الصحفي والكاتب البنغالي محمد ذاكر: ما حدث في الأسبوع الماضي في بنغلاديش هو بمثابة الاستقلال الثاني للبلاد

وصف الصحفي والكاتب البنغالي "محمد ذاكر" في حوارٍ له مع وكالة إيلكا للأنباء (İLKHA)، الأحداث التي حدثت في بنغلاديش الأسبوع الماضي أنها بمثابة الاستقلال الثاني للبلاد.

Ekleme: 08.08.2024 17:46:07 / Güncelleme: 08.08.2024 17:46:07 / Arapça
Destek için 
 

أعتبر الصحفي والكاتب البنغالي "محمد ذاكر" في حوارٍ له مع وكالة إيلكا للأنباء (İLKHA)، انتصار الحراك الطلابي لمجموعة طلاب ضد التمييز والذي انتهى باحتجاجات عارمة أدت إلى هروب رئيسة الحكومة الشيخة حسينة من البلاد بأنه الاستقلال الثاني للبلاد.

وأدلى "ذاكر" بمجموعة من التصريحات حو الوضع في بنغلاديش والأحداث التي جرت الأسبوع الماضي.

وجاء في حواره مع وكالة إيلكا للأنباء (İLKHA)،قوله: "نتحدث عن الأحداث التي جرت خلال أسبوع في بنغلاديش، وقبل هذا أريد أن أتحدث عن بنغلاديش بشكل عام منذ حصول الاستقلال من باكستان".

 وتابع: "حصل الاستقلال من باكستان في عام 1971 في هذا الوقت تولى الحكومة الشيخ مجيب الرحمن وبعد قتله جاء الرئيس "كاندكر مشتاق أحمد" وبعده جاء "ضياء الرحمن" هو أيضا قتل وبعد "ضياء الرحمن" جاء رئيس الجيش "حسين محمد رشاد" وبعده جاءت الشيخة "خالد ضياء" وهي كانت زوجة الرئيس السابق "ضياء الرحمن" وبعدها جاءت "الشيخة حسينة" وهي بنت الشيخ مجيب الرحمن هؤلاء كانوا في السلطة في بنغلادش خلال هذا الوقت خلال الثلاثة والخمسين العام الماضية".

وأضاف: "خلال هذه الـ 53 عاماً  كثير من الأحداث  والانقلابات العسكرية والانتخابات حدثت لكن ما حدث في هذا الأسبوع الماضي، يعتبر الحدث الأكبر،  وهو حدث كما يقول المفكرون ثورة  حتى أن بعضهم يسمونه استقلال ثاني، يقولون "الاستقلال الأول في عام 1971م والاستقلال الثاني في عام 2024م" لأن الناس كانوا غاضبين من الشيخة "حسينة" لأنها خلال 15 سنة كانت في السلطة تستعمل القوة وتزور الانتخابات وتستبد بالحكم بالقوة، ولم يكن لديها شعبية كبيرة، كانت نسبة شعبيتها لا تتجاوز 15% وبقية الناس كانت ضدها لكن رغم ذلك زورت الانتخابات ثلاث لأجل أن تفوز فيها، وكان كل هذا بمساعدة الهند، وذلك لأن الهند هي بجوار بنغلاديش وهي تؤثر على بنغلاديش كثيرا؛ ‏وهذا التأثير إما ثقافي أو اقتصادي أو جغرافي والكثير من التأثير والارتباطات بين بنغلادش والهند، حتى أنه بعد الاستقلال كانت الهند تطالب بنغلاديش برد ما قدمته لهم لأنها ساعدتهم في الاستقلال من باكستان، وهذا باختصار الوضع خلال الثلاثة والخمسين سنة الماضية".

وفي جوابه على سؤال "لكن ماذا كان السبب لحدوث هذه المظاهرات، وما هي الأسباب وراء هذه الأحداث، التي حصلت خلال أسبوع" قال: "السبب وراء هذه الأحداث التي وقعت خلال أسبوع أن "الشيخة حسينة" أخذت قراراً بأن تكون الوظائف الحكومية 65% منها لأبناء وأحفاد وعائلات من قتلوا أو قاتلوا في حرب الاستقلال، وبهذا كانوا يأخذون الوظائف ويتقاسمونها فيما بينهم 65% من نسبة الوظائف لهم والباقي لعامة الشعب وهذا ظلم، حيث أن الوظائف كانت توزع ‏ دون أي اختبارات أو مؤهلات أو شهائد وفي 2018م  المحكمة وقفت القرار، وقبل أسبوعين المحكمة أعلنت مرة أخرى أن 65% من الوظائف ستكون لمن كانوا مشاركين في حرب الاستقلال ولهذا الطلاب كانوا غاضبين على هذا القرار الذي أعلن عنه. وهذه نقطة مهمة وكل الطلاب يقولون نحن الآن نمنع من حقوقنا وفق هذا القرار الصادر من المحكمة وهذا ظلم وغير عادل وغير مستحق، وبهذا الكلام خرجت المظاهرات وبدأ حراك المعارضة من الطلاب،  ولكن "الشيخة حسينة" استنكرت وقالت "إن هذا قرار المحكمة وليس قراري وأنا أثبته"، ولذلك عامة الناس والطلاب كانوا غاضبين، على رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، كذلك خلال هذا الـ 15 سنة الماضية الشيخة "حسينة" ظلمت أكثر الناس وغيرت صورة البلاد وغيرت المناهج التعليمية وأنتم تعرفون عندما كانت في السلطة أعدم الكثير من العلماء خاصة زعماء الجماعة الإسلامية، هناك خمسة من زعماء الجماعة الإسلامية أعدموا في عهدها، وكذلك قتلت 74 من قادة الجيش بدعمٍ منها، وكان يوجد ظلم وغيرت الكثير من الأشياء والناس كانوا غاضبين عليها بعد الانتخابات الفائتة في هذه السنة، حيث كان هناك تزوير وبالقوة جاءت للسلطة مرة أخرى ولهذا الناس محرومين من الانتخابات الحرة والديمقراطية، 80% أو 90% من الشعب كان غاضبين عليها، عامة الناس وكذلك الطلاب ولذلك حصلت المظاهرات وجاءت المعارضة وجاءت هذه الثورة، وفي النهاية قائد الجيش أعطي اقتراح للشيخة "حسينة" أن تقدم استقالتها من السلطة لكن هي رفضت، وبعد ما رفضت الناس غضبت أكثر وعامة الشعب والطلاب أعلنوا الدعوة إلى توقف وإضراب شامل في دكا، وخرجوا في مظاهرات عارمة.   

وتابع: "وبعد ذلك رئيسة الوزراء قدمت استقالتها إلى رئيس الجيش وهربت لأنها لو تأخرت كان من الممكن أن يهجم الناس عليها وعلى مكان سكنها وبعد ذلك بمساعدة الجيش وبمساعدة السلطات الهندية هربت إلى الهند وبعد ما هربت إلى الهند تركت السلطة وأخذ السلطة الجيش طبعاً رئيس البلد اسمه "محمد شهاب الدين" وهو قام فجمع رؤساء الأحزاب السياسية والقادة العسكريين لمناقشة الوضع معهم".

وأضاف: "اليوم رئيس البلد ورئيس الجيش  أعلنوا رئيس الحكومة الانتقالية المؤقت واسمه "محمد يونس" وهو الذي حصل على جائزة نوبل للسلام وهو الآن رئيس الحكومة المؤقتة وهو في خارج البلد لكن ربما يأتي إلى البلاد غداً او بعد غدٍ، ومن ثم يتسلم السلطة من الجيش بعد ذلك هو سينضم انتخابات في بنغلادش انتخابات جديدة الناس الآن يأملون برئاسة "محمد يونس" للحكومة وهو رجل معروف في العالم لأنه حصل على جائزة نوبل للسلام وهو مقبول لدى عامة الناس وعامة الشعب البنغالي يحبه ولذلك إن شاء الله بإذن الله نأمل برئاسته للوزراء أنه سينظم الانتخابات العامة وانتخابات البرلمان وبهذه الطريقة تأتي حكومة جديدة وسلطة جديدة وهذا هو مختصر الاحداث".

 وفي حديثه عن التحديات التي ستواجه البلاد قال: "الآن توجد تحديات عديدة مثلاً كانت الشيخة "حسينة" تحكم البلاد وكانت كل الإدارات والجيش كله تابع لها، والآن هي هربت وكل اتباعها في مناصبهم وهم يحاولون أن يفتعلوا المشاكل ويقوموا بالمظاهرات ضد هذه الثورة، أو ضد هذا الحراك أو ضد الحكومة الجديدة، وهم يعملون في الخفاء، ويوجد تخوف من هذا لكن الشعب البنغالي 90% منهم أصبحوا متحدين للحفاظ على بنغلاديش، والوصول إلى انتخابات سليمة، برئاسة الدكتور "محمد يونس".

وتهدث عن آمال الشعب البنغالي فقال: "الحمد لله الان هناك أمل جديد لدى الشعب البنغالي، بعد الخمسة عشر السنة الماضية التي دمرت فيها الشيخ حسينة بنغلاديش ودمرت الديمقراطية، ودمرت التعليم ودمرت الثقافة وحاربت القيم الإسلامية، وكذلك هي ظلمت الناس وأغلب الناس مظلومين، هي كانت في السلطة، وكان الشعب مظلوم ومضطهد والآن أصبح شعب بنغلاديش حر، وأخذ حريته، خرج الشعب من بيوتهم وطلبوا حريتهم والان أصبحوا يستطيعون أن يتكلموا بحرية، ويكتبوا بحرية، والآن هم أحرار الشعب البنغالي الآن حر، كان الناس يقولون هي فرعون وهي هتلر، وكثير من الالقاب تقال فيها، والان هي هربت من بنغلادش إلى الهند والناس ارتاحوا، الآن الناس صاروا مسرورين بهذا وهم يأملون برئاسة "محمد يونس" أن ينظم أوضاع البلاد والانتخابات بطريقة نزيهة، وبهذه الطريقة تأتي حكومة جديدة وسلطة جديدة، وإن شاء الله بنغلادش في المستقبل تكون مثل الأيام السابقة مثل أيام "ضياء الرحمن" كانت بنغلادش ممتازة في الاقتصاد وكل شيء والناس يأمل بعودة القديم أن ترجع الأيام الماضية الجميلة ويصبح كل شيء جميل وشكراً".  (İLKHA)