أكد رئيس جمعية المعلمين الواعيين (ÖĞ-DER) "نُعمان جوكمين" خلال اجتماع لرؤساء الجمعيات بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، على أن الوضع في فلسطين لا يزال مقلقاً حيث يستمر القتل والتدمير منذ أكثر من 11 شهراً.
وشدد "جوكمين" على أن مئات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين محرومون من حقهم في التعليم، وأن مئات المعلمين استشهدوا بسبب العدوان الصهيوني.
وفي حديثه للصحفيين، قال جوكمين: "بالرغم من انطلاق العام الدراسي 2024-2025، إلا أن أول ما يشغلنا هو مأساة الأطفال الذين يفقدون حياتهم بسبب القصف في فلسطين. ليس فقط حق التعليم، بل أيضًا حق الحياة والسكن وغيرها من الحقوق الأساسية تم سلبها من آلاف الطلاب والمعلمين من قبل الدولة الصهيونية الإرهابية".
وأشار "جوكمين" إلى الأرقام الصادمة، قائلاً: "منذ بدء المجازر، بلغ عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات ما لا يقل عن 40,786 شهيداً، بينهم 16,673 طفلاً و11,270 امرأة، وعدد الجرحى وصل إلى 94,224 شخصاً، وأعلنت هيئة الإحصاء المركزية الفلسطينية أن أربعة أطفال يُستشهدون كل ساعة في قطاع غزة".
فشل الدول الإسلامية في حماية فلسطين
وأوضح "جوكمين" أن العالم الإسلامي والدول الغربية قد فشلت في حماية فلسطين، قائلاً: "للأسف، فشلت الدول الإسلامية في حماية فلسطين والاعتناء بها، وكذلك الدول الغربية، متسائلاً هل كانوا سيظلون صامتين إذا حدث هذا الظلم لأطفالهم؟ هذا هو مفهوم الغرب لحقوق الإنسان، وحقوق الأطفال، وحقوق المرأة، والديمقراطية والحرية، وكما قال الراحل نجم الدين أربكان،: "إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة'، ولا يمكن وقفها إلا بالعقوبات القوية، وليس فقط بالإدانات"، ندعو الله أن يرحم شهداء فلسطين وأن يكون عوناً لمن تبقى".
نبدأ العام الدراسي الجديد مع 19 مليون طالب وأكثر من مليون معلم
وأشار "جوكمين" إلى أن العام الدراسي الجديد سيبدأ مع 19 مليون و206 آلاف و948 طالباً، و1 مليون و112 ألف و305 معلمين، قائلاً: "تفتح المدارس أبوابها يوم الاثنين، وسنبدأ العام الدراسي 2024-2025 مع 1 مليون و225 ألف و981 طالباً في المرحلة التمهيدية، و5 مليون و328 ألف و391 طالباً في المرحلة الابتدائية، و5 مليون و221 ألف و669 طالباً في المرحلة الإعدادية، و6 مليون و318 ألف و602 طالباً في المرحلة الثانوية، مع 1 مليون و112 ألف و305 معلمين في المدارس العامة والخاصة".
الأسرة أيضاً مدرسة للأطفال
وفي رسالته إلى أولياء الأمور، قال، جوكمين: "ليست المدرسة هي المكان الوحيد الذي يتعلم فيه الأطفال، ولا المعلم هو المربي الوحيد، الأسرة هي المدرسة الأولى للأطفال، والوالدان هم أول معلمين فيها، لذا، يجب على كل والد أن يظهر الاهتمام اللازم في تطوير ورعاية أطفالهم في المنزل".
نظام التعليم بحاجة إلى العودة إلى جذوره الوطنية
وأكد "جوكمين" على ضرورة إصلاح النظام التعليمي الذي يتبع النموذج الغربي، قائلاً: "التغيير في المناهج الدراسية لم يصحبه تغيير في العقلية، النظام التعليمي الحالي الذي يتبع النموذج الغربي يستمر في إخفاقه، وإن مستويات العنف، والإدمان، والتحرش بين الشباب تعود إلى التعليم الذي يفتقد إلى الروح والوعي، يجب على نظام التعليم أن يعود إلى جذوره الوطنية وأن يستند إلى قيم وإيمان وأخلاق وثقافة الأمة".
وأضاف: "يجب إنهاء الاعتماد على سياسات الاتحاد الأوروبي التعليمية، والتحول إلى نظام تعليمي وطني حقيقي يعتمد على قيم الأمة ومعتقداتها".
المعلمون هم مركز التعليم ويجب تعزيز مكانتهم
وفي ختام حديثه، شدد "جوكمين" على أهمية تعزيز مكانة المعلمين قائلاً: "المعلمون يجب أن يُعاد إليهم الاحترام الذي يستحقونه، يجب أن يُنظر إليهم كأم وأب داخل الفصول الدراسية، وألا يتم تقليل قيمتهم بسبب الشكاوى أو نقص التشريعات الحامية، يجب على النظام التعليمي أن يضع المعلم في مركزه، ويعيد له المكانة والاحترام أمام الطلاب وأولياء الأمور".
وأكد "جوكمين" على التزام جمعية المعلمين الواعيين بتنشئة جيل واعي يحمل القيم الأخلاقية والروحية، ويعمل على تحسين نوعية التعليم في جميع أنحاء البلاد.
واختتم بقوله: "نأمل أن يجلب العام الدراسي الجديد الخير والنجاح للمعلمين والطلاب وأسرهم، وأن نرى أيامًا تقل فيها مشاكل التعليم، مع تمنياتنا بالتوفيق للجميع في مسيرتهم التعليمية". (İLKHA)