كشفت السلطات في ولايتي الشمالية ونهر النيل عن حصيلة جديدة لضحايا الأمطار والسيول، بلغت 45 حالة وفاة و656 حالة إصابة، بينما اجتاحت السيول، الخميس، مدينة وادي حلفا في أقصى شمال السودان.
وتسببت السيول الجارفة، الثلاثاء الماضي، في تدمير مئات المنازل في مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل التي تحتضن أكبر مراكز استخراج الذهب في البلاد، كما ألحقت أضرارًا جسيمة بالأسواق.
وقالت فرعية الهلال الأحمر السوداني بولاية نهر النيل، في تقرير يوم الخميس: "إن الأمطار والسيول في محلية أبو حمد ووحداتها الإدارية تسببت في مصرع 34 شخصًا وإصابة 588 آخرين".
وأحصى تقرير الهلال الأحمر انهيار 24104 منازل بشكل كلي وانهيار 8016 منزلًا بشكل جزئي وانهيار 150 مرفقًا خدميًا، وأكد تضرر 96606 أسر في مدينة أبو حمد والقرى المحيطة بها جراء السيول الجارفة والأمطار القياسية التي وصلت كميتها إلى 142 ملم يوم الخميس الماضي.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بالولاية الشمالية، الخميس، وفاة 11 شخصًا وإصابة 68 آخرين، بينما تضررت 2835 أسرة جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت مناطق واسعة من الولاية.
وأكد تقرير لوزارة الصحة بالولاية الشمالية تعرض أكثر من 2488 منزلًا للانهيار الجزئي و346 منزلًا للانهيار الكلي، فضلاً عن انهيار 357 مرحاضًا و18 مرفقًا حكوميًا، كما شملت الأضرار 54 منطقة على مستوى الولاية.
وأشار إلى أن هذه الإحصائية تشمل الفترة منذ بداية الخريف وحتى يوم الخميس.
وتعرضت أجزاء واسعة من الولاية الشمالية، الخميس، لهطول أمطار غزيرة ومتوسطة أدت إلى جريان السيول الجارفة، مما تسبب في انهيار عشرات المنازل والمنشآت العامة.
وضربت السيول الولاية الشمالية للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، حيث تركزت على محلية وادي حلفا ومدن دنقلا ومَروي والدبة والقولد والبرقيق في سابقة نادرة الحدوث.
وأكدت الغرفة الفنية لطوارئ الخريف بوزارة الصحة بالولاية الشمالية استمرار فرق التدخلات السريعة في عملها الميداني، إلى جانب استمرار التدخلات تفاديًا للأضرار والأوبئة والأمراض والخروج من خريف هذا العام بأقل الخسائر.
كما أكدت تعرض مناطق بحلفا ومروي والدبة لأضرار بالغة، وناشدت الغرفة المواطنين باتخاذ التحوطات اللازمة واتباع الإرشادات التي تقيهم من أضرار الخريف وتداعياته.
في ذات السياق، قال شهود عيان بمدينة وادي حلفا: "إن السيول وصلت إلى الأحياء الطرفية في مدينة وادي حلفا مما تسبب في قلق بالغ وسط المواطنين، وخرج أغلبهم إلى الشوارع خوفًا من السيول"، بحسب سودان تربيون.
وفي ولاية شمال دارفور، قالت غرفة طوارئ مخيم أبو شوك للنازحين بالفاشر، عاصمة الولاية، في تعميم صحفي الخميس: "إن الأمطار الغزيرة تسببت في انهيار أكثر من 350 منزلًا بين انهيار كلي وجزئي في مخيم أبو شوك، فضلاً عن وقوع إصابات وسط سكان المخيم".
وحذرت الغرفة من أن حوالي ربع سكان مخيم أبو شوك مهددون بخطر انهيار المنازل بسبب عدم تصريف مياه الأمطار، وناشدت المنظمات الدولية والوطنية لتوفير مواد إيواء بصورة عاجلة للمنكوبين.
إلى ذلك، كشفت غرفة طوارئ الخريف بوزارة الصحة السودانية عن ارتفاع الولايات المتأثرة بفصل الخريف إلى 9 ولايات والمحليات إلى 37 محلية، وتضرر 6200 أسرة، وقالت: "إن إحصائية الأسر المتضررة لا تشمل محليتي أبو حمد والبحيرة".
وأكد تقرير قسم الاستجابة أن أكثر الولايات تضررًا هي الشمالية، سواء في أعداد الإصابات وحالات الوفاة بين المواطنين، فضلاً عن الانهيار الكلي والجزئي للمنازل، وذلك حتى أمس الأربعاء، تليها ولايات شمال كردفان وكسلا والجزيرة ونهر النيل وغرب كردفان.
وأشارت إلى تنفيذ عدد من التدخلات، تشمل حصر الأضرار والإصابات بالمناطق المتأثرة، وتكوين لجان طوارئ مصغرة، وتنفيذ حملات لمكافحة نواقل الأمراض والإصحاح البيئي في عدد من الولايات، بالإضافة إلى تنفيذ أنشطة في مراكز الإيواء.
وأقرت الصحة بوجود جملة من المشاكل والمعوقات، منها قلة وسائل الحركة ووعورة الطرق، والوضع الأمني، وضعف شبكات الاتصال وانقطاعها أحيانًا، فضلاً عن ضعف الميزانيات. (İLKHA)