نظمت "منصة الأسرة الكبيرة" فعالية ضخمة تحت شعار "لتتوقف هذه الهجمة اللاأخلاقية" في حديقة سراج خانة بمدينة إسطنبول.
شارك في هذه الفعالية آلاف المواطنين من مختلف أنحاء تركيا، رافضين الحملات التي وصفوها بأنها تسعى إلى تقويض القيم الأسرية التي تمثل الأساس المتين للمجتمع التركي.
وتهدف هذه الوقفة الاحتجاجية إلى تسليط الضوء على المخاطر التي تواجه العائلات التركية بفعل التأثيرات السلبية للأفكار المنحرفة القادمة من الخارج.
"أعداء الأسرة يحاولون تدميرها"
وأكد رئيس مجلس الأسرة التركي، "آدم تشيفيك"، في كلمته أمام الحشود أن القوى العالمية الشريرة تبذل كل جهدها لتدمير الأسرة التركية، مشيرًا إلى أن هذه القوى تروج للانحلال الأخلاقي من خلال وسائل الإعلام العالمية مثل الأفلام والمسلسلات، وتدفع نحو تبني أنماط حياة تتنافى مع قيم الأسرة المسلمة.
وأضاف، تشيفيك: "نحن هنا لنقول بصوت واحد: لن نسمح بتدمير أسرنا، ولن نقبل بأي شكل من أشكال الفساد الأخلاقي الذي يحاولون فرضه علينا".
كما شكر تشيفيك القنوات الإعلامية والمؤسسات التي تدافع عن القيم الأسرية، وأشار إلى دور وسائل الإعلام المحافظة مثل وكالة "إيلكا خبر" التي تساهم في نشر الوعي بأهمية الأسرة وحمايتها.
المشاركون يطالبون بقوانين لحماية الأسرة
من جهته، أكد رئيس منصة الأسرة في قيصري، "أحمد أفانليار"، على أن هناك حاجة ماسة لإصدار قوانين تحمي الأسرة في تركيا.
وقال أفانليار: "لقد جئنا اليوم من قيصري بحافلتين لنشارك في هذه الفعالية المهمة التي تعكس حرصنا على حماية أجيالنا القادمة من الأفكار المنحرفة، هذه الموجات الأخلاقية المنحرفة لم نر مثلها في تاريخ الإنسانية، نحن هنا لنطالب الدولة والبرلمان بإصدار قوانين تمنع هذه الهجمات على الأسرة".
وأشار "أفانليار" إلى أن الضغوطات التي تمارس من قبل بعض المنظمات الدولية يجب أن تُواجه بصرامة وبقوانين تحمي الأسرة والأطفال.
أصوات من مختلف المدن التركية
شارك في الفعالية عدد من العائلات التي جاءت من مختلف المدن التركية، حيث عبّر المشاركون عن قلقهم إزاء ما يرونه من تزايد محاولات فرض أفكار لا تتناسب مع القيم الإسلامية التي يرتكز عليها المجتمع التركي.
وأكدت إحدى المشاركات، "سُمَية ساري"، القادمة من سكاريا، أن المسألة لا تتعلق بتركيا وحدها، بل هي قضية عالمية.
وأضافت أن الأسرة هي القيمة التي تجمعنا جميعًا، ويجب أن نقف معًا ضد كل ما يهددها، مؤكدة أن هذا ليس شأنًا سياسيًا، بل مسألة تتعلق بالإنسانية بأسرها ويجب على الجميع الدفاع عن الأسرة.
ورغم الظروف الجوية السيئة والأمطار، توافدت الحشود إلى سراج خانة للمشاركة في الفعالية.
وقالت إحدى المشاركات، "حوى أردوغان"، التي جاءت مع عائلتها: "لقد واجهنا أمطارًا غزيرة ورياحًا عاصفة، لكننا كنا مصرين على الحضور، نحن قلقون على مستقبل أبنائنا وأحفادنا، إذا لم نتحرك الآن، فسيتعرض جيل كامل للخطر، الدولة بدأت في اتخاذ خطوات، لكن هذا غير كاف، نريد من الدولة أن تكون أكثر صرامة في مواجهة هذه الأفكار المدمرة".
مخاوف بشأن تأثير الإنترنت ووسائل الإعلام
كما عبّر المشاركون عن قلقهم بشأن تأثير وسائل الإعلام والإنترنت على الشباب والأطفال، وحكى "حقيقي أكتاش"، أحد المشاركين، قائلاً: "النظام الأسري اليوم في خطر بسبب التأثير الكبير للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، يجب على الدولة اتخاذ تدابير لحماية الأسرة من هذه التأثيرات، نحن هنا لنطالب بتحرك عاجل من قبل الحكومة".
رسائل قوية ضد الانحلال الأخلاقي
وأعرب "نيديم زورلو"، القادم من كوجالي، عن رأيه بقوله: "نحن هنا لنقف مع قيمنا الأسرية، الأسرة هي جوهر الإسلام، وأي هجوم على الأسرة هو هجوم على ديننا، القوى الخارجية تحاول تدمير هذه القيم، لكنني واثق أن الشعب التركي ملتزم بتقاليده ودينه، لن يسمحوا لهذه الأفكار بالنجاح".
النداء الأخير: الجميع مسؤول عن حماية الأسرة
واختتمت الفعالية بدعوة من "إسماعيل أوزجيليك"، أحد المشاركين، حيث قال: "يجب على الجميع أن يقفوا ضد هذا الهجوم اللاأخلاقي، ولقد قال الشاعر: 'سوف نقف بصدورنا ضد هذه الهجمة علينا جميعًا أن نقف بصدورنا وندافع عن الأسرة، لأن مستقبلنا يعتمد عليها".
ودعا" أوزجيليك" المسلمين في تركيا وخارجها إلى اتخاذ موقف حازم وحماية القيم الأسرية. (İLKHA)