أشاد الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو"، بمصادقة المحكمة العليا الفنزويلية، أمس الخميس، على فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 تموز/ يوليو الماضي، لولاية جديدة مدتها ست سنوات، والتي أقرّها المجلس الوطني الانتخابي، واصفاً الحكم بالتاريخي والقوي.
وأكد مادورو، خلال إزاحة الستار عن النصب التذكاري التكريمي للرئيس السابق، والقائد اللاتيني "هوغو تشافيز"، في ولاية لاغوايرا، احترامه المطلق لسلطات الدولة، والسلام والعدالة، والسير على طريق العمل والحوار والوحدة الوطنية واحترام الدستور والشعب، مضيفاً: "إن وجود السلام، مشترط بوجود العدالة".
وقال مادورو خلال الحفل: "إن دستور فنزويلا يجيب على جميع القضايا"، لافتاً أنّه قد دعم شرعية الغرفة الانتخابية في محكمة العدل العليا، معتبراً إياها الهيئة الوحيدة المعيّنة قبل التقاضي الانتخابي، ومضيفاً: "نحن نظهر وجوهنا، وأنا في الشارع، وكذلك قادتنا والشعب".
وجدّد مادورو تأكيده انتصار فنزويلا على الانقلاب الإلكتروني "الفاشي والإجرامي"، معتبراً أن اليوم الذي يحمل فيه البندقية، هو اليوم الذي تدافع فيه فنزويلا عن بحرها وأرضها.
وأعلن تأييده الاقتراح الذي طرح في البرلمان لإصلاح القوانين الانتخابية، رافضاً مشاركة أولئك الذين لا يعرفون القوانين والسلطات العامة والدستور في العمليات الانتخابية.
كما هاجم مادورو، مرشح المعارضة "إدموندو غونزاليس"، الذي لا يظهر وجهه ويحاول التحدّث على شبكة أكس من مخبئه ووصفه على أنه تجسيد لعدم الولاء للدستور والسلطات العامة والشعب، مضيفاً أنه خدع مجموعة من المتابعين بعروض كاذبة وتخلى عنهم.
من جهته، دان وزير الخارجية الفنزويلي "إيفان خيل"، تعليقات رئيس باراغواي "سانتياغو بينيا"، مؤكداً أن الخطأ الفادح والكارثي هو أن نتخلى عن وجود سياسة خارجية مستقلة، بل على العكس من ذلك، نستسلم للضغوط الأميركية، مذكّراً الرئيس بينيا بأن فنزويلا تتمتع بحكم يخضع للقانون والعدالة، وأن إرادة الشعب مدعومة بإطار مؤسسي ديمقراطي قوي.
وقال خيل لبينيا: "لا تسمح بأن يتم التلاعب بك أيها الرئيس، وإن السيادة تكمن في شعبنا، كما يقول دستورنا، وليس في مصالح ورغبات النخب في واشنطن"، وشدّد على أن التاريخ والشعب لن يتذكّرا جيداً أولئك الذين قرروا أن يكونوا أدوات في يد أسيادهم.
وطالب الوزير الفنزويلي باحترام السيادة الشعبية التي انتخبت مادورو رئيساً لجمهورية فنزويلا البوليفارية، واصفاً إياها بالمقدّسة.
وكان الرئيس الباراغواياني صرّح بأن قرار المحكمة العليا في فنزويلا بالتصديق على نتائج الانتخابات غير مقبول، زاعماً أنّه لا يعكس إرادة الشعب الفنزويلي.
بدورها، التزمت القوات المسلحة الوطنية البوليفارية الفنزويلية، بالحكم الصادر عن الغرفة الانتخابية لمحكمة العدل العليا، وأكدت أن فنزويلا عززت من سيادتها واستقلالها في مواجهة التدخّل الإمبراطوري الوقح بقرار المحكمة العليا والنتائج الصادرة عن المجلس الانتخابي الوطني.
وقال وزير الدفاع "فلاديمير بادرينو"، في بيان: "إنّ القوات المسلحة التي تلتزم دائماً بدستور وقوانين الجمهورية، تلتزم بشكل مطلق وقاطع بالحكم الصادر عن الغرفة الانتخابية في محكمة العدل العليا، والذي يعلن قبول الاستئناف المثير للجدل بشأن الانتخابات الرئاسية في 28 تموز/ يوليو".
يُذكر أنّ الرئيس مادورو هو الذي قدّم التماساً للمحكمة العليا في مطلع آب/ أغسطس لتأكيد فوزه في الانتخابات، بعد رفض المعارضة وعدّة دول أجنبية، نتائج الانتخابات الرئاسية، بحجة شبهات تزوير.
وقالت محكمة العدل العليا في حكم تلته رئيستها "كاريسليا رودريغيز"، الخميس: "إنها صدّقت بشكل لا لبس فيه مواد الانتخابات، وتصادق على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 28 تموز/ يوليو 2024 كما أصدرها المجلس الوطني الانتخابي، حيث انتُخب المواطن نيكولاس مادورو موروس رئيساً لجمهورية فنزويلا البوليفارية للفترة الدستورية 2025-2031".
وكانت المعارضة استبقت هذه المصادقة بالقول: "إنها ستعدّ أيّ قرار يصدر عن المحكمة العليا بهذا الاتجاه باطلاً ولاغياً"، زاعمةً فوز مرشحها، إدموندو غونزاليس أوروتيا، بفارق شاسع عن مادورو. (İLKHA)