البروفيسور صلاح الدين بكر: عملية طوفان الأقصى هي حرب الشهادة أو النصر

أكد البروفيسور "صلاح الدين بكر" في كلمته خلال ملتقى العلماء والمدارس الشرعية التاسع في ديار بكر، أن عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس كانت ضرورة حتمية لاستعادة الحقوق الفلسطينية وتحرير المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن إلى أن هذه العملية تمثل نضالًا مستمرًا هدفه الشهادة أو النصر على الاحتلال الصهيوني.

Ekleme: 05.10.2024 18:35:06 / Güncelleme: 05.10.2024 18:35:06 / Arapça
Destek için 

ألقى البروفيسور "صلاح الدين بكر" خلال فعاليات ملتقى العلماء والمدارس الشرعية التاسع الذي نظمه اتحاد العلماء والمدارس الشرعية (إتحاد العلماء) في مدينة ديار بكر بمشاركة نخبة من العلماء من مختلف الدول الإسلامية من كردستان العراق كلمة محورية حول أسباب ودوافع عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها حركة حماس.

وأكد "بكر" على ضرورة هذه العملية في ظل الظروف الراهنة، معتبرًا أنها معركة هدفها  النصر أو الشهادة.

المسجد الأقصى هو القلب النابض لفلسطين

واستهل البروفيسور "صلاح الدين بكر" كلمته بتلاوة الآية الكريمة "ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"، موضحًا أن فلسطين أرض الوحي وأنها شهدت حياة اثني عشر نبيًا.

وأكد بكر أن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، حيث صعد منه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج، مشيرًا إلى أن القدس هي القلب النابض لفلسطين، وأن فلسطين بدورها هي قلب منطقة الشرق الأوسط، مما يجعلها مركزًا استراتيجيًا بالغ الأهمية.

وأضاف "بكر" أن سكان فلسطين يقاتلون من أجل تحرير وطنهم منذ عشرات السنين، مؤكدًا أن هذا النضال ضد الاحتلال الصهيوني هو جزء من سلسلة طويلة من الاحتلالات التي بدأت مع الاستعمار البريطاني، الذي أعد الأرضية لإقامة دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.

وأشار إلى أن الاحتلال الصهيوني قام بتهجير ملايين الفلسطينيين واستولى على منازلهم وأراضيهم بالقوة منذ عام 1948.

حماس كانت مضطرة لشن عملية طوفان الأقصى

وأكد "بكر" في حديثه أن حركة حماس لم يكن لديها خيار آخر سوى شن عملية "طوفان الأقصى"، معتبرًا أن هذه العملية كانت واجبة بالنظر إلى الظروف المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

وأوضح أن الأسباب التي دفعت حماس لإطلاق هذه العملية عديدة، أهمها استمرار الحصار المفروض على غزة منذ 17 عامًا، حيث تعيش غزة تحت ظروف خانقة بسبب الحصار المفروض عليها من قبل الكيان الصهيوني.

وأشار بكر إلى أن غزة، التي تعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، شهدت خمسة حروب دموية منذ عام 2005، وكلها كانت بادرة من الجانب الصهيوني.

وذكر أن هذه الحروب أسفرت عن آلاف الشهداء والجرحى من الفلسطينيين، وأن الحصار الذي تعانيه غزة هو انتهاك صارخ للحقوق الإنسانية الأساسية.

محاولات تهويد المسجد الأقصى

كما تطرق البروفيسور" بكر" إلى المحاولات الصهيونية المستمرة لتهويد المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني يسعى منذ عقود لإيجاد ما يزعم أنه "هيكل سليمان" المزعوم تحت المسجد الأقصى.

وذكر أن السلطات الصهيونية تجري منذ سنوات حفريات تحت المسجد الأقصى، لكنها لم تعثر على أي دليل يدعم ادعاءاتها، ورغم ذلك، تستمر السلطات الصهيونية في التضييق على المصلين المسلمين ومنعهم من أداء صلواتهم بحرية في المسجد الأقصى.

وأوضح "بكر" أن الكيان الصهيوني يقوم بتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا وزمانيًا، حيث يسمح لليهود بالدخول إليه في أوقات محددة ويمنع المسلمين من الدخول في أوقات أخرى.

وشدد على أن هذا الانتهاك المستمر لحقوق الفلسطينيين الدينية يعتبر سببًا جوهريًا لانطلاق عملية "طوفان الأقصى".

أسرى فلسطينيون يتعرضون للتعذيب

وتناول البروفيسور "بكر" في حديثه قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية، مؤكدًا أن آلاف الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، يقبعون في سجون الاحتلال الصهيوني ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي.

وأضاف أن السلطات الصهيونية تحتجز هؤلاء الأسرى دون محاكمات عادلة، وتقوم بتمديد اعتقالهم دون توجيه تهم واضحة لهم.

وأشار "بكر" إلى أن القانون الصهيوني يمنح القادة العسكريين الصلاحية لاعتقال أي فلسطيني دون سبب محدد ولفترات غير محددة، وهو ما يساهم في تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني.

وأكد أن هذه الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان تشكل أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت حماس لإطلاق عملية "طوفان الأقصى".

التطبيع مع الكيان الصهيوني

كما أشار البروفيسور "بكر" إلى أن محاولات بعض الدول الإسلامية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني تعد من الأسباب التي دفعت إلى اندلاع عملية "طوفان الأقصى".

وأوضح أن الكيان الصهيوني يحاول من خلال هذه المحاولات القضاء على القضية الفلسطينية، وجعلها قضية إقليمية محدودة بعد أن كانت قضية إسلامية عالمية.

وذكر "بكر" أن "صفقة القرن" التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، وأن حماس رفضت هذه الصفقة بشكل قاطع، معتبرة إياها خيانة لحقوق الشعب الفلسطيني.

عملية طوفان الأقصى: نضال من أجل الحرية

وفي ختام حديثه، أكد البروفيسور "صلاح الدين بكر" أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت كرد طبيعي على كل هذه الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين ومقدساتهم.

وأوضح أن هذه العملية تمثل نضالًا من أجل تحرير فلسطين واستعادة الحقوق المشروعة، مؤكدًا أن حماس اختارت طريق الشهادة أو النصر في هذه المعركة.