جاء في مقالة للأستاذ "محمد أوزجان" مايلي: الصهاينة كأنهم ورم خبيث قد تسلط على الإنسانية، لقد كانوا على هذا الحال منذ ما قبل الإسلام وحتى بعده، في كل مرحلة من مراحل التاريخ، عندما امتلكوا القوة، أصبحوا بلاءً على البشرية، المجازر الوحشية التي يرتكبها الصهاينة في غزة اليوم تدل على أنهم يتبعون خطى أسلافهم الذين قتلوا حتى الأنبياء المرسلين إليهم، هذا الورم لن يزول إلا بزوال الصهيونية، وإلا فإن البشرية ستستمر في المعاناة.
على الرغم من أن الصهاينة دمروا غزة، إلا أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم، ولذلك لجأوا إلى نوع جديد من الهجمات ضد الشعب اللبناني، في هذا الهجوم الإرهابي الذي يشهده العالم لأول مرة، تم تفجير أجهزة الاتصالات واللاسلكي، مما أسفر عن مقتل حوالي 20 شخصًا حتى الآن وإصابة الآلاف، نسأل الله أن يتغمد الشهداء برحمته، وأن يمنح الجرحى الشفاء العاجل، فالذين يقاتلون الإرهابيين الصهاينة أعداء الإنسانية لا يُسألون عن انتمائهم الطائفي بل يُقبَّلون على جبينهم.
الصهاينة وحلفاؤهم أغبياء إلى درجة أنهم على الرغم من تنفيذهم لهجوم جديد يهدف إلى الإرهاب الجماعي باستخدام أساليب شيطانية، إلا أنهم لم يحققوا الهدف المنشود بقتل العدد المطلوب من الناس، بل وضعوا أنفسهم في مواجهة العالم كل.
يحاول النظام الصهيوني بهذا الهجوم استعادة الصورة التي فقدها في 7 تشرين الأول/ أكتوبر كقوة لا تقهر، ولكن في الواقع فإن هذا الهجوم جعل جميع البشر وكل الدول يتخذون موقفًا معاديًا لهم.
هذا النوع من الهجمات جعل كل شخص يحمل هاتفًا يدرك وجود تهديد حقيقي، وبالتالي سيزداد الدفع نحو تقييد الصهيونية ومعاقبتها.
ستكون المقاطعة ضد الشركات الصهيونية والشركات الداعمة لها أكثر فاعلية.
ستفرض الدول عقوبات على الشركات التي تصدر الأجهزة الإلكترونية، وربما يؤدي هذا إلى دفع العديد من الدول إلى تصنيع هواتفها وأجهزتها الخاصة، بل وحتى أنظمة الأقمار الصناعية.
حتى الدول الأوروبية، بالإضافة إلى الدول الإسلامية التي تتحكم بها القوى الإمبريالية، ستعيد تنظيم علاقاتها مع النظام الصهيوني بما يتناسب مع موقفها بجانب دولة فلسطين.
لم يبقَ على انتهاء العام الأول من الإبادة الجماعية الجارية في غزة سوى أيام قليلة ومع ذلك، لا توجد دولة إسلامية ستوقف هذه الفظائع اللاإنسانية وتحاسب الصهيونية، إن دفاع حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي عن غزة وأهلها وأراضها لا يزال يلحق الهزيمة بالصهاينة الغاصبين رغم قلة إمكانياتهم، وبحسب اعترافات زعماء العصابات الصهيونية فإنهم بعيدون كل البعد عن النجاح والنصر في قطاع غزة.
فالعالم أجمع بات يدرك الآن أن هدف العصابة الصهيونية ليس إنقاذ أسراهم، بل الحصول على المزيد من الأراضي عبر ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني المستمرة منذ عام 1948.
لكن الهدف للعصابة الصهيونية ليس فلسطين فقط، فالعصابة الصهيونية، التي ترى في تركيا وإيران تهديداً لها، وتنظم هجمات على سوريا ولبنان في كل فرصة سانحة ليست وحدها، فلها أصدقاء غربيون كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، هذه الدول الإمبريالية لا تريد أن تخسر قواتها التي خسرتها في غزو العراق وأفغانستان وموقعها كقوة عظمى معرضة للخطر، ووفقًا لاستراتيجياتهم فإنهم ينظمون تحركات هجومية من الجهات الأربع من أجل الحفاظ على حالة الفوضى في البلدان الإسلامية ومنعها من تشكيل وحدة.
في هذا السياق، يعتبر الصهاينة أداة مثالية لتنفيذ العمليات العالمية للقوى الإمبريالية، ولكن القوة الحقيقية للإمبرياليين تكمن في العملاء المحليين في الدول الإسلامية من السياسيين والعسكريين والإعلاميين والفنانين ورجال الأعمال، الذين يخدمون الصهاينة ويقومون بتنفيذ عملياتهم في بلادهم ضد شعوبهم المسلمة.
في النهاية، الهجمات الأخيرة التي قام بها الصهاينة على لبنان، والتي أظهرت بداية حرب جديدة تعتمد على التكنولوجيا والإلكترونيات والاتصالات، توضح أن عصر الحرب الإلكترونية قد بدأ رسميًا، وعليه يجب على دولنا الإسلامية، وعلى رأسها بلدنا اتخاذ كل التدابير اللازمة والاستعداد لحماية شعوبنا وأراضينا الإسلامية. (İLKHA)