كتب الأستاذ محمد أشين عن القوة التي يجب أن يتحلى بها المسلمون:
يمتلك الإنسان ضعفًا كبيرًا أمام القوة والسلطة.
يريد أن يكون قويًا مهما كان الثمن.
هذه القوة قد تكون في شكل معلومات وتكنولوجيا، أو ذهب ومال، أو إدارة وقيادة، أو سلاح وسكان. وهذا يتغير وفقًا لاحتياجات وظروف اليوم.
لا أحد يريد أن يكون صديقًا للضعفاء وفاقدي القوة...
وقد كان المشركون في مكة لا يريدون الاجتماع مع المسلمين من العبيد والفقراء والمساكين في المدينة. وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعد هؤلاء عن محيطه.
أراد الله أن يكون المسلمون أقوياء، ولم يحدد حدًا لهذه القوة.
قال الله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ ....﴾ (سورة الأنفال، الآية 60).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المسلم القوي خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف..."
فطبيعة الإنسان أنه يحب امتلاك المزيد من الأسلحة، المال، الأراضي... وعدم الاقتصار على منطقته فقط، بل يسعى للسيطرة على العالم، وحتى على الفضاء والكواكب الأخرى إذا أمكن.
لكن ما هو الهدف الذي يجب أن تخدمه هذه القوة، وما هي فلسفة القوة وهدفها؟
الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك قوة عسكرية لا تضاهى في العالم.
ليس فقط في المجال العسكري، بل أيضًا في الاقتصاد والتكنولوجيا والطب والعديد من المجالات الأخرى.
لكن الولايات المتحدة هي القوة الإمبريالية التي تشارك في أكثر الحروب وتسببها في العالم.
منذ تأسيسها، خاضت الحروب باستمرار... على مدى 240 عامًا من تاريخها، إما داخليًا، أو مع المسيحيين، أو مع المسلمين، أو محليًا، أو عالميًا.
في الآونة الأخيرة، تدخلت في العراق وأفغانستان، وشاركت في النزاعات في سوريا والعراق، وقدمت دعمًا غير محدود لنظام الاحتلال في فلسطين، ووجودها في قلب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، رغم عدم مشاركتها بشكل مباشر...
للولايات المتحدة قواعد عسكرية في 80 دولة. تدعم قوة حربها بأحدث السفن والغواصات فوق الماء وتحت الماء.
إذا تم استخدام هذه القوة لتحقيق العدالة في العالم، ولتحقيق السلام والأمان، لكان من الممكن بناء عالم عادل وقابل للعيش.
لكن للأسف، تُستخدم هذه القوة الضخمة بوحشية لتحقيق الأنا والطموحات اللامتناهية والمصالح الخاصة.
هذه القوة ليست كما يريدها الله. فهي تُستخدم لإثارة الفساد والفتنة في الأرض، وليس للخير.
القوة التي يريدها الله هي القوة التي تكون تحت أمر الوحي، وتحمي الضعفاء من الظالمين، وتعمل على تحقيق العدالة والحق في الأرض.
قال الله تعالى: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ " (سورة الحديد، الآية 25).
يمكنك كفرد أن تعيش حياة فقيرة ومتواضعة، لكن يجب على المجتمع الإسلامي أن يكون قويًا.
إذا لم يتم تأديب الحديد بالكتب وقياسه بالميزان، فإن المشهد الذي نراه في غزة سيعم العالم...
الحل لمنع ذلك هو أن يمتلك المسلمون الحديد، ويخضعون الحديد لأوامر الكتاب، ويحددون نطاق واستخدامه بالميزان.(İLKHA)