وجه رئيس الشؤون الدينية التركي، الدكتور "علي أرباش"، رسالة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف هنأ فيها المسلمين في تركيا والعالم بهذه المناسبة العظيمة، مشيرًا إلى أن ولادة النبي "محمد ﷺ" كانت واحدة من أعظم الأحداث في تاريخ البشرية.
وقال، أرباش: "إن الإنسانية التي فقدت طريقها اكتسبت أفقًا جديدًا مع مولد النبي ﷺ، وفهمت من خلال رسالته المعنى الحقيقي للحياة وهدف الخلق".
وأكد "أرباش" أن النبي "محمد ﷺ" قدوة للبشرية بأخلاقه وسيرته، وأشار إلى أن إخلاص النبي وصدقه ووفاءه وعلاقاته مع الناس وحبه ورحمته تجاه جميع الكائنات الحية هي أعظم الأمثلة التي يجب أن يتبعها الإنسان.
وذكر أيضًا كيف أن النبي ﷺ دافع عن حقوق الأيتام والضعفاء في مجتمع كان مليئًا بالظلم والقسوة، واستشهد بحديثه الشريف: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين" حيث رفع من شأن الذين يعتنون بالأيتام.
كما أكد "أرباش" أن النبي ﷺ أعطى للبنات مكانة خاصة، مستشهدًا بحديثه الشريف: "من كان له ابنة ورباها فأحسن تربيتها دخل الجنة"، مما جعل الفتاة سببًا لدخول الجنة.
وأشار "أرباش" إلى أن إحياء المولد النبوي ليس فقط مناسبة للاحتفال، بل فرصة للتأمل في سيرة النبي ﷺ والعمل على تطبيقها في حياتنا اليومية.
وأضاف: "اليوم نحن بحاجة إلى التأمل في حياة النبي ﷺ أكثر من أي وقت مضى، حيث نشهد في عصرنا تآكل القيم الإنسانية والأخلاقية التي تتعرض للتهميش والضياع".
وشدد "أرباش" على أن الأنانية والمادية والتفكك الاجتماعي والأزمات التي تعصف بالإنسانية هي نتيجة فقدان هذه القيم، وأن الطريقة الوحيدة للخروج من هذه الأزمة هي إعادة إحياء القيم التي جاء بها الوحي.
وتابع "أرباش" قائلاً: "لقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسولنا الكريم ﷺ رحمة للعالمين، وسنته هي نعمة عظيمة للبشرية، عندما ننظر إلى حياته نرى أن جميع مبادئ وقيم الإسلام تتحقق فيه، فهو التطبيق العملي للقرآن الكريم، كل قول وكل فعل من أفعاله هو بوصلة للنجاة ودليل للحياة لكل إنسان".
وفي ختام رسالته، دعا "أرباش" المسلمين إلى الاقتداء بالنبي ﷺ وتبني أخلاقه في حياتهم اليومية، وقال: "أهم مسؤولياتنا كمسلمين هي أن نعيش وفق أخلاق النبي ﷺ وأن ندمج رسالته العالمية في عصرنا الحالي".
وشدد على أهمية تربية جيل واعٍ يجمع بين العلم والأخلاق، ويركز على قيم الرحمة والعدل، مشيرًا إلى أن العالم يعيش حاليًا واحدة من أحلك فتراته التاريخية، وأنه لن يتحقق السلام إلا من خلال اتباع القيم التي جاء بها الإسلام.
واختتم "أرباش" رسالته قائلاً: "بمناسبة هذا اليوم المبارك، أهنئ أمتنا الإسلامية بمولد نبينا محمد ﷺ، وأسأل الله أن يكون هذا اليوم وسيلة لتحقيق السلام والازدهار في جميع أنحاء العالم". (İLKHA)