مخاطباً الحكومة التركية.. يابيجي أوغلوا: لقد قيلت كل الكلمات، وحان وقت اتخاذ الخطوات العملية

دعا رئيس حزب "الهدى" زكريا يابيجي أوغلو الحكومة التركية إلى اتخاذ خطوات عملية ملموسة في مواجهة الاحتلال الصهيوني، قائلاً: "لقد قيلت كل الكلمات الممكنة، وحان الآن وقت التحرك الفعلي، مضيفا أن الأمة التركية تنتظر من الحكومة اتخاذ قرارات جادة، تتضمن قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وإغلاق السفارة الصهيونية في أنقرة، واتخاذ تدابير حازمة لدعم الشعب الفلسطيني والمقاومة.

Ekleme: 04.10.2024 15:31:06 / Güncelleme: 04.10.2024 15:31:06 / Arapça
Destek için 
 

أدلى رئيس حزب "الهدى"، "زكريا يابيجي أوغلو"، بتصريحات هامة خلال مؤتمر صحفي عقده في البرلمان التركي حول قضايا الساعة.

وتناول "يابيجي أوغلو" في تصريحاته الهجمات الصهيونية على فلسطين ولبنان، ورد إيران على تلك الاعتداءات، ودور الإعلام التركي في هذه القضايا، بالإضافة إلى العلاقات التجارية والدبلوماسية المستمرة بين تركيا والكيان الصهيوني.

وفي كلمته، قدم "يابيجي أوغلو" تقييماً شاملاً لهذه المسائل، داعياً الحكومة والدول الإقليمية إلى اتخاذ خطوات حاسمة.

كما أكد على ضرورة تغيير اللغة الإعلامية في تركيا بما يتناسب مع دعم القضية الفلسطينية، ودعا إلى إعادة النظر في العلاقات مع الكيان الصهيوني، سواء على الصعيد التجاري أو الدبلوماسي.

واستذكر رئيس حزب "الهدى"، "زكريا يابيجي أوغلو"، خلال تصريحاته في البرلمان التركي أن العدوان على غزة والإبادة الجماعية المستمرة هناك منذ قرابة العام لا تزال قائمة، مشيرًا إلى أن هذه الجريمة تدخل يومها الـ 363.

وقال: "لم يبقَ شيء لم يُقل حول هذه الإبادة وهذا الوحشية والجريمة ضد الإنسانية، كل الكلمات قد نُطقت، وكل شيء قد قيل".

وذكر أن 43 ألف فلسطيني قد استشهدوا بسبب الجرائم التي ترتكبها العصابات الصهيونية خلال العام الماضي.

كما أشار إلى توسع العدوان الصهيوني ليشمل مناطق أخرى في المنطقة، بما في ذلك اغتيال القيادي الفلسطيني "إسماعيل هنية" في طهران، واستهداف المدنيين في لبنان، مؤكدًا أن ما حدث خلال العام الماضي وخصوصاً في غزة، ألقى الضوء على نقاط الضعف في النظام الدولي وفشل الغرب في الدفاع عن القيم الإنسانية، مشددًا على أن الشرق أظهر عجزه في التعامل مع هذه التحديات.

غزة أصبحت صرخة ونداء

وأكد "زكريا يابيجي أوغلو"، رئيس حزب "الهدى"، أن غزة تحولت إلى صرخة مدوية تعبر عن معاناة الأمة الإسلامية تحت حصار النظام الصهيوني العالمي.

وأضاف: "أظهرت غزة كيف أن العديد من الأنظمة في الدول الإسلامية بعيدة كل البعد عن شعوبها وعن الإسلام، وهي رسالة للعالم بأن الأنظمة القائمة على القوة لا تسعى لحماية الحق أو العدل أو السلام، بل تحمي مصالح الأقوياء فقط".

وشدد على أن هذه الصرخة تدعو المؤمنين بالقيم الإنسانية والعدل إلى أن يصبحوا أقوى، وأن يتعاونوا ويتحدوا لمواجهة هذا الظلم.

إيران اضطرت للرد رغم سياسة الصبر الاستراتيجي

وفي استكمال حديثه، أشار "يابيجي أوغلو" إلى أن القوى المهيمنة لن تتوقف عند الإدانة أو التظاهرات، حيث قال: "العام الماضي شهد محاولات مستمرة من أمريكا وحلفائها لتوسيع رقعة الحرب في المنطقة، ومنذ البداية، حذرنا من أن الصهاينة وأمريكا يخططون لجر إيران وتركيا إلى هذا الصراع".

وأضاف: "ورغم سياسة الصبر الاستراتيجي التي انتهجتها إيران، إلا أنها اضطرت في النهاية إلى الرد، العالم كله شاهد كيف استُدرجت إيران إلى الصراع بعد استهداف "إسماعيل هنية" في طهران، و"حسن نصر الله" في بيروت، وقبل ذلك الضربات التي استهدفت سوريا، كل هذه الأحداث أجبرت إيران على الرد، وفي 1 أكتوبر، تم إطلاق صواريخ باليستية من إيران أصابت تل أبيب بشكل مباشر".

الدول الغربية تتسابق في إدانة رد إيران على الاحتلال الصهيوني

وأوضح "يابيجي أوغلو"، أن الدول الغربية سارعت إلى إدانة الهجوم الإيراني على أهداف عسكرية صهيونية، رغم إعلان الكيان الصهيوني أن الهجوم لم يسفر عن أي خسائر بشرية أو مادية.

وأضاف يابيجي أوغلو: "على الرغم من نفي الصهاينة لأي أضرار، إلا أنهم صرحوا بأن الرد الإيراني يُعد تهديداً كبيراً، وأطلقوا تهديدات بعواقب وخيمة، هؤلاء الذين يسارعون لتقديم مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية للكيان الصهيوني عندما تتعرض لهجوم ولو طفيف، هم نفسهم الذين أدانوا إيران بشكل جماعي".

الاحتلال الصهيوني يواصل توسعته منذ 1948

فيما يتعلق بالاحتلال الصهيوني لفلسطين، أشار "يابيجي أوغلو" إلى أن الاحتلال يتوسع بشكل مستمر منذ عام 1948، وقال: "ما يحدث منذ عام هو في الواقع استمرار لما يجري منذ 75 عاماً، الكيان الصهيوني ارتكب وما زال يرتكب مجازر وجرائم بحق الإنسانية، ويستهدف المستشفيات وسيارات الإسعاف، ويقتل الصحفيين والأطباء".

وأضاف: "لم يتوانَ عن توسيع احتلاله للأراضي الفلسطينية تدريجياً، متذرعاً بحقوق مزعومة تعود إلى 4000 سنة، ويستمر في تحقيق هدفه بإقامة ما يسمونه 'الكيان الصهيوني الكبرى".

في الواقع هدفهم هو البشرية جمعاء

أكد "زكريا يابيجي أوغلو"، رئيس حزب الهدى، في تصريحاته أن الصهيونية كأيديولوجية منحرفة لا تستهدف إيران وتركيا وسوريا والعراق والأردن ومصر فقط، بل هدفهم هو السيطرة على البشرية جمعاء وهم يعتقدون أن الأرض وُعدت لهم وأن البشرية خُلقوا لخدمتهم ، لذا يريدون حكم العالم بأسره انطلاقاً من الأراضي التي يؤمنون بأنها وُعدت لهم.

وأوضح أن مخططات الصهيونية تهدف إلى جر إيران وتركيا إلى هذا الصراع وتقييد حركتهما، مضيفاً: "أمريكا تسعى في النهاية إلى تحقيق هذا الهدف وتوريطنا في الحرب".

على دول المنطقة أن تتحرك ضد الاحتلال

وأشار "يابيجي أوغلو" إلى أن السؤال الأساسي هو ما إذا كانت دول المنطقة ستنتظر دورها في أن تتعرض للعدوان أو ستتحرك بشكل موحد لمواجهة هذا الخطر.

وقال: "الجواب واضح، الآن هو وقت الوحدة والتضامن، الانقسام لا يخدم أحداً، يجب على الدول والمجموعات التي تدافع عن حقوق الإنسان والعدالة أن تتحد لوقف هذا الإجرام".

كما انتقد وسائل الإعلام التي تتناول المجازر الصهيونية ببرود، قائلًا: "في الوقت الذي تم فيه استهداف مدارس ومستشفيات في غزة وقُتل عشرات الآلاف من المدنيين، تبرز بعض وسائل الإعلام تعاطفها مع الكيان الصهيوني عندما سقطت عليها بضع صواريخ، بينما تتجاهل بشكل صارخ الإبادة التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، هذه الأصوات تتحدث الآن عن المخاوف من الصواريخ الإيرانية وكأن حقوق المدنيين في غزة لم تكن موجودة من الأساس".

الصهيونية هي واحدة من أكثر الأيديولوجيات انحرافًا في العالم

وصف "زكريا يابيجي أوغلو" الصهيونية بأنها "إحدى أكثر الأيديولوجيات انحرافًا في العالم" وأشار إلى أن "التنظيم الإرهابي الصهيوني هو أخطر تنظيم إرهابي في العالم".

وفي المؤتمر صحفي، قال يابيجي أوغلو: "ندعو العالم إلى اتخاذ موقف ضد الصهيونية، فهي ليست مجرد أيديولوجية منحرفة، بل هي التهديد الأكبر للسلام الإقليمي والعالمي، والتنظيم الإرهابي الصهيوني يشكل العائق الأكبر أمام السلام في المنطقة".

وأضاف: "أولئك الذين يدعمون هذا التنظيم أو يحاولون تغليف جرائمه بذرائع باطلة هم صهاينة بامتياز، بغض النظر عن جنسية الدولة التي ينتمون إليها، هؤلاء الأشخاص سيضعون دائمًا مصالح هذا التنظيم فوق مصالح شعوب بلدانهم والنظام القائم فيها، ويجب على الجميع أن يدرك هذا الخطر ويأخذ موقفًا واضحًا".

وأكد يابيجي أوغلو: "لقد حان وقت الوحدة، الانقسامات الصغيرة بيننا لن تخدم أحدًا، إذا كان هناك خلافات بيننا، فعلينا أن نضعها جانبًا في مواجهة هذا التهديد العالمي، يجب أن نأخذ جميع الإجراءات اللازمة ضد هذا التنظيم الإرهابي الذي يهدد البشرية جمعاء".

يجب إغلاق قاعدة كورجيك

ووجه "زكريا يابيجي أوغلو"، دعوة إلى الحكومة التركية لاتخاذ إجراءات ضد الكيان الصهيوني وحلفائه.

وفي حديثه، استشهد بتصريحات الرئيس التركي في افتتاح الدورة التشريعية الثالثة للبرلمان، حيث أكد الرئيس أن ما يسمى بأرض الميعاد التي يسعى الصهاينة لاحتلالها تشمل جزءًا من أراضي تركيا.

وأوضح "يابيجي أوغلو" أن جميع القيم الإنسانية مستهدفة من قبل الصهيونية"، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لمواجهة هذا التهديد.

وأضاف يابيجي أوغلو: "نحن ندعو الحكومة إلى اتخاذ إجراءات واضحة، بما في ذلك حظر كل أشكال التجارة مع الكيان الصهيوني، سواء كانت مباشرة أو عبر طرق غير مباشرة، يجب إغلاق قاعدة كورجيك العسكرية، ووقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة، لأن أي معلومات تُشارك مع أمريكا ستصل بالتأكيد إلى الكيان الصهيوني، هذه الدعوة قد أُطلقت من قبل، ونحن نكررها الآن، يجب إغلاق الموانئ الجوية والبحرية أمام السفن والطائرات الصهيونية، وقطع العلاقات الدبلوماسية وإلغاء جميع الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني".

كما شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة فيما يتعلق بتوريد الوقود، قائلاً: "يجب إيقاف تزويد الكيان الصهيوني بالوقود عبر الأراضي التركية، لأن الطائرات التي تقصف الأبرياء في غزة تعمل على وقود يصل إليها من تركيا، يجب أن نوقف هذا الدعم فورًا".

جرائم الإبادة الجماعية جريمة ضد الإنسانية جمعاء

وجه زكريا يابيجي أوغلو، رئيس حزب الهدى، نداءً إلى البرلمان التركي، قائلاً: "في نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي، قدمنا مقترح قانون إلى رئاسة البرلمان، وكان مضمون مقترحنا هو محاكمة ومعاقبة الصهاينة، الذين يحملون أيضًا الجنسية التركية، والذين شاركوا في جرائم الإبادة الجماعية، وشمل المقترح تعديلات على قانون العقوبات التركي لمحاسبة هؤلاء، وكذلك تعديلات على قانون الجنسية لسحب الجنسية المزدوجة عن المتورطين في هذه الجرائم، بالإضافة إلى مصادرة ممتلكاتهم وتحويلها إلى صندوق الأسرة والشباب".

وأشار "يابيجي أوغلو" إلى أن مقترحهم قد تم التصويت عليه في الجلسة العامة للبرلمان قبل انتهاء الدورة التشريعية السابقة، بدعم من جميع الأحزاب باستثناء حزب الشعب الجمهوري وحزب الديمقراطية والتقدم.

وأضاف: "نحن نكرر دعوتنا اليوم لجميع الأحزاب في البرلمان، بما في ذلك حزب الشعب الجمهوري وحزب الديمقراطية والتقدم، للوقوف مع هذا المقترح، ما نتحدث عنه هنا ليس قضية حزبية أو سياسية تخص مجموعة بعينها، بل هو قضية إنسانية، جريمة الإبادة الجماعية هي جريمة ضد الإنسانية جمعاء، وقد تم تسجيل هذا المبدأ في الاتفاقيات الدولية التي تدعو إلى معاقبة مرتكبي هذه الجرائم بغض النظر عن مكان ارتكابها".

وختم "يابيجي أوغلو" بقوله: "ندعو جميع الأحزاب إلى دعم هذا المقترح وجلبه إلى الجلسة العامة للبرلمان. دعونا نتحمل مسؤوليتنا كبرلمانيين ونقف صفًا واحدًا ضد جرائم الإبادة الجماعية، لنعمل على وقف هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها".

مجلس الأمن لا يمكنه خدمة السلام العالمي بالهيكل الحالي

أوضح زكريا "يابيجي أوغلو"، أن مجلس الأمن الحالي لا يمكنه تحقيق السلام العالمي والعدالة العالمية.

وقال: "كما ذكرنا سابقًا، تعبر العديد من الأحزاب والشخصيات السياسية عن هذا الرأي، وقد أكد السيد رئيس الجمهورية أيضًا على أن 'العالم أكبر من خمسة، إن الهيكل الحالي للأمم المتحدة، وبالأخص مجلس الأمن، بعيد عن الحفاظ على السلام العالمي".

وأشار "يابيجي أوغلو" إلى أن هناك تباينًا في التركيبة الجغرافية والثقافية للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، موضحًا أن "ثلاثة من الأعضاء الخمسة الدائمين ينتمون إلى الكتلة الغربية المسيحية، والاثنان الآخران ينتميان إلى الكتلة الاشتراكية السابقة".

 كما أشار إلى أن عدم تمثيل أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وعدم تمثيل العالم الإسلامي من حيث الثقافة والديانة، يعتبر غير عادل. وأكد أن "منح حق الفيتو لقلة من الأعضاء الدائمين يعد غير عادل.

وأضاف: "إن آلية اتخاذ القرار غير العادلة هذه، بغض النظر عن القرار المتخذ، تؤدي إلى تقويض الشعور بالعدالة، لهذا السبب، يجب ألا يستمر هذا الهيكل، لا يمكن أن يستمر، إن نشر السلام والازدهار في العالم لن يكون ممكنًا إلا من خلال تغيير هذا الهيكل، إن الاقتراح الأكثر عدالة هو إلغاء صفة العضوية الدائمة، وإجراء انتخابات لأعضاء المجلس الخمسة عشر لفترة محددة، بحيث يتم تمثيل كل قارة وديانة نسبيًا وفقًا للكثافة السكانية، مع عدم منح أي عضو حق الفيتو، واتخاذ القرارات بأغلبية".

وختم يابيجي أوغلو قائلاً: "هذا هو اقتراحنا البديل الذي قدمناه للعالم وللرأي العام يوم كتابة برنامج حزبنا. حتى يتغير هذا الهيكل، لن يخدم مجلس الأمن الحالي السلام العالمي، بل يخدم فقط مصالح القوى المسيطرة، وهذا ما أثبتته الأحداث في السنة الأخيرة".

طوفان الأقصى أضاء العديد من النقاط المظلمة

وقال "زكريا يابيجي أوغلو": "إن طوفان الأقصى كان بمثابة نور".

وأضاف: "لقد أضاء العديد من النقاط المظلمة كانت كمرآة تعكس لنا واقعنا، وقد أظهرت لنا حالتنا الراهنة، كما أوضحت أن النظام العالمي أو القانون الدولي هو في الحقيقة آلية تعمل فقط لصالح من يمتلك السلطة، وعندما يرغبون، تُفعل هذه الآلية فقط ضد المظلومين، كما وصفها أحد القانونيين الأوروبيين، فقد أظهرت أنها كشبكة تخترقها الدبابير، بينما تتعلق بها نحل العسل".

حان وقت التحرك الفعلي

واختتم "يابيجي أوغلو" حديثه بالقول: "لكي نبني مستقبلًا أفضل وأكثر إشراقًا، قائمًا على السلام واحترام القيم الإنسانية، يجب على الجميع أخذ هذه القضايا بعين الاعتبار، نجدد دعوتنا، نناشد الحكومة باتخاذ هذه الخطوات، لقد قيل كل شيء، والآن حان وقت العمل الفعلي، يجب أن تُناقش هذه المقترحات في البرلمان كأولوية، وعلينا تمريرها وإصدار القوانين في أقرب وقت ممكن". (İLKHA)