الأستاذ حسن ساباز: ما مدى عدالة بيان محكمة العدل الدولية؟

أوضح الأستاذ حسن ساباز الجوانب المضيئة من بيان محكمة العدل الدوليّة، وجوانب القصور فيه حيث اقتصر البيان على تسمية بعض الأراضي الفلسطينية بأنها محتلة دون ذكر باقي المناطق...

Ekleme: 23.07.2024 11:51:02 / Güncelleme: 23.07.2024 11:51:02 / Arapça
Destek için 

كتب الأستاذ حسن ساباز تعقيباً على بيان محكمة العدل الدولية حول الاحتلال الصهيوني:

المحكمة الدولية للعدل أصدرت إعلانًا متوقعًا. حيث أدلت المحكمة بما يُعتبر من قِبل البعض ببيان التاريخ: "جميع الدول ملزمة بعدم الاعتراف قانونيًا أو تقديم المساعدة أو الدعم لوجود إسرائيل في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها".

في الوقت الذي تظل فيه معظم الدول صامتة بشأن الإبادة الجماعية الحالية، ناهيك عن سياسات الاحتلال والضم، بل وتقدم الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري للإبادة الجماعية، فمن المهم بالطبع أن تعرب محكمة العدل الدولية عن رأيها بشأن الاحتلال.

وحتى حماس أصدرت البيان التالي: "لقد أكدت محكمة العدل الدولية عدم شرعية الاحتلال الصهيوني وضرورة إنهائه، وفضحت نظام الاستيطان الفاشي، وطالبت بإنهائه، وكشفت الانتهاكات الواسعة للقانون الدولي التي ترتكبها حكومات الاحتلال ضد شعبنا، وأراضينا الفلسطينية.. ونرحب بالبيان القانوني الذي أصدرته"

وبطبيعة الحال، فإن بيان محكمة العدل الدولية لا يقتصر على الجملة أعلاه.

فهناك أيضا أجزاء من البيان يُقدّم فيها تقييماً واضحاً للوضع: "إسرائيل دولة محتلة في القدس الشرقية والضفة الغربية".

لكن أول ما يتبادر إلى الذهن هو: ماذا عن الأراضي الفلسطينية الأخرى؟

كم كان عدد اليهود في الأراضي الفلسطينية قبل الإعلان عن المنظمة الإرهابية التي تستخدم اسم "إسرائيل" اليوم؟

تكشف الأرقام المتوفرة لدينا أن اليهود تم إرسالهم إلى الأراضي الفلسطينية تماشياً مع المشروع الصهيوني.

وتشير البيانات إلى أنه في حين كان هناك حوالي 9 ملايين يهودي في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية، إلا أن هناك اليوم حوالي 1.4 مليون.

وعلى الرغم من أن الأرقام قد تكون مبالغ فيها، إلا أن المحرقة كان لها بالتأكيد تأثير على ذلك. ومع ذلك، فمن الواضح أن انخفاض عدد السكان اليهود من حوالي 3.5 مليون في الستينيات إلى أعداد اليوم لا يمكن تفسيره إلّا بالقمع أو التمييز.

ومن المعروف أن جميع الإرهابيين الذين يطلق عليهم اسم "المستوطنين" هم يهود من أوروبا وروسيا وأوكرانيا.

ويبلغ اليوم عدد اليهود المقيمين في "المستوطنات" المقامة في الضفة الغربية والقدس الشرقية نحو 750 ألف يهودي، أي 10 بالمئة من إجمالي سكان الدولة الصهيونية.

ولنعود ولو قليلاً إلى الوراء..

تم بناء مدينة تل أبيب للمستوطنين الإرهابيين اليهود القادمين من أوروبا، وكانت في البداية مجرد إحدى ضواحي مدينة يافا. ومع ذلك، من أجل تحويل هذا المكان إلى مدينة، كان لا بد من إزالة الفلسطينيين من المنطقة.

تم تنفيذ عملية نفي ضخمة، تسمى النكبة، وهو ما يعني "الكارثة الكبرى". وتم تهجير ما مجموعه 750 ألف فلسطيني من الأراضي التي عاشوا فيها، وتم تجهيز تلك الأراضي للمستوطنات اليهودية.

عندما نأخذ في اعتبارنا أن الحدث وقع في عام 1948، يمكن أن نفهم مدى كبر هذا العدد.

ودعونا نطرح الأمر على هذا النحو: 8 ملايين و260 ألفًا من أصل 12 مليونًا و700 ألف فلسطيني يعيشون كلاجئين في أنحاء مختلفة من العالم. وقد أصبح بعضهم الآن مواطنين في المكان الذي ذهبوا إليه، لكن 5 ملايين و400 ألف فلسطيني ما زالوا في وضع اللاجئين...

إذن ما نعنيه هو:

إن الدولة التي تسميها العصابة الإرهابية الصهيونية "إسرائيل" وتدعمها الجبهة الإمبريالية العالمية هي دولة غير شرعية. لأنه تم تجنيد الإرهابيين من أماكن أخرى ووضعهم في الأراضي الفلسطينية. جميع مواطني الدولة المسماة "إسرائيل" هم غزاة وإرهابيون.

ولذلك، فمن الصحيح والمهم أن تسمي محكمة العدل الدولية الكيان الصهيوني المحتل بـ "المحتل". لكن تسمية فقط الضفة الغربية والقدس الشرقية باعتبارها محتلة هو أمر خاطئ ويعني قبول احتلال الأراضي الأخرى باعتباره احتلالاً مشروعاً.(İLKHA)