قال رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل: "إن المطلوب من أبناء الضفة الغربية، العودة إلى خيار العمليات الاستشهادية، انطلاقاً من مدنهم، مع ضرورة فتح الجبهات كلها على الاحتلال".
وأضاف مشعل، في كلمة مسجلة ألقاها، اليوم الأربعاء، خلال المؤتمر الصحفي لإطلاق النسخة الـ 18 من تقرير "عين على الأقصى" الذي تصدره مؤسسة القدس الدولية، في مدينة إسطنبول التركية: "إن العدو الصهيوني منذ 200 عام، جعل القدس وبناء الهيكل، عنواناً محفزاً لتجميع الحركة الصهيونية من شتى بقاع الأرض نحو فلسطين".
وتابع: "اليوم تجري معركة كبرى على أرض غزة، نتابعها منذ 11 شهرًا، يوميًا، 328 يومًا، غزة تخوض حربًا عالمية تقريبًا وحدها، وهذه وقفة ينبغي أن تصدمنا، أن تذكرنا بالحقيقة".
وأكمل: "غزة اليوم مستفرد بها، هناك مجازر، ومحاولة تهجير أفشلها شعبنا، لكن الحاضنة الغزية تعاني من المجازر والدمار والنزوح المتكرر، تعاني من التجويع، تعاني من القتل الممنهج، من حرب الإبادة".
وطالب الجميع التحرك بطريقة عملية إزاء ما يجري في قطاع غزة، ليكون جزءاً من طوفان الأقصى، وعلى الأمة أن يعود إليها رشدها لتحمل مسؤولياتها.
وقال أيضًا: "إن العدو فتح الصراع علينا جميعاً، وهو يقول أنا أخوض حرباً وجودية، ويضرب في كل مكان، طهران وبيروت، ودمشق وصنعاء، وسيضرب في أماكن أخرى ظن أصحابها أنها في مأمن".
وأكد مشعل أن حركة حماس تنخرط في معركة طوفان الأقصى… وإبداعات المقاومة ما تزال ماثلة أمام الجميع، والمقاومة قدمت نموذجًا غير مسبوق في التاريخ، فهي تصنع سلاحها وتجند المزيد من رجالها في أثناء المعركة، وتوزعهم على أماكن المواجهة.
وأضاف: "حماس تمارس مسؤولياتها تجاه شعبها الفلسطيني، وتعمل على وقف العدوان على غزة، كما نسعى لتقديم الإغاثة العاجلة لأهل غزة، ونحن نعمل لوضع حد للجريمة الصهيونية، ونتحرك سياسياً ودبلوماسياً لوقف العدوان على غزة".
وأوضح مشعل بأن أمريكا ليست وسيطاً، ولكنها شريك في العدوان، وهي تسعى لوقف الحرب لحساباتها الداخلية، وهي ليست جادة في وقف العدوان، وما اُتُّفِق عليه في 2 تموز/ يوليو، تراجعت عنه بعد أن وافقنا عليها ورفضها الاحتلال.
وأشار إلى أن الاحتلال يحاصر مدن الضفة، ويقطع الكهرباء والماء، يحاصر المستشفيات، ووزير خارجية العدو المجرم كاتس يقول: "ينبغي أن نقوم بتهجير أهل الضفة كما سعوا إلى تهجير أهل غزة.. هذه حرب كبرى مفتوحة علينا كل يوم".
وذكر أن ما يجري اليوم للأسرى، جريمة كبرى تجري في الخفاء، يظهر بعض صفحاتها السوداء المقززة التي تدل على سادية العدو.
وأردف: "العدو فتح الصراع علينا جميعًا، هو يقول: أنا جننت، وأخوض حربًا وجودية، ويفتح الصراع علينا؛ يضرب في طهران، ويضرب في اليمن، وفي لبنان، وفي العراق، وفي سوريا، وسيضرب في أماكن أخرى، حتى لو ظن بعض أصحابها أنهم في منأى، لأنهم وقفوا يتفرجون على جراحات غزة، والضفة، والقدس".
ونبه مشعل في كلمته، إلى المطلوب من الحركات الجهادية، قائلًا: "لا يكفي أن نفخر بالمقاومة ونرى الفيديوهات على شاشات التلفزة ونقول: ما شاء الله، ما هذه العظمة، أي عطاء، أي بطولة.. الفخر مطلوب، الاعتزاز مطلوب، وأن ندعمهم ماليًا مطلوب، لكن ذلك لا يكفي".
وشدد على أن المطلوب قرار تاريخي من التنظيمات والحركات والمجموعات الجهادية التي اعتادت أن ترفع راية الجهاد في ساحات متعددة، اليوم، مطلوب من الجميع أن يأخذ قرارًا تاريخيًا، ممن لم يقرر بعد.
وقال: "حماس قدمت قادتها وكوكبة من رجالها في بداية معركة طوفان، وجاء التتويج باستشهاد قائد الحركة أبو العبد هنية، الذي أكرمه الله بمسيرة حافلة من الجهاد والتضحيات والقيادة التنظيمية والسياسية والحكومية، وجاب العالم انتصاراً لهذه القضية".
وشدد مشعل على أن حركته تضع ثقتها بالقائد يحيى السنوار (رئيس المكتب السياسي)، الذي تلاحقه المخابرات الصهيونية لاستهدافه وقتله، ولكننا لا نراهن على الجهد البشري، ونثق بتقديرات الله. (İLKHA)