يابيجي أوغلو: يجب علينا أن نضع الخلافات جانبًا في مواجهة التهديدات التي يشكلها الاحتلال

قال رئيس حزب الهدى "زكريا يابيجي أوغلو"، في كلمته أمام ملتقى العلماء التاسع: "علينا كمسلمين، تعزيز جبهتنا الداخلية فيس مواجهة التهديد الذي يشكله الاحتلال الصهيوني، ورصّ الصفوف، وتعزيز وحدتنا وتضامننا من خلال وضع الخلافات جانبًا".

Ekleme: 05.10.2024 15:06:06 / Güncelleme: 05.10.2024 15:06:06 / Arapça
Destek için 

ينظم اتحاد العلماء والمدارس (اتحاد العلماء) الملتقى التاسع للعلماء في مدينة ديار بكر، بمشاركة نخبة من العلماء من عدة دول إسلامية، وعلى رأسها تركيا، حيث يُعقد هذا اللقاء سنويًا في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وقد تم اختيار موضوع هذا العام ليكون "طوفان الأقصى، مسؤولية الأمة والعلماء (شرف الأمة غزة)".

يشارك في هذا الملتقى علماء من عدة دول إسلامية، منها: تركيا، العراق، كردستان العراق، فلسطين، مصر، أفغانستان، قطر، السودان، السنغال، السعودية، والأردن.

 

وقد شارك رئيس حزب الهدى "زكريا يابيجي أوغلو"، في ملتقى العلماء وألقى كلمة.

وأشار يابيجي أوغلو إلى أن أكبر مشكلة تواجه البشرية اليوم هي الاستغلال العالمي والظلم، مؤكدًا أن هذه المشكلة تستمر بكل قسوتها، وأن الاحتلالات والحروب الأهلية والصراعات تتواصل على مستوى العالم.

وأوضح أن الاستكبار العالمي يشن حربًا شرسة ضد الإنسانية والقيم الإنسانية، قائلاً: "الاحتلال الصهيوني يواصل الإبادة الجماعية في غزة منذ عام، وبدأ الآن الاحتلال والاعتداءات على لبنان؛ ويشن الهجمات والقتل في فلسطين، لبنان، اليمن وسوريا، ويهدد بمهاجمة إيران وينفذ اغتيالات".

"يقع على عاتق علماء الإسلام مسؤولية أكبر وأكثر أهمية من أي وقت مضى"

وأضاف يابيجي أوغلو: ليس فقط فلسطين، بل لبنان، سوريا، العراق، اليمن، إيران، مصر وتركيا، وجميع دول المنطقة، بل في الحقيقة البشرية جمعاء، تحت تهديد الصهيونية والإمبريالية الغربية. يجب على الدول الإسلامية أن تتحد حول خطة عمل مشتركة ضد هذا التهديد، وأن تتخذ خطوات ملموسة ورادعة للتحرك. ولكن للأسف، تظهر بعض الحكومات ضعفًا، بل أن بعضها يقف إلى جانب مرتكبي الإبادة الجماعية. في هذا السياق، تقع على عاتق علماء الإسلام مسؤولية أكبر من أي وقت مضى".

"علينا أن نعزز وحدتنا وتكاتفنا وترك الخلافات جانباً"

وأضاف يابيجي أوغلو: "كل يوم نلتزم فيه الصمت ونبقى بلا رد فعل سنفقد إنسانيتنا، وإذا لم يتم إيقاف النظام الإرهابي الصهيوني الذي يحلم بتحقيق "أرض الميعاد"، فلن يقتصر الأمر على حرق فلسطين ولبنان فقط، بل ستشتعل المنطقة بأسرها".

وتابع قائلاً: "لا يمكننا تقييد أنفسنا وأخوتنا وإيماننا وإنسانيتنا بالحدود المصطنعة التي رسمها الإمبرياليون قبل مئة عام، لا يمكننا أن نرى فلسطين، لبنان، اليمن، سوريا، العراق، إيران، مصر، الأردن أو تركيا على أنها دول منفصلة عن بعضها، هذه مسؤولية يفرضها علينا إيماننا وتاريخنا المشترك وضميرنا".

وأضاف: "يجب علينا، كمسلمين، تقوية جبهتنا الداخلية، وتوحيد صفوفنا، وترك الخلافات جانباً وتعزيز وحدتنا في مواجهة التهديد الذي يشكله الكيان الصهيوني المحتل".

"انتظار أي شيء من الأمم المتحدة هو مضيعة للوقت"

وأشار رئيس حزب الهدى "زكريا يابيجي أوغلو" إلى أن النظام الدولي قد انهار، وقال: "في الحقيقة، تم تشكيله منذ البداية تحت هيمنة الصهيونية والإمبريالية الغربية؛ وقد تم إنشاؤه لخدمة مصالح الصهيونية والغرب بقيادة الولايات المتحدة. اليوم، انتظار أي شيء من الأمم المتحدة هو عبث ومضيعة للوقت".

"إننا نمر بهذه الأيام لأننا لم نتخذ الخطوات التي كان ينبغي علينا اتخاذها بالأمس"

وأعرب يابيجي أوغلو عن أسفه لانحراف منظمة التعاون الإسلامي عن هدفها ومهمتها الأساسية، وقال: "هذا الوضع يفرض علينا جميعًا، وخاصة العلماء والقادة، مسؤوليات ثقيلة في تحقيق العدالة العالمية. الوقوف إلى جانب الشعوب المظلومة والمستضعفة وإلى جانب الحق والعدالة هو واجب إسلامي وإنساني… لقد تأخرنا، ولا يجب أن نتأخر أكثر. نحن نعيش اليوم نتيجة عدم اتخاذ الخطوات التي كان يجب أن نتخذها بالأمس. وإذا لم نتخذ الخطوات اللازمة اليوم، فسيدفع أطفالنا ثمنًا أكبر بكثير في المستقبل".

"القدس وقضية القدس كانت شرف ومجد الأمة على مر التاريخ"

وشدد يابيجي أوغلو على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية والدول والكيانات التي تقاوم الصهيونية بشكل أكثر فعالية، وتشكيل جبهة مشتركة لقطع شرايين الصهيونية، قائلاً: "قضية فلسطين ليست مجرد مسألة أرض، بل هي أيضًا معركة إيمان وحرية. تحرير القدس وغزة اليوم هو أيضًا معركة وجود للأمة. لقد كانت القدس وقضيتها عبر التاريخ شرف الأمة وعزتها. وكما كان انتصار صلاح الدين الأيوبي بداية نهضة في العالم الإسلامي، يجب أن تكون مقاومة غزة اليوم مصدر إلهام للأمة بل للبشرية جمعاء. وبالفعل هي كذلك".

"المجاهدون يقاتلون من أجل تحرير الإنسانية جمعاء تحت الحصار الصهيوني"

أكد يابيجي أوغلو أن مقاومة المجاهدين الحافظين للقرآن في غزة تبث الروحانية والشجاعة في الأمة، قائلاً: "إنهم لا يحفظون القرآن الكريم فحسب، بل يقاتلون أيضًا من أجل تحرير القدس والأقصى، ومن أجل خلاص البشرية جمعاء من هيمنة الصهيونية. بفضل هؤلاء الأبطال، لن تقوى فقط يقظة الأمة المعنوية، بل ستتعزز أيضًا يقظة البشرية جمعاء، بإذن الله".

"الكيان الصهيوني لم يحقق أي نجاح عسكري في غزة منذ عام"

وأشار يابيجي أوغلو إلى أن طوفان الأقصى يمثل مرحلة جديدة في قضية فلسطين، قائلاً: "استمرارية المقاومة وتصميمها يُضعف المشاريع الاستعمارية، على الرغم من كل المجازر التي ارتكبها الاحتلال، ويُحطم مفهوم 'الأمن' و'الحصانة' الذي تبنته الصهيونية. عدم تحقيق الكيان الصهيوني لأي نجاح عسكري في غزة منذ عام، واقتصاره على قتل النساء والأطفال وارتكاب اغتيالات دنيئة، هو دليل على ذلك".

"أعظم مسؤولية على عاتق العلماء في هذه العملية هي توجيه الأمة"

وأضاف: "يجب تعزيز هذه المقاومة بدعم الأمة تحت قيادة العلماء. في هذه المرحلة، يجب على العلماء الحفاظ على الروح المعنوية والتحفيز للأمة، وتعزيز المقاومة في غزة بالدعم العلمي والروحي. يجب أن يقف العلماء بجانب الشعب الفلسطيني لتعزيز وحدة الأمة. إن شرف الأمة هو غزة والقدس؛ وكل مجاهد في هذه القضية يناضل من أجل كرامة الأمة. وبعون الله، النصر قريب".

واختتم يابيجي أوغلو رسالته بهذه الكلمات: "بهذه المناسبة، أحيي إخواننا الذين قاوموا ببسالة الاحتلال الصهيوني وداعمي الإبادة الجماعية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لمدة عام كامل، والذين قدموا نموذجًا غير مسبوق من الصبر والتضحية والمقاومة. أذكر بالرحمة جميع الشهداء الذين ارتقوا في الهجمات الإرهابية الدنيئة للكيان الصهيوني، وعلى رأسهم إسماعيل هنية، حسن نصر الله وجميع الشهداء الآخرين.

أسأل الله الكريم أن يكون اجتماع العلماء هذا وسيلة لتحقيق الوحدة والمزيد من الخيرات". (İLKHA)