قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني: "إنه لم تعد هناك حاجة لوجود القوات الأميركية في بلاده لأنها نجحت إلى حد كبير في هزيمة تنظيم داعش، وإنه يعتزم الإعلان عن جدول زمني لانسحابها في وقت قريب".
وأضاف السوداني في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ في بغداد، اليوم الثلاثاء: "إنه لم تعد المبررات موجودة، ليس هناك حاجة لوجود تحالف وعراق 2024 ليس عراق 2014".
وقال: "لقد انتقلنا من الحروب إلى الاستقرار، داعش لم تعد تمثل أي تحد حقيقي"، وفق تعبيره.
وقبل نحو أسبوعين، قال الجيش الأمريكي: "إن قوات تابعة له وأخرى عراقية نفذت غارة مشتركة ضد عناصر داعش غرب العراق أواخر آب/ أغسطس الماضي، حيث قتلت 14 مسلحًا، بينهم قادة كبار".
وآنذاك، أفادت وكالة أسوشيتد برس أن 7 أمريكيين أصيبوا في العملية.
وفي مقابلته مع بلومبرغ، اعتبر السوداني أن دور القوات العراقية في مثل هذه الغارات أظهر أنها قادرة على مواجهة تنظيم داعش بمفردها.
وأضاف: "إن القوات العرقية تطارد هؤلاء الأشخاص، وتعثر عليهم وتقتلهم. هذا هو النصر الذي حققناه، وهذا دليل على أن الأجهزة الأمنية وصلت إلى مستوى من القدرة التي كان يسعى إليها كل من الأمريكيين والعراقيين".
وأشار السوداني، في مقابلته مع بلومبرغ، إلى أنه يخطط للإعلان قريبًا عن جدول زمني لانسحاب قوات التحالف من العراق.
ولفت إلى أنه ناقش هذه المسألة مع الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عندما التقيا في واشنطن في نيسان/ أبريل الماضي، وأن البلدين توصلا إلى تفاهم بشأن الانسحاب.
كما قال وزير الدفاع العراقي "ثابت العباسي"، في تصريحات متلفزة هذا الشهر: "إن القوات ستنسحب بحلول عام 2026".
من جهتها، تقول الولايات المتحدة: "إن المحادثات مع العراق بشأن انسحاب قوات التحالف لا تزال جارية".
وقال متحدث الخارجية الأمريكية هذا الشهر: "إن حكومتي البلدين تعملان على انتقال منظم نحو شراكة أمنية ثنائية دائمة".
وأعرب السوداني لبلومبرغ عن ثقته بأن العراق والولايات المتحدة سيواصلان التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية حتى بعد انسحاب قوات التحالف.
وذكر أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، والتي تشهد منافسة بين الرئيس السابق "دونالد ترامب" و"كامالا هاريس" نائبة الرئيس "جو بايدن"، لن تغير هذا التعاون.
وأضاف: "سنتعامل مع أي إدارة أمريكية".
في سياق آخر، قال السوداني خلال المقابلة مع بلومبرغ: "إن حكومته تحاول استخدام علاقاتها الوثيقة مع كل من إيران والولايات المتحدة لتحسين العلاقات بينهما".
وتطرق السوداني خلال المقابلة إلى الأوضاع في قطاع غزة، الذي يواجه حربًا إرهابية دموية متواصلة للشهر الـ12 على التوالي.
وأعرب عن أسفه للعواقب المترتبة على الحرب في غزة، وقال: "إن الشرق الأوسط يمر بمرحلة خطيرة".
كما جدد دعم حكومته للشعب الفلسطيني وانتقادها للكيان المحتل.
وقال في إشارة إلى الاحتلال: "نواجه جهة لا تعترف بالنظام الدولي بكل اتفاقياته ومعاهداته".
كما نفى السوداني مزاعم أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قبل أيام بأن حركة حماس وجماعة الحوثي افتتحتا مكاتب لهما في بغداد.
وقال: "لا توجد مكاتب رسمية من هذا النوع هنا"، لكنه استدرك أن هذه الجماعات قد يكون لديها مسؤولون في العراق.
وتحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 2500 جندي في العراق، هم بقايا تحالف دولي شكلته وقادته منذ عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.
ورغم أن التنظيم بات أضعف بكثير مما كان عليه قبل عقد عندما كان يسيطر على مدن ومحافظات رئيسية في العراق وسوريا، فإن مقاتليه لا يزالون ينشطون في كلا البلدين.
ويُعتبر وجود الجنود الأمريكيين وغيرهم من القوات الأجنبية في العراق أمرًا حساسًا في العراق، حيث يرغب العديد من المدنيين والسياسيين في رحيلهم.
ومع ذلك، أعرب بعض المشرعين الأمريكيين عن قلقهم بشأن انسحاب عسكري كامل لقوات بلادهم من العراق، قائلين: "إن ذلك قد يتيح لتنظيم داعش إعادة تنظيم صفوفه أو يسمح لإيران المجاورة بزيادة نفوذها داخل العراق". (İLKHA)