هذه العملية أثبتت أن القضية الفلسطينية لا يمكن تجاهلها".
وأضاف: "عملية طوفان الأقصى كشفت حقيقة الاحتلال الصهيوني وأثبتت أنه مشروع عنصري يسعى إلى تدمير كل ما هو إسلامي في فلسطين".
في ختام حديثه، شدد البروفيسور" نور الله كورت" على أن "طوفان الأقصى" ليست فقط معركة عسكرية، بل هي أيضًا معركة ثقافية وسياسية واجتماعية، وأن الأمة الإسلامية يجب أن تستمر في دعم المقاومة الفلسطينية حتى تحرير المسجد الأقصى وفلسطين من براثن الاحتلال الصهيوني.
وأكد أن عملية "طوفان الأقصى" قد وحدت الأمة الإسلامية وجعلت القضية الفلسطينية من جديد محور اهتمام المسلمين في كل مكان.
وقال: "نحن على يقين بأن هذه العملية ستكون بداية النهاية للاحتلال الصهيوني، وبداية جديدة للمقاومة الفلسطينية والإسلامية". (İLKHA)