كتب الأستاذ محمد أوزجان تعقيباً على انتخاب يحيى السنوار خَلفاً لهنيّة:
اغتيال الشهيد هنية؛ كشف مرة أخرى أن الكيان المحتل، إسرائيل، ليس دولة بل منظمة إرهابية، وأنه يقف بفضل دعم الولايات المتحدة والدول الغربية.
إسرائيل لا زالت تواصل إبادة غزة بوحشية، وتستمر في تجاوزاتها بجرأة كبيرة على مدى عشرة أشهر رغم وجود أكثر من ملياري مسلم في 57 دولة إسلامية، وبات من غير المجدي أن نتوقع تحركاً من الأمم المتحدة، التي أثبتت عجزها.
إسماعيل هنية، كان قائدًا حقيقيًا لشعب فلسطين ورئيس وزراء، وقد أدى واجبه في الدفاع عن وطنه حتى آخر نفس. أسأل الله أن يتقبل شهادته.
استجابة نحو مليار إنسان من جميع أنحاء العالم لدعوة هنية الأخيرة في الثالث من أغسطس، تُبين قوة الشعوب وقدرتها على إيقاف الظلم إذا امتَلكوا الإرادة والتّصميم.
نتمنى أن يكون اختيار يحيى السنوار قائدًا بعد هنية خيرًا. انتخاب السنوار بعد استشهاد هنية يعيد إلى الأذهان استراتيجية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في معركة مؤتة، حيث أرسل جيشًا من ثلاثة آلاف مقاتل لمواجهة جيش من مئتي ألف.
من المثير للاهتمام أن موقع معركة مؤتة كان على بعد 50 كم من القدس، وأن الجيش الإسلامي خاض معركته ضد البيزنطيين، تمامًا كما يحدث اليوم في غزة ضد الصهاينة.
سمى رسولُ الله ثلاثة قادة و هم: زيد بن حارثة، جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة… وإذا استشهدوا، سيختار المسلمون قائدًا من بينهم. فعلاً، بعد استشهاد القادة الثلاثة، تم اختيار خالد بن الوليد قائدًا للجيش. وقد نقل النبي صلى الله عليه وسلم أحداث المعركة وأكد أن الراية أخذها سيف من سيوف الله، وأن الله مكّن المجاهدين من النصر.
النضال من أجل الحرية في غزة يعكس ما حدث في معركة مؤتة في عهد الصحابة.
اليوم، مثلما كان الحال في مؤتة مع جيش من ثلاثة آلاف ضد جيش من مئتي ألف، فإن كتائب القسام تقاتل ليس فقط ضد الاحتلال الإسرائيلي، بل ضد سبع دول داعمة مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، كندا، إيطاليا.
من بين القادة المجاهدين الذين يشبهون الصحابة، استشهد الشيخ أحمد ياسين في مارس 2004، ورنتيسي في أبريل 2004، والآن هنية.
اختيار يحيى السنوار، الذي قال "سنجعل نتنياهو يلعن يوم ولادته"، يأتي بعد استشهاد القادة الثلاثة، تمامًا كما تم اختيار خالد بن الوليد بعدهم.
وبينما كان من الممكن انتخاب العديد من الشخصيات البارزة التي تعيش خارج فلسطين كقادة، فإن انتخاب حركة حماس للسنوار، الذي قاد ساحة المعركة، كزعيم يحتوي على رسائل مهمة للنظام الإرهابي الصهيوني وجميع مؤيديه.
لقد كشف انتخاب السنوار أيضاً عن موقف حماس الماكر والدقيق الذي يتجاوز السياسة، والذي لا يُعرّض للخطر ولا يُثقل كاهل الدول الإسلامية التي لا تستطيع دعم غزة.
كما يحمل رسالة رئيسية وهي: "لن نستسلم، وسنقاتل حتى آخر فرد".
من بين أولويات السنوار، تحقيق انتقام غزة والانتقام لهنية، تحرير الأسرى الفلسطينيين، وإعلان دولة فلسطين بعاصمتها القدس، إن شاء الله.
لنختتم بكلمات قائد الصهاينة المخيف يحيى السنوار: "ليعلم الجميع أن لدينا استعدادًا أكبر مما يمكن لأحد أن يتخيله في غزة، سنقضي على جميع خِطط الخَوَنة".(İLKHA)