استنكرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول العربية، اقتحام وزير الأمن القومي الصهيوني اليميني المتطرف "إيتمار بن غفير" باحات المسجد الأقصى، أمس الثلاثاء، في حين تعالت أصواتٌ عربية للمطالبة بالتدخل.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "فرحان حق" للصحفيين: "نحن نعارض أي محاولة لتغيير الوضع الراهن المتعلق بالأماكن المقدسة، وهذا النوع من السلوك لا يفيد، وهو استفزاز لا يجدي".
وكتب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" على منصة إكس: "الاتحاد الأوروبي يدين استفزازات الوزير الإسرائيلي بن غفير الذي دعا خلال زيارته للأماكن المقدسة إلى انتهاك الوضع القائم".
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان لها: "إن هذا الاستفزاز الجديد غير مقبول، وفرنسا تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان احترام الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة في القدس".
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية "فيدانت باتيل" للصحفيين: "إن الولايات المتحدة تقف بحزم إلى جانب الحفاظ على الوضع التاريخي القائم مع احترام الأماكن المقدسة في القدس، وأي خطوة أحادية مهما كانت ومن شأنها تقويض هذا الوضع، غير مقبولة".
وأضاف أن هذا الأمر: "ليس غير مقبول فحسب، بل يقلل من أهمية ما نعتبره مرحلة حيوية، في وقت نعمل على إنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار".
عربياً فقد أدان الأمين العام للجامعة العربية، "أحمد أبو الغيط"، في بيان له، اقتحام متطرفين صهاينة للمسجد الأقصى. وقال "هؤلاء المتطرفون الموتورون يدفعون الأمور إلى حافة الهاوية، ويتعمدون استفزاز مشاعر مئات الملايين من المُسلمين عبر العالم.
كذلك أدانت دولة قطر، بأشد العبارات، اقتحام وزيرين في حكومة الاحتلال الصهيوني وأعضاء بالكنيست ومئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، وفرض قيود على دخول المصلين، وعدتهما تصرفات مستفزة، وانتهاكا سافرا للقانون الدولي، والوصاية الهاشمية على المقدسات بالقدس المحتلة.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها الثلاثاء، أن المحاولات المتكررة للمساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب، بل على ملايين المسلمين حول العالم.
وحذرت الوزارة من مغبة تأثير هذه الانتهاكات على الجهود الجارية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحثت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات.
وجددت وزارة الخارجية، في بيانها، التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك الحق الكامل في ممارسة شعائره الدينية دون قيود، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
أما وزارة الخارجية المصرية فأدانت الاقتحام، واعتبرته في بيانٍ لها أن تلك التصرفات غير المسؤولة والمستفزة تمثل خرقاً للقانون الدولي والوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس".
ودعت كذلك لضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدور فاعل في مواجهة الانتهاكات التي تهدف إلى تأجيج المشاعر وإفشال جهود التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة.
وأشارت الخارجية إلى التزام بلادها بالسعي نحو التوصل لحل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن إقامة الدولة المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واسترداد كامل الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.
من جهتها أعربت الخارجية السعودية، في بيانٍ لها، عن إدانة المملكة للاقتحامات السافرة والمتكررة من قبل مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي وعدد من المستوطنين للمسجد الأقصى.
وبيّنت أهمية احترام المقدسات الدينية، مجددة تحذيرها من تبعات استمرار هذه الانتهاكات للقانون الدولي والوضع التاريخي لمدينة القدس، واستفزاز ملايين المسلمين حول العالم، خصوصا في ظل الكارثة الإنسانية التي يشهدها الشعب الفلسطيني.
وطالبت السعودية المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
كما أدانت الخارجية الأردنية، في بيانٍ لها، الاقتحام الصهيوني للمسجد الأقصى، معتبرةً إياه خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
وطالب البيان بموقف دولي واضح وحازم يدين الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية أحادية الجانب للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.
إقليمياً أدانت الخارجية الإيرانية بشدة الاقتحام والممارسات الغير اللائقة التي قام بها وزيران صهيونيين مع مجموعة من المستوطنين تجاه المسجد الأقصى.
ووصفت الوزارة في بينٍ لها على لسان المتحدث عنها "ناصر كنعاني"؛ هذه الأعمال الاستفزازية بأنها مؤشر واضح على رغبة الصهاينة في زيادة التوتر والاضطرابات في المنطقة.
واعتبر الكناني هذا العمل الخبيث حقيقة لا يمكن إنكارها وتكشف أن كيان الاحتلال يريد تأجيج استفزازاته للحرب من خلال جرح المشاعر الدينية للمسلمين الفلسطينيين والعالم الإسلامي.
أما تركيا فأدانت هذه الٌاقتحامات في بيانٍ لوزارة خارجيتها قالت فيه: "إن اقتحام المسجد الأقصى من قبل مئات الإسرائيليين المتطرفين، بمن فيهم الوزراء، تحت حماية الشرطة، هو استفزاز ينتهك الوضع التاريخي للقدس وسيؤدي إلى تصعيد التوتر في منطقتنا".
وأضافت: "أثبت هذا العمل الاستفزازي مرة أخرى أن الجانب الصهيوني لا ينوي تحقيق السلام".
وتابعت الوزارة: "يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات فورية لوقف الفظائع التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في غزة ولمنع مثل هذه الأعمال الاستفزازية التي تستهدف استقرار منطقتنا برمتها".
يذكر أن أكثر من ألفي مستوطن صهيوني اقتحموا، الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى يتقدمهم الوزير "بن غفير" وأدوا الصلوات بمناسبة ذكرى خراب الهيكل.
وإلى جانب "بن غفير"، اقتحم الأقصى وزير النقب والجليل "يتسحاق فاسرلاوف"، مع رئيس إدارة ما يسمى بجبل الهيكل الحاخام "شمشون إلبويم"، وعضو لجنة الخارجية والأمن البرلمانية "عميت هاليفي" من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو".
وتتزامن اقتحامات اليوم للمسجد الأقصى مع استمرار الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني، بدعم أميركي واسع، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على قطاع غزة، والتي خلّفت أكثر من 132 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة. (İLKHA)