الأستاذ حسن ساباز : الشرق الأوسط الجديد

كشف الأستاذ حسن ساباز عن بدء مرحلة جديدة يتعرض لها الشرق الأوسط من قبل دولة الاحتلال وداعميه من العالم الغربي، تتمثل في طرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية وإشغال المنطقه بلهيب حرب عرقية..

Ekleme: 03.10.2024 10:51:07 / Güncelleme: 03.10.2024 10:51:07 / Arapça
Destek için 

كتب الأستاذ حسن ساباز مقال جاء فيه:

في خطابه أمام الأمم المتحدة، حمل زعيم النظام الصهيوني المجرم نتنياهو خريطة وقال "ها هو الشرق الأوسط الجديد."

أثار غياب غزة على الخريطة انتباه البعض، ولكن في الواقع تم محو فلسطين بالكامل.

كانت هذه إشارة إلى انهيار رسمي لمشروع "حل الدولتين"، الذي لم يقبله الكيان الصهيوني الإرهابي أبداً.

كما أن إعلان هذا الموقف في الأمم المتحدة يمكن قراءته كإشارة إلى بدء مرحلة جديدة.

اتخذت الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين في عام 1947.

وقد نص القرار 181 على انسحاب القوات البريطانية من المنطقة وتقسيم الأراضي الفلسطينية إلى ثلاثة أجزاء.

المناطق المخصصة للفلسطينيين تشمل غرب الجليل، عكا، الضفة الغربية، وجزء من الساحل يمتد من شمال أشدود إلى رفح، بالإضافة إلى جزء من الصحراء، بمساحة قدرها 11 ألف كيلومتر مربع.

أما الدولة اليهودية فكانت تمتد على الساحل من حيفا إلى تل أبيب، الجليل الشرقي، بحيرة طبريا، وصحراء النقب، بمساحة قدرها 15 ألف كيلومتر مربع.

وكان من المقرر أن تُدار القدس وبيت لحم والمناطق المجاورة تحت الوصاية دولية.

إلا أن الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية لم تفتح الباب أمام الدعم العسكري والمبادرات الدبلوماسية لتحقيق هذا المشروع، وبما أن مؤسسي الدولة اليهودية لم يقبلوا بالحدود المرسومة سلفاً، فقد بدأوا عملية توسع سريعة ونشاطات إرهابية فور إعلان الدولة.

فشل إقامة الدولة الفلسطينية زاد تعقيد الأمور مع اختيار مصر والأردن احتلال الأراضي الفلسطينية بدلاً من اتخاذ خطوات لتأسيس الدولة، سيطر الأردن على الضفة الغربية، بينما سيطرت مصر على غزة.

في حرب 1967، احتل النظام الصهيوني، الذي حظي بدعم عسكري كبير من الغرب، الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة وشبه جزيرة سيناء في مصر ومرتفعات الجولان في سوريا، ولم يكتفِ الاتحاد السوفيتي بعدم تقديم المساعدات الموعودة لمصر وسوريا، بل على العكس قدم مساعدات استخباراتية للنظام الصهيوني عن طريق الدول الغربية، مما ساهم في هزيمة كبيرة للدول العربية.

في نوفمبر 1967، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 242، الذي دعا إلى انسحاب الكيان الصهيوني من الأراضي المحتلة، لكن الكيان الصهيوني لم يمتثل، ولم تتخذ الأمم المتحدة أي عقوبات فعلية ضده.

انسحب الكيان الصهيوني من سيناء بعد التغيرات السياسية في مصر، وقدم وعداً بعدم التدخل في الوضع الخاص للقدس الشرقية، ولكنه لم ينسحب من الجولان.

وإذا عدنا إلى حديث نتنياهو عن "الشرق الأوسط الجديد"، فقد طُرح موضوع إخلاء غزة بالكامل وإعادة توطين الفلسطينيين هناك في سيناء خلال فترة ترامب، أما الفلسطينيون في الضفة الغربية والقدس، فتم التخطيط لنقلهم إلى الأردن أو إحدى الدول الأفريقية.

النظام الملكي الأردني والنظام الديكتاتوري المصري موافقان على احتلال فلسطين بالكامل، لكنهما يرفضان إعادة توطين السكان على أراضيهما، إذ يرون ذلك تهديدًا لأنظمتهم، وقد يكون إقناع السيسي ممكناً، لكن الوضع بالنسبة للنظام الملكي الأردني يبدو صعباً في الوقت الحالي.

أما حسابات الكيان الصهيوني فيما يتعلق بإيران، هي إيصال البلاد إلى اضطراب عرقي مثل لبنان والعراق، وبالتالي قطع الدعم عن حركات المقاومة في لبنان.

وينبغي ألا ننسى أن هذه الخطط ليست مجرد أفكار عابرة، بل تم إعداد البنية التحتية السياسية والمادية لها.

وفي الوقت نفسه، يتم تجاهل الصراع الداخلي المستمر منذ 70 عامًا داخل الكيان الصهيوني، حيث يعتمد النظام على عوامل القوة والفوز لاستمرار البقاء، ولكن في حال حدوث هزائم جدية، قد تنكشف هشاشة النظام، ويمكن للعالم أن يشهد انهيار أحد أكثر الأنظمة قذارة وسفكًا للدماء في التاريخ.

ولا ينبغي الاستهانة بتصريح ترامب حيث قال "ستنهار إسرائيل في غضون عامين من دوني". (İLKHA)