الأستاذ ناشد توتار: خطاب محمود عباس في شأن غزة

أوضح الكاتب في مقالته وجهة نظره من دعوة تركية لعباس إلى البرلمان، فهو يرى أن هذه الدعوة خطأ فادح. فعباس لا يُمثّل الشعب المقاوم الصامد في غزة، و لا يتعدى كونه خادماً لإسرائيل...

Ekleme: 19.08.2024 17:06:04 / Güncelleme: 19.08.2024 17:06:04 / Arapça
Destek için 

كتب الأستاذ ناشد توتار تعقيباً على خطاب محمود عباس أمام البرلمان التركي:

رداً على الخطاب المليء بالتصفيق الذي قدمه القاتل نتنياهو في الكونغرس الأمريكي، قامت تركيا بدعوة محمود عباس للتحدث في البرلمان التركي. في الواقع، تم توجيه الدعوة أيضاً إلى إسماعيل هنية، الذي قبل الدعوة. ومع ذلك، لأن الله القدير قرر أن يستقبل هنية في "مجلس الشهداء" في الجنة، لم يتمكن من الحضور، فتحدث محمود عباس وحده كممثل لفلسطين.

فهل لخطاب عباس في البرلمان التركي أي أهمية بالنسبة لإسرائيل القاتلة والولايات المتحدة الأمريكية المتعاونة معها في المذبحة؟ وهل وعوده السخية وتعهداته ستتحول إلى أمل لأهل غزة؟ بطبيعة الحال، فإن الإجابة على كلا السؤالين ستكون "لا". لأنه في نظر إسرائيل والولايات المتحدة القاتلة، عباس لا يستحق أكثر من أن يكون خادماً. إنه خادمٌ مخلص لإسرائيل القاتلة مقابل أن يبقى على كرسيه، هو أداة وبيدق يحدد سبب وجوده وواجبه بأنه "حصول إسرائيل على حقها في الأمن الكامل". ولهذا السبب، فمن الواضح أن خطاب عباس عالي النبرة، والذي حظي بتصفيق حار بين الحين والآخر، بعيد كل البعد عن غرس ولو قدر ضئيل من الخوف في نفوس أعداء فلسطين

بالنسبة لشعب فلسطين، وخاصة أبطال غزة، لا توجد أي قيمة لكلمات عباس، وليست هناك أيّة آمال معلّقة على ما يقوله. فبالنسبة لهم، لا فرق بين عباس وجندي داخل دبابة إسرائيلية.

عند النظر إلى بعض العناوين البارزة في خطاب عباس في البرلمان التركي، من السهل إدراك أنها لا تتجاوز كلمات حماسية فارغة. عندما بدأ خطابه بالقول إنه يريد تكريم الشهداء في غزة والضفة الغربية والقدس، وذكر أن أهم هؤلاء الشهداء هو قائد إسماعيل هنية، نسي أنه لم يحضر جنازة هنية. كما كان قد أدان سابقاً عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر وصرح بأن أعمال وسياسات حماس لا تمثله.

بالنسبة لعباس، حماس ليست سوى منظمة مزعجة. لأن بقاء حماس يعني أن شرعية عباس وحكومته ستظل مشكوك فيها، وستكون دائماً محل تساؤل. وعندما تلد حماس قادة أبطال يتبنون قضايا فلسطين ويقدمون عائلاتهم شهداء، فإن ذلك يثير تساؤلات حول سياسات عباس وحكومته الاستسلامية.

في خطابه، قال: "قررت مع إخوتي في القيادة الفلسطينية أن نذهب إلى غزة، وسنفعل ذلك". ومع الهجمات الوحشية التي شنتها إسرائيل والتي اقتربت من عام كامل، حيث قُتل خلالها العشرات كل يوم، فإن قول عباس شيئاً بعد هذا الصمت الطويل أو ذهابه إلى غزة أو القدس لن يكون له أي معنى بالنسبة لشعب غزة. بل، لا يحتاج الأمر إلى نبوة لنعلم أنه لن يظهر الشجاعة للوفاء بكلامه، وأنه سيذهب إلى غزة فقط بعد وقف إطلاق النار المحتمل.

واحدة من التصريحات الأخرى البارزة في خطابه كانت: "أريد أن أرسل رسالة للجميع، حياتي ليست أغلى من حياة طفل صغير في غزة". هذه العبارة صحيحة تماماً، فإن حياة عباس وكل من يعمل معه ليست أغلى من حياة طفل صغير يُقتل بالقنابل. لكن انتظار قرابة عام حتى يقول هذا، بعد قتل حوالي 20 ألف طفل، يكشف عن عدم صدقه في هذا القول.

خطاب عباس في البرلمان لن يكون علاجاً لمعاناة غزة. وتحدث تركيا مع عباس الذي لا يمثل غزة، يمثل خطأً يخدم مصالح إسرائيل وأمريكا.(İLKHA)